إذا ذهبت إلى متحف مانشستر البريطانى فى الفترة بين 1 أبريل - 30 يونيو 2017، وقمت بزيارة قاعة التماثيل المصرية والسودانية القديمة، سيلفت انتباهك تماثيل زرقاء اللون متدلية من السقف، مصنوعة بنفس هيئة التماثيل الفرعونية المعروفة باسم "الشابتى أو الاوشبتى"، والتى كان يتم وضعها فى المقابر لتكون بمثابة خدم للمتوفى فى الآخرة.
الفراعنة وقضية الهجرة
التماثيل المتدلية صنعها الفنان السورى زاهد تاج الدين، والذى يستخدم تماثيله المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة للإشارة إلى قضايا معاصرة تشغل الساحة السياسية العالمية، أبرزها قضية الهجرة والتى يعبر عنها معرض متحف مانشستر بعنوان "تماثيل الشابتى: الحقيقة المُتدلية".
ويقول الفنان السورى إن تماثيله المُعلّقة والمتدلية من السقف تعكس تجربة المهاجرين الذين يسافرون عبر البحر الأبيض المتوسط نحو حياة جديدة، مثلما يعتقد المصريون القدماء بأنهم يسافرون إلى الحياة الأخرى.
وقال المتحف على موقعه الرسمى على الإنترنت، إن المعرض يجعل الزوار ينظرون على أوجه التشابه والاختلاف بين الشابتى القديمة و"نو" شابتى التى صنعها زاهد، ويتناول الأسباب التى جعلته يستوحى أعماله من التماثيل الفرعونية. كما يلقى المعرض الضوء على الزوايا المتعددة لقضية الهجرة واللاجئين السوريين، وذلك بمساعدة من منظمة العفو الدولية.
ومن جانبه صرح الدكتور كامبل برايس، منسق مجموعة مصر والسودان بالمتحف، بأن الهدف من العمل مع زاهد هو معالجة المسائل الاجتماعية المثيرة للجدل من خلال مجموعة من المجموعات الأثرية التى يقتنيها المتحف، لاستخدام الأشياء التى تبدو مألوفة فى مناقشة الموضوعات المعاصرة الكبيرة، وأضاف "برايس": "إن منحوتات زاهد هى تعليق سياسى جاد وأشياء جذرية فى حد ذاتها".
فلسفة الهجرة
المعرض يقدم وسيلة سهلة لمساعدة الزوار لاسيما الأطفال على التفكير فى القصص الإنسانية حول الرحلات. ما الذى يجعلنا نترك مكانا؟ ما الذى يجعلنا نبقى؟ ما الذى نؤمن به فى مستقبلنا؟ ماذا نؤمن بالحياة بعد الموت؟ وكيف تقودنا المعتقدات والأفكار إلى المجازفة والمغامرة إلى المجهول بحثاً عن حياة أفضل؟
تمثال
تمثالان
