قبل انطلاق بطولة الأمم الأفريقية المُقامة حالياً فى الجابون بأيام، خرجت تقارير إعلامية كثيرة تُرجح كفة بعض المنتخبات وتُرشحها للفوز باللقب، وصبّت غالبية هذه التقارير فى مصلحة منتخبات مُحددة كالجزائر وغانا والسنغال وكوت ديفوار.
ورغم أن منتخب مصر هو صاحب اللقب القياسى فى الفوز بـ"الكان"، حيث توّج به 7 مرات ومن بعده منتخب الكاميرون بـ4 ألقاب _مُتساوياً مع غانا بنفس العدد_ إلا أن الترشيحات لم تصب فى مصلحة مصر ولا الكاميرون عند انطلاق البطولة لأسباب محلفة.
معظم التقارير الإعلامية والترشيحات وتوقعات الخبراء ذهبت إلى أن منتخب مصر يُعانى من تغيير جلده وصعد للبطولة الحالية بعد غياب 3 دورات متتالية، وهو ما يؤكد_حسب هذه التقارير وقتها_إنه غير مُرشح للتتويج باللقب الأفريقى.
ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمنتخب الكاميرون وفقاً للترشيحات ذاتها، التى أكدت أن الأسود الكاميرونية لم تعد قادرة على الركض، وتُعانى من حالة تراجع واضحة فى المستوى خاصة بعد اعتزال الجيل الذهبى للكاميرون بجانب رفض 7 لاعبين هم جويل ماتيب (ليفربول الإنجليزى)، ألان نيوم (ويست بروميتش ألبيون)، أندريه أونانا (أجاكس أمستردام)، غاى نداى (نانسى)، ماكسيم بونجى (بوردو)، فرانك زامبو أنجيسا (أولمبيك مارسيليا)، وإبراهيم أمادو (ليل) تمثيل بلادهم فى هذا الحدث الهام.
مع بدء منافسات البطولة تخطى منتخبا مصر والكاميرون كل العقبات، فالفراعنة تصدّروا مجموعتهم التى كانت تضم غانا ومالى وأوغندا ثم فازوا على المغرب فى دور الثمانية قبل أن يجتازوا عقبة بوركينا فاسو فى نصف نهائى البطولة ليواجهون الكاميرون مساء الأحد على لقب البطولة.
وتحدى الفراعنة أكثر من "لعنة" فى البطولة أبرزها الإصابات، التى تعرضوا لها طوال مشوار البطولة بعدما فقد الفريق أكثر من لاعب مهم أمثال الحارس أحمد الشناوى ومحمد عبد الشافى ومروان محسن ومحمد الننى وأحمد حسن كوكا.
كما نجح الفراعنة فى التغلّب على "لعنة" غياب الخبرة عن معظم لاعبى المنتخب بفضل الإصرار والحماس والروح القتالية العالية، وتخطوا كذلك "لعنة" العقدة المغربية ليصعدوا للنهائى الأفريقى.
فى الكاميرون، سار الأسود على طريق استعادة الذكريات وتألقوا وأزاحوا أكثر من خصم عنيد حتى الوصول للنهائى فقد أطاحوا بالسنغال وغانا وقهروا أزمة "الخيانة"، بعدما رفض سبعة لاعبين شرف تمثيل بلادهم فى المحفل الأفريقى الهام.
ما فعله مصر والكاميرون فى بطولة أفريقيا الحالية يؤكد أن الإصرار والقتال والروح العالية "كفيلة" بأن تهزم عوامل أخرى حتى لو كانت صعبة مثل الإصابات أو الغيابات أو الخبرة وهو ما فعله الفراعنة وحتى لو كانت "قاسية" كالخيانة مثلما حدث من بعض لاعبى الأسود.
