المتحف المصرى فى تورينو فى مرمى سهام "اليمين".. الأحزاب المتطرفة تواصل هجومها بزعم "التمييز" بسبب عروض مجانية لناطقى العربية.. رئيس المتحف: لا دوافع سياسية وراء حملتنا.. وتقارير: موسم الانتخابات وراء الأزمة

الأربعاء، 14 فبراير 2018 06:30 ص
المتحف المصرى فى تورينو فى مرمى سهام "اليمين".. الأحزاب المتطرفة تواصل هجومها بزعم "التمييز" بسبب عروض مجانية لناطقى العربية.. رئيس المتحف: لا دوافع سياسية وراء حملتنا.. وتقارير: موسم الانتخابات وراء الأزمة المتحف المصرى فى تورينو
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هجوم متواصل وحملة تصعيد غير مبررة يواجهها المتحف المصرى فى مدينة تورينو الإيطالية منذ ما يقرب من شهر كامل من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة، لا لشىء سوى تنظيم حملة ترويجية يقدم المتحف من خلالها تذاكر مجانية لزواره الناطقين باللغة العربية، ما اعتبرته تلك الأحزاب بمثابة "تمييز" بين المواطنين الإيطاليين.

 

الهجوم الذى بدأ قبل شهر من الآن عاد مجدداً بوتيرة متصاعدة فى الآونة الأخيرة لأسباب اعتبرها مراقبون وصحف إيطالية لاقتراب مارثون الانتخابات العامة فى إيطالية حيث تحاول أحزاب اليمين من خلال تلك الحملة استغلال مخاوف المواطنين من الأقليات المسلمة والمهاجرين ، وكافة الأجانب المقيمين داخل إيطاليا.

اليوم السابع -12 -2015

المتحف المصرى فى مدينة تورينو الايطالية

 

وفى تقرير لها اليوم ، قالت صحيفة "الجورنال" الإيطالية إن الحملة الترويجية للمتحف أثارت جدلاً واسعاً بعدما انتقدت زعيمة حزب "اخوان إيطاليا" اليمينى جورجا ميلونى فكرة منح تذكرة مجانية للناطقين باللغة العربية عما دونهم ، ووصفت الحملة فى بيان لها بـ"الهذيان".

 

وأضافت جورجا أن المواطنين اكتشفوا حملة أدفع ثمن تذكرة واحدة وتحصل على آخرى مجانا من خلال الإعلانات التى ظهرت على الحافلات والترام، والمكتوبة باللغة العربية فقط  وبدون  ترجمة إلى الإيطالية، مشيرة إلى أن الملصقات  تصور امرأة محجبة ورجل مبتسم من ورائها،  تذكر بأن متحف تورينو المصرى يتحصل على إعانات حكومية بتمويل من الإيطاليين وأن من بين أعضاء مجلس إدارته الخمسة هناك شخص معين من قبل مدينة تورينو وآخر من مقاطعة بيومنتى، والرئيس يتم اختياره مباشرة من قبل وزارة التراث الثقافى.

اليوم السابع -12 -2015

جانب من مقتنيات المتحف

 

وأوضحت الصحيفة أن هذا الجدل الثائر حول المتحف المصرى بتورينو مستمر منذ أكثر من شهر ، وعارض حزب "ليجا نورد" الإيطالى والمعروف أيضا "بحزب رابطة الشمال" اليمينى المتطرف الذى ينتمى إليه اليمينى ماتيو سالفينى ، الحملة الترويجية لزوار المتحف المتحدثين باللغة العربية ، وقال إنها "نوع من التمييز ضد الايطاليين"، مضيفا " لا لأسلمة إيطاليا"، كما تحدث عن العنصرية والتمييز ضد المتحدثين غير العربية.

 

وبدوره نفى رئيس مجلس إدارة المتحف "كريستيان جريكو" وجود أية دوافع سياسية  وراء الحملة، منوها بأن "فى المدينة والمحافظة يعيش حوالى 49 ألف من ناطقى اللغة العربية"، وقال "نحن نهدف إلى زيادة جمهور المتحف عبر حملات ترويجية محددة".

 

بدورها، قالت صحيفة "ويرد" الإيطالية إن اليمين المتطرف أشعل هذه القضية واستغلها فى محاولة لكسب أصوات فى الانتخابات الإيطالية المقبلة ، وتجاهلت أن هذا المتحف يعتبر ثانى أهم مؤسسة فى العالم تعرض آثار مصرية بعد متحف القاهرة ، فهم يتبعون التضليل للوصول للفوز فى الانتخابات المقررة 4 مارس.

 

وأكد جريكو أن "المتحف المصرى ينتمى إلى الجميع ، ولا توجد أى عنصرية فى الأمر، فهو جزء من مشروع أوسح للدمج الاجتماعى يشمل إشراك الجامعات والمدارس والسجون والمستشفيات والمجتمعات الأجنبية".

رئيس وزراء إيطاليا الاسبق سلفيو برلسكونى

 

وقال جريكو "النتائج الاقتصادية للمتحف منذ إعادة إنطلاقه منذ اربع سنوات ممتازة ، فهناك مصريين نفسهم يرغبون فى زيارة المتحف وكأنهم يعيشون فى بلدهم ، فللأسف لا يستطيعون زيارة أثارهم التى توجد فى مصر ، وبالتالى فإن هذا المتحف يعد فرصة لهم لزيارتها، والمتحف مفتوح للجميع على ايه حال".

 

وأكد جريكو أن "مصر هى أكبر دولة عربية فى العالم ، و المتحف المصرى بتورينو له شرف وعبء الحفاظ على التراث الثقافى ".

 

الحملة المتصاعدة ، أثارت بدورها اهتمام صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى نشر تقريراً مطولاً الاثنين، قالت خلاله إن حزب "إخوان إيطاليا" عضو فى ائتلاف الأحزاب اليمينية الذى يترأسه رئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكونى، الذى نظم بدوره احتجاجات ضد المتحف بشعارات "لا للتمييز ضد الإيطاليين"، مدعياً أن إيطاليا تشهد "عنصرية" ضد الإيطاليين أنفسهم.

 

ويضم المتحف المصرى بتورينو 30 ألف قطعة آثار، وأول قطعة وصلت للمتحف كانت لوح إيزياكا عام 1630 ، وهو لوح يحاكى النمط المصرى و الذى يعتقد أنه رسم كجزء من معبد إيزيس فى روما ، و هذه القطعة المميزة ألهمت الملك تشارلز إيمانويل الثالث أن يرسل عالم النبات فيتاليانو دوناتى إلى مصر عام 1735 ليجلب قطع مصرية قديمة، وعاد دوناتى بثلاثمائة قطعة جلبها من الكرنك و من مدينة قفط، هذه القطع شكلت نواة متحف تورينو للآثار المصرية.

 

وفى عام 1833 أضيفت مجموعة آخرى مكونة من 1200 قطعة للمتحف ، المجموعة تم استكمالها باستكشافات عالم المصريات إرنستو شيباريلى خلال رحلته الاستكشافية بين 1900 و 1920. و يعد معبد إليسيا من أواخر القطع التى أضيفت للمتحف بإهداء من الحكومة المصرية مقابل تعاون الحكومة الإيطالية فى إنقاذ آثار النوبة من الغرق.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة