أكد سفير مصر لدى سلطنة عمان السفير محمد غنيم، حرص الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية على توفير كافة سبل الراحة للمصريين المقيمين فى السلطنة خلال الانتخابات الرئاسية، مشيرا فى حوار شامل لـ"اليوم السابع" إلى أن السفارة لديها تعليمات واضحة بالتزام الحياد الكامل خلال العملية الانتخابية التى ينطلق التصويت فيها بالخارج فى أيام الجمعة والسبت والأحد، 16 لـ18 مارس المقبل.
وبخلاف الانتخابات، تحدث السفير محمد غنيم فى حواره عن ملامح العلاقات المصرية العمانية، وتفاصيل الإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطنة، وغير ذلك من القضايا والملفات.. فإلى نص الحوار:
ـ ما هى استعدادات السفارة لمارثون الانتخابات ؟
ورد إلينا مجموعة من التعليمات من وزارة الخارجية خلال الفترة الماضية فى هذا الشأن للتأكيد على عدة ضوابط ومعايير، كما استطلعت الوزارة احتياجات السفارة من امكانيات بشرية وفنية وأجهزة لتوفيرها خلال العملية الانتخابية لتخرج بما يليق بهذا الحدث الهام.
ولدينا فى السفارة وطاقمها خبرات سابقة مع العمليات الانتخابية التى شهدنها فى السنوات الماضية، وقد بدأنا بالفعل خوض هذه التجربة من خلال التوكيلات التى بدأ أبناء الجالية المصرية فى السلطنة تحريرها للمرشحين للانتخابات.
وفى الوقت الحالى يجرى الاستعداد بقوة، وفى القريب العاجل ستقوم السفارة بالإعلان للجالية المصرية بسلطنة عمان عن الإجراءات والتوقيتات وما سيتم اتخاذه من خطوات لحين اكتمال الترتيبات مع وزارة الخارجية فى القاهرة.
هل لديكم إحصائية بعدد المصريين الموجودين بالسلطنة وأى محافظة بها العدد الأكبر.. وهل هناك انخفاض فى عدد المصريين بالسلطنة فى الفترة الأخيرة؟
عدد المصريين فى السلطنة فى زيادة مستمرة خاصة بالفترة الأخيرة على خلاف ذلك فى بعض الدول الأخرى، لما تشهده السلطنة من استقرار اقتصادى وسياسى وعدم تدخلها فى أى أزمات سياسية فى المنطقة، ويوجد عدد كبير من المصريين فى محافظة مسقط وهو ما يقارب من 24 ألف ويلى مسقط محافظة ظفار ويوجد بها 18 ألف تقريبا وباقى الجالية موزعين على باقى محافظات وولايات سلطنة عمان.
وبرغم سياسة "التعمين" ـ اسناد الوظائف للعمانيين عما سواهم ـ والتى تعتمدها سلطنة عمان حتى وقت قريب كان عدد المصريين العاملين في سلطنة عمان 56 ألف مصرى، وقد ذكرت آخر إحصائية أن عدد المصريين بسلطنة عمان قد تعدى هذا العدد تماما ووصل إلى 58 ألف مصرى وقارب الـ59 ألف مصرى وفى الحقيقة عدد المصريين فى السلطنة قد زاد بالفعل، وأحب هنا أن أؤكد وأنوه عن المشاعر الطيبة التى تكنها السلطنة على مستوياتها المختلفة والشعب العُمانى لمصر عموما وللمصريين وترحيبهم بهم والروح الإيجابية والترحاب الشديد الذى لاقيته أنا شخصيا والذى لمسه عندما وصلت إلى السلطنة تجاه المصريين بصفة عامة وأنا واحد منهم.
- كيف تقيمون العلاقة بين مصر وسلطنة عمان.. وهل هذه العلاقة تتساوى مع حجم التجارة والتبادل بين البلدين ؟
العلاقة بين مصر وسلطنة عمان علاقة قديمة ووثيقة وأزلية وشديدة الخصوصية، وفى الحقيقة لا يوجد أحد بمصر ينسى لسلطنة عمان مواقفها الأخوية والداعمة لمصر دائما بما فى ذلك موقفها من مصر بعد اتفاقية السلام والعلاقة الوطيدة التى كانت مع مصر قيادة وحكومة وشعبا على مدار التاريخ. ومن هذا المنطلق يجرى العمل حاليا على كافة المحاور لاستعادة زخم هذه العلاقة فى المرحلة الحالية وتطويرها والوصول بها إلى آفاق أكبر وفى هذا الإطار فأن الرئيس عبدالفتاح السيسي حريص على تلبية الدعوة الكريمة من جلالة السلطان قابوس لزيارة السلطنة. وكانت هذه الزيارة مقرر لها أن تكون فى نوفمبر الماضى لولا الحادث المؤلم والمؤسف الذى حدث فى مسجد الروضة بشمال سيناء وبناء عليه تم تأجيل الزيارة ليتم تحديد موعد لها الفترة المقبلة بإذن الله .
وفي الحقيقة هذه العلاقات شملت العديد من المجلات والنواحى السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية وعلاقات صهر ونسب وغيرها، وقبل مجيئى للسلطنة التقيت بوزير التجارة والصناعة ووزير البترول ووزير الثقافة وأعربوا جميعا عن رغبتهم فى تطوير العلاقات.. وفى الحقيقة أن وزير التجارة والصناعة المصرى قال أننا غير مقتنعين بحجم التبادل التجارى الحالى مع سلطنة عمان ويرى أنه من الممكن أن يتم مضاعفته وأنه يعمل على هذا الأمر حاليا وهناك رغبة مماثلة لدى المسئولين العمانيين كما لو كان الطرفين متفقين تماما على مطالبهم فالمسئولين فى الجانب العُمانى عبروا عن هذه المطالب برفع سقف التبادل التجارى وعمل تواصل وخطوط شحن كذلك التعاون فى مجال البترول والغاز والتعاون بصفة عامة.
- هل هناك أوجه أخرى للتعاون ؟
التعاون الثقافى والفنى يعد من أقوى مجالات التعاون بين البلدين، وخلال أيام سنستقبل الفنان المصرى تامر حسنى وبعده النجم على الحجار وقبلهم آخرين وبعدهم آخرين وفى كل شهر على الأقل سيكون هناك حدث ثقافى مصرى كبير فى السلطنة، بما فى ذلك العلاقات بين الأوبرا المصرية ودار الأوبرا العمانية وبالنسبة لموضوع التواصل الثقافى أنا أعطيه أولوية وأهمية كبرى وسأقوم بالعمل عليها فى الفترة المقبلة بتركيز شديد.
- شهدنا نشاط كبير فور وصولكم للسلطنة .. كيف كان استقبالكم وبداية هذا النشاط ؟
أنا شخصيا لمست ترحيب وحفاوة كبيرة جدا من الجانب العُمانى حتى قبل وصولى للسلطنة لأننى تواصلت مع السفارة قبل وصولى مع نائبة السفير المستشارة مها شاهين وطلبت منها التواصل مع مدير المراسم لتحديد موعد فور وصولى وفى الحقيقة كانت مفاجأة سعيدة جدا بالنسبة لى عندما بلغها بأنه منتظر استقبالى فى نفس يوم وصولى وكانت مقابلة دافئة وودية جدا ووعدنى فى المقابلة بأنه سيعمل على ترتيب مقابلة عاجلة جدا خلال الأسبوع القادم مع يوسف بن علوى وزير الشئون الخارجية لسلطنة عمان، ولم يمر يومين حتى أبلغنى أنه يتوقع استقبالى ظهر اليوم وسيستقبل صورة من أوراق الاعتماد.
فيكفى أن أقول لك أنى وصلت سلطنة عمان يوم السادس عشر من الشهر الحالى ويوم 18 قابلت يوسف بن علوى وقدمت له صورة أوراق الاعتماد وأعتقد أن هذا الوقت غير مسبوق.
- وكيف كانت المقابلة مع يوسف بن علوى؟
كانت المقابلة شديدة الدفىء وتحدث فيها بود شديد وبصراحة شديدة وأعرب عن رغبته فى تطوير ودعم العلاقات بين السلطنة ومصر فى الكثير من المجالات، وأشار إلى أن السلطنة تتطلع إلى إتمام زيارة رئيس الجمهورية وأنهم بيعملو على إحداث نقلة نوعية كبيرة فى العلاقات واستعادة الكثير من المسارات والعلاقات الوطيدة بما فى ذلك التعاون بين وزارتى الخارجية من خلال تدريب الدبلوماسيين والزيارات المتبادلة ومثل تلك الأمور.
كما تناولت المقابلة عددا من الموضوعات والمحاور التى تضمنت العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل المشترك والأوضاع فى المنطقة ومستقبل الأجيال القادمة وأبلغته بتحيات وزير الخارجية سامح شكرى وتقديره له وأبلغته بأن مكافأتى كانت تعيين مصر لى فى سلطنة عمان وأننى سعيد بهذا المنصب واتطلع للعمل على العلاقات بين وزارتى خارجية البلدين لتحقيق أحلام وطموحات البلدين للوصول إلى سقف عالى من العلاقات بين البلدين .
