أيهما أولى فى عصر الإنترنت.. منع كتب الشيعة أم مناقشتها؟

السبت، 18 فبراير 2017 09:00 ص
أيهما أولى فى عصر الإنترنت.. منع كتب الشيعة أم مناقشتها؟ كتب الشيعة ــ أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"كتب شيعية فى معرض الكتاب" جملة مثيرة، ما أن يقولها أحدهم حتى تتفجر الأزمات، ويطالب البعض بسحب الكتب وغلق المكتبة، لكن السؤال الذى يطرح نفسه، أيهما أولى فى عصر الإنترنت.. منع كتب الشيعة أم مناقشتها؟.

 

الأزمات.. لا تنتهى

يمكن اعتبار معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة الـ48، نموذجا لما يحدث فى أزمة متكررة بشكل دورى هى "مصادرة كتب الشيعة" والمطالبة بمنعها، حيث رصد ما يسمى بائتلاف الصحب والآل، أحد الائتلافات المهتمة برصد النشاط الشيعى فى مصر، عددا من الكتب الشيعية داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، معتبرا ذلك غزوا شيعيا لمعرض القاهرة الدولى، ومطالبا بمنع تداولها.

 

كانت هذه المجموعة وغيرها من الكيانات السلفية منتشرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وحال اكتشافها لعدد من الكتب، قامت بتقديم بلاغات رسمية عن دور النشر التى تبيع هذه الكتب، هذا الأمر فى وقته أشعل نوعا من الجدل بين ثلاثة طوائف السلفيين والصوفية من جانب والشيعة من جانب آخر وبينهما المثقفون.

 

 المؤسسات.. ما لها وما عليها

فى معرض الكتاب لم يكن رد مؤسسات الدولة داعما لحرية الكتابة والفكر، بل قامت إدارة مكافحة جرائم المطبوعات، التابعة لمباحث المصنفات بوزارة الداخلية، بالإعلان أنها صادرت كتبا شيعية وأغلقت عددا من أجنحة دور النشر المشاركة بالمعرض، حيث شدد مدير الإدارة أشرف مأمون، فى تصريحات صحفية حينها، أن هذا الإجراء يأتى لمواجهة محاولات نشر الفكر الشيعى داخل مصر.

 

أما الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب، ورئيس معرض القاهرة الدولى للكتاب، فانتصر لمقولة أن البلاغات التى تقدم ضد الهيئة بخصوص وجود كتب تروج للمذهب الشيعى ليست من اختصاص هيئة الكتاب.

 

وقال هيثم الحاج، فى تصريحات سابقة، "الهيئة تلتزم بحدود القانون والدستور، وإدارة المعرض لا يمكن أن تمنع أى كتاب إلا بإجراء قانونى، كما أننا لسنا جهة رقابة، كما أن الدستور يقول إن حرية التعبير مكفقولة ولا رقابة على الكتب".

 

آراء مختلفة

بينما يرى آخرون أن المجتمع، خاصة المصرى، لديه العديد من المشكلات الأولى بالاهتمام، بعيدا عن مطاردة الكتب، لأن المنع والمصادرة لا يبعد الأفكار لكن المناقشة والمواجهة هى التى تستطيع أن تقوم فكرا أو تؤكده.

 

ولعل المصادرة والمطاردة وما يترتب عليها هو ما تسبب فى حوادث مؤسفة قبل ذلك مثل قتل عدد من الشيعة فى زاوية أبو مسلم.     

 

هناك رأى آخر ذهب إليه وليد إسماعيل، ضمن ائتلاف الصحب والآل، لدينا العديد من الكتب التى نرد من خلالها على أفكار الشيعة، لكن يجب علينا التنبه لأمر ضرورى جدا، هو أن إيران كدولة شيعية تملك إمكانيات كبيرة فيما يتعلق بعملية التوزيع، ولو أرادت طهران أن توزع ملايين الكتب فإن ذلك  فى إمكانها، أما نحن أهل السنة فلدينا أزمة مالية، فيما يتعلق بعملية توزيع الكتب.

 

وفيما يتعلق بفكرة أن الكتب متاحة على الإنترنت، قال "إسماعيل" إن الأفلام الإباحية أيضا متاحة على الإنترنت ومنتشرة بشكل كبير، فهل معنى ذلك أن نبيحها.

 

وتابع "إسماعيل" حتى لو أن هذه الكتب موجودة على مواقع الإنترنت فإننا نعتبرها "فسادا" لذا نسعى لمنعه من على الأرض.

 

وأشار وليد إسماعيل إلى أن المرحلة القادمة أن ائتلاف الصحب والآل سوف يقوم  بحملة "تفتيش" على المكتبات التى تبيع الكتب الشيعية، بمعنى أن يدخل الواحد منا إلى المكتبة ويسأل دون أن يعرف بنفسه عن أحد الكتب الشيعية المعروفة، وإن وجده يقوم بتبليغ السلطات، والتى أكد إسماعيل أنها متعاونة جدا فى هذا الشأن.

 

ومن جانبه قال الكاتب الكبير صلاح عيسى، لقد أصبحنا فى عالم مفتوح لا حد له، ومطاردة الكتب والأفكار لا جدوى من ورائها، فكل هذه الكتب موجودة على الإنترنت.

 

وأضاف "عيسى" ليس كل من يقرأ كتابا معناه أنه يتبنى أفكاره، بل ربما يقرأه ليتعرف على ما فيه حتى لا يفعله، وربما يقرأه من منطلق أن هذه هى أفكار الآخرين.

 

وفيما يتعلق بما يفعله البعض من مطاردة الكتب والقيام بعمليات تفتيش، فإن ذلك أمر غير قانونى ولا يحق لهم، لأنه فى مصر لا توجد رقابة على الكتب سواء قبل النشر أو بعده، ومن لديه مشكلة فى هذا الأمر فعليه أن يتوجه إلى القضاء، وهو الوحيد الذى من حقه أن  يمنع الكتاب أو يبيحه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة