عفت بركات تكتب: ذاهبة للمسرح لأصلى فى قواعد العشق الـ40

الأربعاء، 19 أبريل 2017 08:00 م
عفت بركات تكتب: ذاهبة للمسرح لأصلى فى قواعد العشق الـ40 مسرح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أينما تحل قواعد العشق الأربعين للمخرج عادل حسان فأنا ذاهبة للمسرح لأصلى، الصلاة ليست ركوعا وسجودا فحسب.. ليس الله بحاجة إلى حركاتنا بل إلى نشوة أرواحنا وتعلقها به، الصلاة لله لابد أن تغتسل فيها من كل ما فيك من شرور وآثام وأحقاد وغضب ممن حولك، وتصبح شفافا نقيا وتقف روحك على أعتاب الله تنتظر الإشارات بالقبول وها أنا شاهدت قواعد العشق الأربعين فاغتسلت وتطهرت من آثامى وهمومى، وخرجت أطرق باب الله أكثر مما قبل وأرقص رقصتى التى أحبها والتى دعا إليها الرومى والتبريزى لتصبح رمزا للعشق الإلهى المولوية وأدور أدور كى تشف روحى وتمتلىء به وحده هو الله المحبة الذى خلقنا أحرارا، ونسعى نحن أن نلقى أنفسنا فى أسر الجهل والتعقيد...فلا خطاب دينى يفيد ولا مبررات ولا حدود ولا فواصل بعد مشاهدة هذا العرض.
 
نحن جميعا لله على اختلاف رسائله السماوية التى نحملها، فالله مهد للإسلام برسالات من استطاع الوصول وصل ومن تعثر فى المنتصف حسب قدرته تعثر والله وحده المحاسب، الله وحده الدليل ولا دليل سواه، فكيف يعاتب بعضنا البعض وكيف نحجر على أحد حريته فى ممارسة طقوس عبادته أو اعتناقه لدين سماوى أيا كانت طريقته فى العبادة، جميعنا هنا تحت سماء واحدة والله وحده يحملنا لا إله أخر يمنحنا نفس المكانة؛ فكيف نتدخل فى حرية الآخرين أو نحجر عليهم، علينا أن ننشغل بذاتنا لا ننشغل بأحد سوى أنفسنا، ومحبة الله والوصول إلى مرتبة العاشقين. 
 
فالمحبة والسلام والتطهر من الذنوب والإخلاص فى الحب والسكينة هى قواعدك لتصعد إلى الله نقيا..هذا ما يدعو إليه العرض المسرحى قواعد العشق الأربعين للمخرج عادل حسان، والذى يتم عرضه على مسرح السلام من إنتاج البيت الفنى ..المسرح الذى توقف طويلا بعد عرض غيبوبة من أجل أعمال التأمين، ثم جاء افتتاحه بهذه القوة ليصطحب الجماهير الراقية والأسر والمفكرين والشباب إلى حيث الذكر وحضرة الله فى هذا العرض المبهج.
 
العرض عن الرواية الشهيرة "قواعد العشق الأربعين" لإليف شافاق الكاتبة التركية والتى كتبتها عن جلال الدين الرومى غير أنها ترتكز على علاقة الرومى بالتبريزى فى جانب واحد، وهو تعلق الرومى بالتبريزى وتأثير التبريزى عليه، واستطاع المخرج اختيار فريقه القادر على تحويل الرواية إلى نص مسرحى مميز لا يضر بهدف الرواية ويركز على الحالة التى يرمى إليها، واستطاعت الكاتبة رشا عبد المنعم صناعة النص بحرفية من خلال ورشة كتابة جيدة. ولأنه أيضا مخرج مغامر بطبعه فاستطاع أن يعى أنها قضية كل وقت فما أحوجنا إلى هذا الخطاب الروحى أو الدينى الآن للقضاء على فتيل الخلاف والاختلاف بين عناصر هذه الأرض، أقول بملئ فمى ..أين رجال الدولة من هذا العرض وأين رجال الأزهر أليس الفن مؤثرا فى واقعنا على مر العصور، أليس فى الفن ما نلجأ إليه لنتعلم أو نغرس فى النفوس ما نريد ونخاطب به أبناءنا ليصلوا إلى أعلى مراتب الفهم دون تلقين مباشر؟، كرهنا التعلم بالتلقين الذى لم يفرز لنا سوى أشباح بعقولٍ مغيبة تدمر أنفسها ووطنها بلا أدنى تفكير. 
 
العرض اكتملت عناصره الفنية من ديكور ضخم ورائع يوحى بالهيبة والجمال من تصميم مصطفى حامد وموسيقى وألحان للفنان محمد حسنى الذى أمتعتنا ألحانه وتوزيعه الراقى الذى يدخلك مع صوت سمير عزمى إلى حانة الذكر. 
 
الإضاءة الرائعة لإبراهيم الفرن عاشق الإضاءة الذى رسمها بروحه قبل عقله وألوانه التى هيأتنا لهذا العالم السحرى .. الممثلون الرائعون الذين امتلأوا بالمحبة والنشوة فى حضرة الله، فراحوا يغردون على خشبة المسرح ليصنعوا عرضا مسرحيا يبقى طويلا فى النفوس لا يغيب ولا ينسى. الفنان عزت زين فى دور الرومى، وبهاء ثروت فى دور التبريزى وفوزية فى دور كيميا وأميرة أبو زيد فى دور زوجة الرومى وهانى عبد الحى فى دور الابن المعاند دائما والرافض لوجود التبريزى والمتآمر عليه وياسر أبو العينين فى دور الابن الطيب الواعى ودينا أحمد فى دور وردة الصحراء الغانية التى تطهرت وأعلنت توبتها وهدى عبد العزيز وكل فريق التمثيل الرائعين. 
 
حالة من السحر والنشوة تمتد طويلا بعد مشاهدة هذا العرض المسرحى الراقى الذى استقطب إليه الجماهير بنفس المحبة التى تم إخراجه بها .
لذا أدعو رجال الدولة والدين لمشاهدة العرض قبل أن يتكلموا عن الخطاب الدينى، فهناك شباب يصنعون الجمال على هذه الأرض يؤمنون بالمحبة، رأوا الله فأحبوا أنفسهم وأصلحوا فى الحياة لم يفجروا ولم يفسدوا ..فطوبى لمن يصنعون الجمال ... وشكرا جزيلا للمخرج عادل حسان ولكل فريق العرض المبهر قواعد العشق الأربعين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة