يخضع الكاتب والروائى الكبير جار النبى الحلو، صباح غد الأربعاء، لعملية قلب مفتوح، جراء أزمة صحية تعرض لها خلال الأيام الماضية، وذلك حسبما صرحت ابنته "وسام" على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.
"الحلو" الذى أشتهر بتبنيه القضايا العمالية، وخصوصا أنه نشأ وترعرع فى المحلة، المعروفة بمصانعها الكبيرة، وتناول عبر روياته قضايا العمال واتخذها مادة درامية ومسرحًا لحكايته، بجانب بعض اللمسات الإنسانية التى لم تخلُ من رواياته ومجموعته القصصية.
ولمدينة المحلة أثر بالغ فى حياة الروائى جار النبى الحلو، ما انعكس على رباعيته التى كتبها عن المدينة فى "حلم على نهر" و"حجرة فوق سطح" و"قمر الشتاء"، و"عطر قديم".
وقدمت روايتى "حلم على نهر"، و"حجرة فوق سطح" حركة المجتمع المصرى عمومًا، ومدينة المحلة الكبرى، فى ربع قرن تقريبًا، منذ بداية الخمسينيات حتى منتصف السبعينيات، وفى حين طرحت الأولى فكرة البطل الفرد صانع التاريخ، وأوحت نهايتها بدوريته، أكدت الرواية الثانية عنصر البطولة الجماعية، معتبرة إياها - عند اكتمالها - شرطاً أساسياً لظهور البطل الجديد، ثم تبرز"قمر الشتاء"ملامح عدم الاكتمال، مقترحة أنها سبب مباشر وراء عجز جابر عن أن يكون معجزة للعصر كأبيه.
رواية حلم على نهر
صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1999، ودارت أحداثها، عن العمال والمهمشين.
رواية غرفة فوق سطح
صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة سنة 2000، ومن أجواء الرواية "ثلج صدرى، ووضعت على صدرى الوسادة ومددت رجلى على ركبتى أحمد الجالس على حافة السرير ليسمع لفريد، قلما يحفظ فريد شعره لكنه حفظ هذه الأبيات ل”بلند الحيدرى كأنها يهديها إلى ولحبى لمظفَّر المرهون فى سجنِ ينتظرنا جميعًا، لا أعرف بالضبط ما سر ولعى بهؤلاء المطاردين، مر الهاجس فاعتدلت جالسًا، إنهم مبدعون يحلمون بأكثر مما يحلم به الزعماء، وإذا قال الزعيم نزرع شجرة يزرعون هم البساتين، ونحن نحفر فى كل أرض وننظفها من الموت لنزرع، واحفظ بذور العام تلو العام، أضع البذور فى الأكياس أخبأها من نار الشمس والحشرات والعفن .. وحين نكون فى مقهة “جادو” ومباريات الطاولة فى قمة إثارتها أنهض كالملسوع بظنى أن كيس البذور قد وقع بين أسنان فأر!
رواية قمر الشتاء
صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2005، وترصد الرواية مرحلة زمنية تالية، وتناقش فكرة"التغيير" من خلال قالب متغيرات الانفتاح الاقتصادى وتأثيراتها على المدينة التى تنشأ حول مصنع. المدينة/ المصنع تصور طموح صاغه طلعت حرب منذ سنة 1916 متأثراً بالتجربة الألمانية، وسعى إلى تطبيقه فى مصر بالاعتماد على سلعة واحدة هى القطن، فأنشأ فى البداية بنك مصر، والمطبعة المصرية فى شارع نوبار، ومصنع حلج القطن، ثم أقام نموذجين للمدينة/ المصنع فى المحلة الكبرى وغرب الدلتا.
رواية عطر قديم
صدرت فى هذه الرواية لتكمل رباعية "الحلو" عن المحلة، وذلك عام 2010 عن مركز المحروسة للنشر، حيث تؤسس رواية "عطر قديم، لمنطقها الجمالى الخاص، متذرعة بمدٍّ إنسانى سامق، وحضور لافت للمقولات الكبرى.
وتعتمد كتابة شفيفة، تستدعى ما هو عادى، لتمنحه قدراً من الدهشة المصفاة، عبر تفعيل الهامشى والمعيش، وصبغه بماء الحياة، بتنويعاتها المختلفة، وبعطرها المتباين، ذى الألوان المختلفة.
