محمود حمدون يكتب: دعوة على العشاء

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 10:00 م
محمود حمدون يكتب: دعوة على العشاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انهمكت فى قراءة كتاب قديم وتنساب موسيقى خفيفة من مذياع بجوارى. ويقترب الوقت ببطء من الفجر، سمعت حركة خفيفة أعقبها مواء قطة ميّزته أذنى بسهولة، اقتربت وأخذت تتمسح بأرجلى وتموء بصوت خافت وكأنها تستعطفنى جوعا أو بحثا عن أمن.

 كانت سوداء كليل بهيم غارت نجومه وانكسف قمره بعد سطوع، عيناها واسعتان تجذبك إليها، وذيلها طويل تجره خلفها، ورغم غرابة وجودها معى فى المنزل فقد تغاضيت عن ذلك وأسرعت لإحضار طعام لها، فأسرعت خلفى تمر بين قدمى، تقاطع خطواتى بمرح وشقاوة رافعة ذيلها وكأنما تشكرنى على صنيعى الذى لم أتمّه بعد .

انتهيت من إعداد طعامها ثم ناديتها، لكنها اختفت. تبخّرت فبحثت عنها فى أرجاء المكان ونزلت السلم حتى الباب الحديدى الخارجى فوجدته مغلقا. استغرقتنى دهشة كبيرة، صعدت وحاولت استكمال القراءة مرة أخرى وقد شرد عقلى بعيدا فنهضت لإعداد فنجان قهوة، لكنى فزعت ممّا رأيت فقد اختفى طعام القطة أيضا، فألقيت الكتاب جانبا وأطفأت المذياع وآويت سريعا لفراشي.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة