بالفيديو.. سر معجزة الصعيد.. محمد فقد أطرافه فعاد ماسح أحذية على الطرقات

الإثنين، 08 مايو 2017 06:15 م
بالفيديو.. سر معجزة الصعيد.. محمد فقد أطرافه فعاد ماسح أحذية على الطرقات محمد
كتب أحمد حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"طالما حلمت بأن أقف شامخا عالى الرأس، وبأن يكون لى زوجة وطفلا، حلمت بأن أعيش حرا عزيزا"، إنها عبارات  ماسح أحذية يقف وحيدا يائسا تدمع عيناه فيخفيها بين رحات أصابعه، يمد البشر أقدامهم فى وجهه ليجعلها لامعة بما تبقى له من أصابع، يبتسم رغم الصعاب والألم.

 
 

تبدأ حكاية محمد بحادث انقلاب سيارة، فيموت من يموت وينجو من ينجو فلم يتبق لمحمد شىء من أطرافه سوى قدم واحدة وإصبعين بيده اليسرى، فأصبح بين ليلة وضحاها من شاب يافع إلى معاق لا يملك سوى قدم وأصبعين.

 

حاول محمد العودة لمنزله بالصعيد إلا أن خلافه مع والده وظروف إعاقته التى تلزمه الجلوس بالمنزل ، أجبرته على تركه مرة أخرى والعودة للقاهرة، زاحفا على أرصفة الطرقات دون مأوى أو سند.

 

بهذا الجسد لم يتوقع أحد أن يعمل محمد فى أى وظيفة أو مهنة كانت، لكنه كصعيدى لم يقبل أن يمد يده إلى غيره طالبا العون، فيقول: "أنا عندى أموت من الجوع ولا أمد إيدى أشحت، أنا صعيدى عندى كرامة والله، لو هموت وأسرتى كلها هتموت عمرى ما همد إيدى أبدا لحد".

حاول محمد المتاجرة "بالمناديل" ومن بعدها فى الليمون إلا أن إعاقته كانت تجعله مطمعا للآخرين مما يعرضه للخسارة والسرقة، حاول محمد تعلم مهنة تبقيه على قيد الحياة، قائلا: كنت خلاص يئست، لحد ما قابلت واحد اسمه إيهاب علمنى إزاى أورنش الجزم واشتريت صندوق وبدأت اشتغل عليه، الناس كانت مستغربة إزاى بحالتى دى اقدر أشتغل، وناس كاملة مبتشتغلش، أنا عندى إرادة وشخصيتى متسمحش إنى أشحت وعمرى ما هعملها".

 

بحث محمد عن مأوى بعد تعلمه لمهنة الورنيش، فتعرض لعملية نصب بتأجير حجرة واحدة بمبلغ 1000 جنيه، لم يستطيع محمد سداد المبلغ شهرين متتابعين فترك الغرفة ليعود مجددا لأرصفة الطرقات بين ضجيج السيارات وأقدام البشر، دخل محمد فى معركة جديدة بالحصول على مسكن نظرا لإعاقته من وزارة التضامن، لكنه وكالعادة تعرض للنصب ولم يحصل على شىء.

 

حاول محمد العمل حينما أتته الفرصة بأحد المصانع، إلا أنهم وبعد استغلاله لمدة شهر كامل فوجىء بأن المرتب لا يزيد عن 700جنيه فقط، وهو ما لا يغطى طعامه وشرابه، عاد محمد لمهنته التى تعلمها وأتقنها من جديد، فأصبحت أحذية الآخرين مصدر رزقه الوحيد.

 

أثرت هذه المهنة على صحة محمد فأصبح يعانى من بعض الأمراض ، فطالبه الأطباء بإجراء تحاليل لفيروس "سى"، فلم يجد تكاليف إجراء التحليل، فعاد إلى منزله المتواضع أسفل الكوبرى صامتاً راضيا مكتفيا بالدعاء والرضا.

 

ويقول محمد: "مش عايز حاجة من الدولة غير سكن، مش عايز غير شقة والله حتى لو بالقسط، نفسى أعيش زى الناس وأتجوز وأعيش طبيعى، مش عايز حتى شغل أنا هشتغل وهقدر أجيب أكلى وشربى بس نفسى فى شقة بس، أدونى شقة وخدو حقها ولو بالتقسيط بس نفسى أستريح من نومة الشارع.

 

 

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة