مأساة حقيقية تعيشها سيدة تجاوزت الخمسين من العمر، فبين عشية وضحاها وجدت نفسها فى عداد الأموات، رغم أنها حية ترزق، إلا أنها أصبحت فى عرف وقانون الحكومة متوفاة، ولا تتمتع بأى حقوق شخصية يتمتع بها أى إنسان مصرى يعيش على أرض الوطن.
خطأ إدارى لموظف لا يقدر قيمة وأهمية عمله جعل "معزوزة إسماعيل محمد أحمد"، 53 سنة، تعيش وهى مسجلة مع الأموات، بعد أن استخرج لها شهادة وفاة بدلا من شهادة دفن قدمها التى بٌترت بسبب تسمم فى الدم واضطراب بدرجة الوعى وقدم سكرى.
سيد محمد عبد الحميد، زوج معزوزة، يحكى المأساة فيقول إنه ذهب منذ أسبوع لاستخراج بطاقة رقم قومى لزوجته معزوزة فاكتشف أنها متوفاة ولها شهادة وفاة من 10 يناير 2017.
الزوج يحكى
يتابع الزوج لـ"اليوم السابع": الحكاية بدأت فى يناير 2017 عندما أصيبت زوجتى بتسمم فى الدم واضطراب بدرجة الوعى وقدم سكرى حسب توصيف التقرير الطبى، ولم أجد مكان لعلاجها سوى المستشفى الجامعى التخصصى بالإسماعيلية وتم حجزها فى العناية المركزة، ونتيجة لتأخرى فى البحث عن مكان للعلاج تأخرت حالتها فقرر الأطباء بتر قدمها المصاب، وفى 10 يناير تم استخراج تصريح لدفن القدم بمدافن ابوعطوة وحمل رقم 99 من مركز طبى الشيخ زايد ولم أتحقق من التصريح، وبالفعل ذهبت للمقابر وقمت بدفن قدم زوجتى وعدت إلى المستشفى لمتابعة حالتها وخرجت من المستشفى يوم 22 يناير بموجب تصريح خروج رسمى من المستشفى التخصصى بعد العلاج.
اكتشاف المأساة
ومنذ أيام توجهت إلى مركز إصدار البطاقات بالشيخ زايد لتجديد بطاقة زوجتى، لاستكمال العلاج على نفقة الدولة وبعد العرض على اللجنة الثلاثية بالتأمين الصحى فوجئت بأنها متوفاة من 10 يناير 2017 وصادر لها شهادة وفاة بهذا التاريخ، واكتشفت أن المركز الطبى بالشيخ زايد أصدر تصريحا لدفن الجثة وليس لدفن القدم، طرقت كل الأبواب لتصحيح هذا الخطأ ولم انجح فى ذلك، فقررت تحرير المحضر رقم 315 لسنة 2017 مركز شرطة الضواحى بالإسماعيلية وتمت إحالته للنيابة، وأصدر رئيس نيابة الضواحى توجيهات للمباحث بالتحرى حول الواقعة ومازالت زوجتى لدى الدولة فى عداد المتوفين وهى مازالت على قيد الحياة ولست قادرًا على استخراج بطاقة لها لاستكمال علاجها على نفقة الدولة.
رد المستشفى الجامعى
ويقول الدكتور محمد صالح مدير المستشفى الجامعى التخصصى لـ"اليوم السابع"، إن الحالة الخاصة بالمواطنة معزوزة إسماعيل محمد تم عمل تقرير بتر للحالة ووقع على استلام التقرير الزوج بصفته المرافق للحالة، ولم يتم عمل تصريح دفن للجزء المبتور بالمستشفى التخصصى لأن تصاريح الدفن تقوم بها الصحة، وتم عمل التصريح بمركز طبى الشيخ زايد التابع للصحة والحالة مازالت مديونة بـ 19 ألف جنيه باقى تكاليف العملية والحجز فى المستشفى ولم يتم تحصيلها حتى الآن.
الصحة تحول المتسبب للنيابة
فيما أكد الدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية، لـ"اليوم السابع"، أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق فى الواقعة من مسئولى الطب الوقائى فى المديرية وتحويل المتسبب إلى النيابة، وفى نفس الوقت اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بناء على محضر الشرطة، الذى تم تحريره لتدارك الخطأ لدى الأحوال المدنية وإلغاء شهادة الوفاة للمذكورة.
معزوزة بعد عملية البتر
تقرير طبى للمريضة
شهادة الوفاة
البيانات الشخصية للرقم القومي
تقرير خروج من المستشفى
استمارة فحص طبى للمريضة
تصريح الدفن
