أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

وزير الصحة وثقافة تكسير عظام الفقراء

الأربعاء، 15 مارس 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد البرامج التليفزيونية القديمة سألت المذيعة الفنان حسين الإمام: لماذا لم تحقق شهرة كبيرة فى بداياتك؟ فقال لها ما معناه لأننى كنت ابنا لحسن الإمام وهو رجل غنى يعرف الجميع أنه يعيش فى منطقة الزمالك وكانت الموضة أيامها أن أبناء الفقراء الذين يتحدثون عن «الجرى وراء عربيات الرش» هم الذين يحبهم الجمهور ويقبل أن يكونوا نجومه.
 
لكن الحال تغير حاليا وأصبح الكثيرون لا يرون فى الفقراء سوى أنهم «أزمة»، ومن ذلك تصريحات الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، التى قالها خلال اجتماعه بلجنة الصحة بالبرلمان المصرى، ومفادها أن مجانية التعليم ومجانية الصحة اللتين أقرهما الرئيس جمال عبد الناصر منذ سنوات طويلة هما السبب وراء انهيار المنظومة الصحية فى مصر، وفى الحقيقة لا أعرف عن أى منظومة صحية يتحدث الوزير، بعد أن أصبحت المستشفيات خرابات، لدرجة أنه من الممكن أن تجلس يوما كاملا فى مستشفى حكومى فى الصعيد ولن يسأل فيك أحد، لدرجة أنه من الممكن أن تموت على باب مستشفى لأنك لا تملك قيمة التأمين، ولدرجة أنك لو مت لن يخرج جثمانك إلا بعد دفع ديونك الباهظة التى أدت لموتك.
 
لا أعرف لماذا يفهم الوزراء والمسؤولون فى أيامنا بأن الحلول الجذرية للمشكلات معناها إقصاء الطرف الأضعف من المعادلة، فكلام وزير الصحة «خطير جدا» ومعناه أن الفقراء الذين لا يملكون حق العلاج الذى تقدمه العيادات الخاصة والمستشفيات باهظة التكلفة، لا يحق لهم التداوى والحلم بالشفاء، بل يستسلمون للموت، لأن تجار التداوى لا يعرفون الرحمة ولا يفهمون سوى فى «الفيزيتا».
 
الفشلة فقط هم من يلقون أخطاءهم على الماضى ويحاسبونه ويظلمونه، وجمال عبد الناصر فى منظومتى التعليم والصحة وغيرها ما أراد إلا الإصلاح، كانت عيناه تبصران العامل والفقير فأرد أن يساعدهما، لكن المسؤولين حاليا تتجاوز أعينهم ذلك لتبصر الأموال التى يجنونها من وراء كونهم أطباء، ويحلمون بعيادات ومستشفيات خاصة ولا مكان لغير القادرين و«اللى معهوش ميلزموش».
 
فى الحقيقة حاولت أن أجمع معلومات شخصية عن الدكتور أحمد عماد الدين، وأردت أن أعرف هل استفاد مثلنا من مجانية التعليم أم أنه لم يكن فى حاجة إليه لأنه وريث البشوات القدامى، لكننى لم أتوصل لشيء، فقط عرفت أنه طبيب ناجح فى جراحة العظام، لذا دعك يا سيدى الطبيب من تكسير عظام الفقراء، وتذكر قسم الأطباء «أن أصون حياة الإنسان فى كافة أدوارها، فى كل الظروف والأحوال باذلا وسعى فى استنقاذها».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة