"اليوم السابع" يرصد حكايات الألم والوجع لفتيات ترك الختان بصمته على أجسادهن.. يعشن الحادث كل يوم والسنوات عاجزة عن محو ذكراه.. ويؤكدن: نشعر بانتهاك نفسي وجسدي ولن نستطيع مسامحتهم

الخميس، 15 فبراير 2018 08:17 م
"اليوم السابع" يرصد حكايات الألم والوجع لفتيات ترك الختان بصمته على أجسادهن.. يعشن الحادث كل يوم والسنوات عاجزة عن محو ذكراه.. ويؤكدن: نشعر بانتهاك نفسي وجسدي ولن نستطيع مسامحتهم ختان الإناث
كتبت مى الشامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد قضية ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية للفتاة، أحد أهم القضايا التى باتت تشغل المجتمع العربى خاصة المجتمع المصرى، ورغم تطور العالم كل يوم وكونها من العادات القديمة، إلا أن معدلات انتشار الظاهرة فى تزايد مستمر، فما زال هناك عدد كبير من الفتيات يتعرضن للأذى من خلال إجراء ذلك التشويه لهن، كل ذلك رغم اهتمام الدولة متمثلة فى وزارة الصحة فى عمل حملات توعية كبيرة للقضاء عليها، إلا أنها مازالت منتشرة بشكل كبير حتى فى العاصمة والتى تعد أكثر تطورًا من المحافظات البعيدة.

1
ختان الإناث

ويرصد "اليوم السابع" قصص بنات أجريت لهن عملية الختان ولكنهن بعد مرور سنوات من التعرض لهذا الأمر يتذكرن الواقعة بتفاصيلها وليس لديهن القدرة على مسامحة من فعل ذلك بهن.

حدث لها الختان وهى فى كامل عنفوانها، حيث كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، وقرر أهلها ختانها وذلك لاعتقادهم أنه تقليد دينى، وتحكى "منى حمدى" لـ"اليوم السابع" -وهو اسم مستعار لها- تفاصيل عملية الختان وتتذكر كل لحظة فيها فلم تمحى من ذاكرتها على الرغم من مرور أكثر من 12 سنة بعد العملية، وتقول: "كان عندى حوالى 11 سنة وأهلى احضروا لى ممرضة فى بيتنا واقنعونى أنه فرض دينى، وحين بدأت الممرضة فى عملها قاموا أهلى بتكتيفى، بالإضافة إلى أنها أعطتنى 6 حقن بنج موضوعى حتى لا أشعر، ولكنى كنت أشعر بها وذلك لأنى كنت أرى كل خطوة يقومون بها فطلبت منهم أن يغموا عينى، ولم أشعر بشىء بعدها إلا بنزيف هائل من الدم".

2
ختان الإناث

وأعربت منى عن عدم قدرتها على مسامحة أهلها تجاه ما فعلوه بها، موضحة أنها استمرت حوالى 3 سنوات بعد عملية الختان متأثرة بما حدث، فضلًا عن أن تلك العملية أثرت على ثقتها بنفسها، ولكنها بعد القراءة والبحث والعلاج النفسى استطاعت أن تتعايش مع نفسها وتستعيد ثقتها مرة أخرى.

أما بسنت محمود فهى أيضًا تعرضت للختان وهى فى نفس عمر منى تقريبًا، وتقول بسنت لـ"اليوم السابع": "كان عندى 11 سنة وقت إجراء العملية، ولكن أمى كانت دائمًا تؤجل العملية لكن إرضاءً لإلحاح جدتى لوالدى أجرت العملية".

وتروى بسنت تفاصيل الواقعة، أنه بعد إلحاح جدتها على والديها، اتفقوا مع طبيب نساء لإجراء الختان، وبعد تحديد موعد الجلسة اصطحبتها أمها وسيدة قريبتها للطبيب، وتقول بسنت: "كتر خير الدكتور أجرى العملية تحت تأثير البنج الكلى".

وتضيف بسنت أن الطبيب كان قد قام بإزالة ¾ البظر وجزء من أحد الشفرات، ما جعلها دائمًا ما تشعر أن جزءًا منها ناقص ومشوه، وما زالت تشعر بقلق الدخول فى علاقة أو اقترب أحدهم من هذا الجزء تحديدًا، مضيفة أن هذا بسبب أول نظرة من زوجها والتى كانت استنفار واستغراب، وهذا أثر على نفسيتها وثقتها بنفسها، لذا تبحث دائمًا عن عملية تجميل ولكن بسبب ارتفاع أسعار تلك العمليات لم تقم بإجرائها.

أما بخصوص التسامح فرغم أن جدتها توفيت، إلا أنها لم تسامحها، ولكن والدتها حين تحدثت معها اعتذرت لها، وقالت لم أكن أعرف وأن من حولها وقتها أقنعوها.

لدى بسنت أختان حرصت على الحفاظ عليهما حتى لا يتعرضا لما تعرضت له من جراء تلك العملية، بالإضافة إلى أنها بدأت بحملات توعية بين أقاربها وجيرانها بصحبة والدتها التى اقتنعت، وتنهى بسنت كلامها: "ما يهون على الشعور بالألم أن هناك البعض يقتنع بكلامنا ولا يختن بناته، لكن لو سمحت لى الفرصة لإجراء التجميل سأقوم به فورًا".

ومن ناحيتها تقول سالى حبيب والتى اختارت أن تذكر اسم غير اسمها الحقيقى رغبة منها أن تفيد الأخريات بتجربتها: "حصلى موضوع الختان وأنا كنت تقريبًا ما بين 13 أو 14 سنة، ماما مكانتش موافقة ولكن أبويا هو اللى كان مصر".

3
ختان الإناث

وتحكى سالى: "مازلت متأثرة بالعملية لأنى بعد إجراء عملية الختان بومين تعرضت لنزيف كتير بسبب إن العملية كان فيها حاجة غلط فضلًا عن التشوه الذى نتج عنها".

وأضافت أنه بعد مرور سنوات ما زالت تشعر بآلام العملية ولن تستطيع أن تسامح والدها لأنه كان مصممًا على إجراء العملية، ولا تستطيع أن تسامح الممرضة التى ساعدت الطبيب بسبب أنها استنجدت بها وتجاهلتها، وتحكى: "قولت لها ياطنط مش عايزة اعملها قولى له ميعملهاش وكانت بتقولى هى شكة دبوس عشان تكبرى وتبقى عروسة".

أما أمال محمد تحكى لـ"اليوم السابع" تجربتها مع الختان فى سن العاشرة قائلة: "اصطحبنى والدى مع أختى الأصغر بعام، إلى طبيب ولم نكن نعرف ماذا سيحدث معنا، فى البداية دخلت أختى إلى غرفة العمليات، وتم إعطاؤها حقنة للبنج الموضعى، وانا أجلس بالخارج، استمع لصراخها المتواصل، فحقنة البنج لم تعمل على تخدير مكان الجراحة، وظلت تصرخ طيلة ساعة، ولا أعلم ماذا يحدث لها بالداخل وظللت أبكى، وخرجت أختى على سرير متحرك، بينما اصطحبتنى الممرضة مكانها، دخلت باكية أرتجف من الخوف، أخذت حقنة البنج فى موضع العملية، ولكن البنج جعلنى لا أشعر بما يفعله الطبيب، لكن العملية بأكملها أرهقتنى، أشعر بالخجل والألم النفسى الكبير، ولا أعلم ماذا يفعلون فى هذا المكان، ولا أجرؤ على السؤال، خرجت من العملية متعبة، لا أقوى على النهوض، جاءتنى أعراض مثل الدوخة والهذيان، ثم حدث نزيف، وظللت مستيقظة ليلتين لا استطيع النوم، ثم إعطانى الطبيب مهدئا، فنمت ثلاث ليال لا أصحو فيها سوى دقائق، وظللت حتى سن البلوغ أعانى آلامًا مبرحة من هذا المكان، ولا أعرف ماذا فعلوا فيه".

وتضيف أمال لـ"اليوم السابع": "أشعر بأن هناك انتهاكًا كبيرًا نفسيًا وجسديًا وقع عليّ، وأحاول التغاضى عن الذكرى، ولكنها كانت تراودنى من آن لآخر وتغمرنى بشغور كبير بالظلم"، مضيفة: "لدى إحساس بأن هناك عملية أقرب للاغتصاب حدثت لى، ولا أعرف وقتها ماذا يحدث لى، الغموض الذى غلف الأمر حوله لكابوس ما زال يرادونى، غير ذلك آلام الرحم التى كانت تأتى من آن لآخر، وحين أذهب إلى الطبيبة تخبرنى بأن هناك مشكلة نفسية من أمر الختان بعدما أشرح لها ما حدث معى.

وتؤكد آمال أنها لا تمتلك قدرة مسامحة من فعلوا بها ذلك، قائلة: "بالتأكيد لا أستطيع مسامحتهم"، وحين أرادوا فعل نفس الشيء مع أختى الأصغر بـ 14 عامًا، هاجمتهم بشدة حتى وصل الأمر إلى التهديد بالحبس لو تجرأوا على تكرار الأمر معها.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة