استشارات نفسية مجانية بمعرض الكتاب.. الأمانة العامة تقدم عروضا مسرحية أبطالها المرضى لتأهيلهم وتوزع مطبوعات وكتيبات واستشارات مجانية.. وأطباء: نريد تغيير نظرة المجتمع للمريض النفسى

الخميس، 02 فبراير 2017 05:03 م
استشارات نفسية مجانية بمعرض الكتاب.. الأمانة العامة تقدم عروضا مسرحية أبطالها المرضى لتأهيلهم وتوزع مطبوعات وكتيبات واستشارات مجانية.. وأطباء: نريد تغيير نظرة المجتمع للمريض النفسى مسرحية أبطالها المرضى لتأهيلهم
كتبت سلمى الدمرداش وأميرة شحاتة - تصوير محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تترك حدث مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب دون أن تقدم عرضا فنيا يتحدث عن المرض النفسى ويمحو وصمة المجتمع التى تكون على عاتق المريض النفسى بعد الانتهاء من فترة علاجه، إنها الأمانة العامة للصحة النفسية التى نظمت الحدث بالتنسيق مع مستشفى العباسية، ليكون أول عرض مسرحى من تمثيل المرضى وتأليف وإخراج الأطباء باسم "وشوش فشوش".

 

واشترك فى العرض 9 من المرضى لتقديم قصة من واقع ما يواجهه المريض النفسى عند الانتهاء من كورس العلاج الخاص به، حيث لا يتقبله المجتمع أو الأهل خوفا من وصمة المرض النفسي، وهو ما يعود على المريض بصدمة وانتكاسة تفقده هويته.

 

وتقول الدكتورة شيرين دحروج أخصائية النفسية بمستشفى العباسية ومخرجة العرض، إن الفكرة جاءت فى إطار تدعيم المريض نفسيا واجتماعيا وأن الفريق الفنى ضم 5 من المرضى النفسيين و4 من مرضى العصبية الذين يعانون من مرض التصلب المتعدد.

صورة


فيما أكدت أخصائية النفسية، أن الأمر لم يكن بسيطا ولكنه احتاج لكثير من المجهود والتعب من قبل فريق التدريب الذى ساعد فى إعداد المرضى ومساعدتهم على إخراج مواهبهم وكذلك التأهيل النفسى لمواجهة المجتمع والجمهور الذى سيتلقى رسالتهم الخاصة وقابلهم عائق آخر يتمثل فى خروج بعض المرضى من العرض بعد الدخول فيه لانتهاء فترة علاجه وعدم رغبته فى الاستمرار مما احتاج عام كامل ليخرج هذا العرض.

 

كما امتدت فعاليات المسرحية لمدة نصف ساعة من المشاهد المتلاحقة التى دارت حول بعض المرضى النفسيين الذين ينتهون من فترة علاجهم ويخرجون للعودة لحياتهم السابقة، ولكن لم يجدوها إنما يكون فى استقبالهم الإنكار من كل من حولهم من الأهل والأقارب خوفا من وصمة المجتمع لهم، وهو الأمر الذى يجعل المرضى يفقدون هويتهم وسط دوامة الأحداث ولا يتمكنون من الاندماج فى المجتمع فينتكسون مرة أخرى ويلجأون للطرق الغريبة، منها اللجوء للعرافيين والدجالين وغيرهم انتهاء بالطبيب النفسى، ويرمز المؤلف هنا الدكتور مصطفى محمد حبيب إلى فقدان الهوية بفقدان الوجه الذى يتعامل به الشخص المتعافى من المرض النفسى، ومن هنا يأتى اسم المسرحية "وشوش فشوش".

 
صورة 5
 
 
وتحدثنا مع ممثلين أول عرض بمعرض الكتاب لمستشفى العباسية للصحة النفسية، عن مشاركتهم كنوع أكثر فعالية للعلاج النفسى، وقالت "عبير محمد" واحدة من أعضاء فريق التمثيل، أن التجربة منحتها الكثير من الأمل الذى فقدته كاملاً بمجرد دخولها المستشفى للمرة الأولى، مضيفة "بقالى أكثر من سنة بحفظ فيها وبستعد للمسرحية وسعيدة جدًا إن العرض بيتكلم عن المرض النفسى واننا نقدر نعمل أى حاجة زى أحد طبيعى، وانا كنت بعانى من الاكتئاب والحمد لله دلوقتى أحسن كتير".
 
 
ومن جانبها تحدثت مدام أمل أبو العلا إحدى نزيلات العباسية منذ 30 سنة وشاركت فى العرض بدور "العرافة" وقالت "دخلت العباسية بعد وفاة أمى وكنت مصابة باكتئاب شديد يمنعنى عن الكلام والتعامل مع أى شخص وخرجت ورجعت أكثر من مرة، لكن انا بحب المكان جدًا وبحب المسرح وبنتى جاتلى قبل العرض عشان تأكلنى وتقعد معايا وتهدينى".
 
صورة 4
 
 
أما أحمد سعيد وهاجر صلاح وعلى محمود مرضى الـ"MS" أحد أنواع أمراض الجهاز العصبى النادرة الذين تطوعوا لمشاركة مرضى العباسية، فقالوا "دكتورة شيرين دحروج المشرفة فى جمعية رعاية التصلب وأمراض الجهاز العصبى التى نتبعها عرضت علينا الفكرة ووافقنا على طول لأن مرضنا كمان صعب جدًا ويمنعنا من الحركة أو إننا نعيش بشكل طبيعى لكن الحمد لله قوتنا وإيمانا بربنا ورغبتنا فى الحياة خلتنا واخدين الموضوع تحدى".
 
 
وعن فترة الاستعدادات والمشاكل التى واجهتها المسرحية، تحدث أسامة الجندى أخصائى بقسم التأهيل النفسى بالعباسية ومخرج المسرحية والمسئول عن الموسيقى التصويرية  وقال "قابلنا مشاكل كثيرة من أهمها تأثير العلاج الذى يأخذ المرضى على الذاكرة، فكانت فكرة الحفظ صعبة جدًا"، وأضاف "تدريبهم على حمل المايكات والتعامل مع الجمهور والوقوف على خشبة المسرح احتاج فترة كبيرة جدًا والحمد لله دى رابع مسرحية نقدمها وأكون مخرجها".
 
 
وهنا يشير الدكتور محمد على المتحدث باسم الأمانة العامة للصحة النفسية إلى الفكرة التى ينتهى بها العرض وهى قبول المجتمع للمرض النفسي على أنه مثل الأمراض الأخرى التى يصاب بها الإنسان؛ وكذلك يجب أن يجد المريض النفسى نفس الترحيب والاستقبال الذى يجده المريض الذى يعانى من أمراض جسدية.
 
صورة 3
 
ويعد هذا العرض هو الأول من نوعه على مدار دورات معرض الكتاب والذى جاء ضمن حملة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان للتوعية بالمرض النفسى، تحت عنوان "آن الأوان.. نعرف أكتر عن المرض النفسي"، والتى بدأت مع أول يوم للمعرض وتستمر ليوم 10 فبراير، وتشمل على فعاليات أخرى تقدم يوميا مثل الاستشارات النفسية المجانية وتوزيع الكتيبات والمنشورات التوعوية للمرض النفسى وأهم أعراضه وطرق التعامل معه.
 
 
ولعل من أطرف الاستشارات التى قابلها الأطباء خلال الحملة من رواد المعرض هى سؤال أحدهم عن كيفية التعامل مع مشكلته مع حبيبته التى لا تريد التحدث معه، وشكوى آخر من تفكير السيدات الغريبة، وغيرهم سأل إذا ما كان ابنه يعانى من التوحد لأنه يجلس أمام شاشة التليفزيون كثيرا ويفضل أفلام الكرتون عن الحديث مع الأسرة.
 
صورة 2
 
ولفتت الأخصائية النفسية بمستشفى العباسية إلى أن طرق تأهيل المرضى لا تقتصر على العروض الفنية، ولكن أيضا تشمل أنشطة أخرى كثيرة مثل الرسم والموسيقى والتريكو والكروشيه، وتمتد فترة التأهيل بحسب كل مريض ونوع مرضه فيختلف مريض.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة