فى حلقة جديدة من مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية للأرضى الفلسطينية وسفك دماء أبناء الشعب الفلسطينى،أظهر التقرير الشهرى الدورى لما تقوم به إسرائيل من عمليات قمع للفلسطنينين فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة والذى يصدر عن مركز عبدالله الحورانى للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، استشهاد 6 مواطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر فبراير الماضى على يد قوات الاحتلال .
وقال التقرير الذى نشرته وكالة "وفا" الفلسطينية أن الحكومة الاسرائيلية تواصل سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة، فقد افتتحت سلطات الاحتلال فى القدس المحتلة ما أسمته (مطاهر الهيكل – المغطس) على أرض القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى وشارك بالافتتاح وزير شؤون القدس ورئيس بلدية القدس نير بركات وعضو الكنيست المتطرف يهودا جليك.
منطاد إسرائيلى
وأضاف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية انتهت من تركيب منطاد ركاب اسرائيلى سيبدأ العمل به خلال الفترة المقبلة، سيرتفع حتى 150م فى سماء مدينة القدس ويمكن ركابه من مشاهدة كل أحياء القدس، وسيحمل المنطاد 30 راكبا فى كل مرة ويطلق عليه اسم "عين القدس"، فيما قرر النائب "يوآب كيش" إعادة طرح مشروع قانون لضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى إسرائيل، وفرض القانون الإسرائيلى على منطقة (اي1).
وتابع التقرير كما قررت الحكومة الإسرائيلية تخصيص مبلغ 700 مليون شيكل لتعزيز المشاريع التهويدية فى القدس.
وقال التقرير أنه فى إطار عزل مدينة القدس عن محيطها قامت سلطات الاحتلال بافتتاح طريق رقم (21) الذى يربط مستوطنات "رمات شلومو"، و"بسجات زئيف"، و"عطاروت"، ويعزل شعفاط عن أراضيها غربا، علما أن الشارع طوله 2 كيلو على مساحة تقدر بـ 120 دونم ويعزل أكثر من 300 دونم غرب البلدة.
وأضاف التقرير أنه هذه الخطوة جاءت بعد بدء سلطات الاحتلال الإسرائيلى أعمال الحفريات لتنفيذ مشروع الشارع الأمريكى الذى سُيقام على أراضى بلدة جبل المكبر والسواحرة والعيزرية والذى يمتد على طول 11.5 كم مع عرض وارتداد يصل إلى 70م، ويهدف شارع الطوق إلى ربط المستوطنات الإسرائيلية الواقعة شمال، وجنوب وشرق القدس ببعضها البعض، وسيؤدى شقه إلى مصادرة 1200 دونم من أراضى الفلسطينيين.
وأكد التقرير أن حكومة الاحتلال قررت ضم 250 دونماً من أراضى بلدة صور باهر فى القدس المحتلة، وتستعد "بلدية القدس" بالتعاون مع وزارة الإسكان للشروع ببناء حى استيطانى جديد يدعى "موردوت ارنونا" يضم أكثر من 2000 وحدة استيطانية جديدة. كما سيطر مستوطنون على غرفة سكنية وساحة خارجية تعود ملكيتها لعائلة قراعين فى سلوان.
وأضاف التقرير أن محكمة الصلح الإسرائيلية أصدرت بالحجز على "حسابات توفير" مجموعة من أفراد عائلة دويك فى بلدة سلوان، بالقدس المحتلة، بدل إيجار عن استخدامهم الأرض المقامة عليها منازلهم فى حى بطن الهوى بالبلدة؛ بحجة ملكية جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية لها بقيمة 652 ألف شيكل، فيما قامت قوات الاحتلال بنصب سياج حول المقبرة الملاصقة لحوش عويس فى راس العامود، وقامت طواقم بلدية الاحتلال بتوزيع إخطارات بالهدم على 16 منزلا فى حى البستان فى بلدة سلوان.
تهويد القدس
وأكد التقرير أن سلطات الاحتلال وزعت 40 امر هدم للبدو المقيمين فى منطقة الخان الأحمر شرق القدس، كما حدثت انهيارات وتشققات فى عدد من منازل حى وادى حلوة جنوب المسجد الاقصى نتيجة الحفريات.
وتابع التقرير أنه مع استمرار الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى حاولت شرطة الاحتلال إدخال مظلة من الألمنيوم عبر باب الأسباط، ولكن حراس المسجد الأقصى منعوهم من ذلك. فيما أصدرت محكمة "الصلح" فى القدس المحتلة، قرارً يقضى بأن المسجد الأقصى مكان مقدس لليهود ويحق لهم الصلاة فيه.
وقال التقرير أنه ضمن سياسة تهويد المدينة وأسرلة التعليم أقرت سلطات الاحتلال إغلاق مدرسة "النخبة" فى بلدة صور باهر جنوب القدس بحجة قيام المدرسة بتحريض الطلاب على الاحتلال.
وأضاف التقرير أنه فى إطار سياسة نهب الأرض وبناء المستوطنات، صادقت ما تسمى باللجنة الفرعية لشؤون الاستيطان التابعة للإدارة المدنية الاسرائيلية على بناء (1162) وحدة استيطانية فى عدة مستوطنات فى الضفة الغربية، كذلك صادقت بلدية الاحتلال على بناء (180) وحدة استيطانية فى مستوطنتى "جيلو" و"رمات شلومو"، علماً بأن هذه المشاريع المذكورة هى من ضمن عطاءات أقرت فى أعوام سابقة ويجرى متابعة تنفيذها على أرض الواقع بعد تولى الإدارة الأميركية الجديدة. كما أعلن المجلس الاعلى للتنظيم التابع للإدارة المدنية عن إيداع مخطط تنظيمى لإنشاء كلية تعليمية تقنية فى "مستوطنة الكاناه" المقامة على أراضى سلفيت.
شرعنة البؤر والمستوطنات
وقال التقرير إنه استمرارا لسياسة حكومة إسرائيل التوسعية قررت بلدية الاحتلال بالقدس ضم (250) دونماً من اراضى بلدة صور باهر لداخل حدود البلدية، وقال موقع القناة السابعة الاسرائيلية إن الارض ستخصص لإقامة "حى استيطانى جديد" يضم أكثر من (2000) وحدة سكنية جديدة، كما صادق الكنيست على مشروع قانون "التسوية" الذى يسمح لإسرائيل بالاستحواذ على أراض مملوكة للمواطنين الفلسطينيين بأثر رجعى لصالح المستوطنات، الأمر الذى يؤدى إلى إضفاء مظهر قانونى يشرعن نهب الارض وسلبها وبالتالى شرعنة البؤر والمستوطنات القائمة.
ورصد التقرير خلال الشهر الماضى، قيام الاحتلال بتسليم أوامر وضع اليد على أكثر من ( 36) دونما، تعود لمواطنين فى قرية بردلة بالأغوار الشمالية لأغراض أمنية، إضافة إلى تجريف نحو ( 1500 م) من اراضى قرية بروقين غرب سلفيت لمد خط مجارى لصالح مستوطنة "بروخين"، وقامت باقتلاع (22) شجرة وسرقتها.
وأضاف التقرير أنه تم إصدار قرار بتجديد أمر عسكرى سابق بمصادرة (274) دونم من أراضى بيت عور الفوقا وبيتونيا وعين عريك والطيرة وبيت عور التحتا، كما أعلنت الحكومة الاسرائيلية عبر "الادارة المدنية"، عن تجديد مصادرة 250 دونما من اراضى قرية جالود جنوب نابلس لإقامة بنية تحتية ومشاريع للمستوطنين.
وأردف: كما تم تجديد أمر الاستيلاء على أراضى مساحتها (17) دونماً من أراضى قريتى يتما والساوية جنوب نابلس، وتم تجريف أرض مساحتها( 3 ) دونمات فى بلدة الخضر يوجد بها خمسين شجرة ما بين زيتون رومانى ولوزيات عمرها يزيد 30 عاما، بتزامن مع هدم سقيفة وهدم سنسال رومانى، كما قامت قوات الاحتلال بتسييج أراضٍ زراعية فى بلدة قريوت جنوب نابلس قرب بؤرة "هيوفال" التابعة مستوطنة "عيليه" بذريعة الحجج الأمنية.
ورصد التقرير قيام الاحتلال بهدم (35) بيتاَ ومنشأة فى كل من الضفة الغربية والقدس خلال الشهر الماضى، شملت 12 بيتاً ومسكنا، بالإضافة إلى 23 منشأة تجارية وزراعية وحيوانية، منها 17 بيتاً ومنشأة فى محافظة القدس وحدها، كذلك فى مناطق عاطوف وكردله وخربة الراس الأحمر فى محافظة طوباس، إضافة إلى بلدتى يطا وترقوميا فى محافظة الخليل، ودير استيا بمحافظة سلفيت، وبلدة الخضر بمحافظة بيت لحم.
وذكر أن عمليات الهدم تركزت فى منطقة بيت حنينا شمال القدس حيث تم هدم مبنى كبير مكون (من 15 شقة) بالإضافة إلى ثلاثة مبان أخرى، كما أخطرت سلطات الاحتلال أصحاب الأراضى التى هدمت بيوتهم فى حى العقبة ببلدة بيت حنينا بأخلائها تمهيدا للسيطرة عليها بهدف بناء مدرسة تابعة لبلدية الاحتلال، وتقدر مساحتها 15 دونماً.
