محمود حمدون يكتب: روعة المنظر

الثلاثاء، 27 فبراير 2018 10:00 ص
 محمود حمدون يكتب: روعة المنظر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يده اليمنى تقبض على مقود سيارته العتيقة والأخرى تتحسس جيبه المنتفخ بمبلغ كبير من المال، حصيلة بيع بضعة نسخ من كتاب سهر ليال طويلة فى أعداده وجمع مادته العلمية    .

للنجاح مذاق استشعره بيديه واستطعمه بلسانه، طفت على وجهه ضحكة خجولة، أثارت دهشة المارة من حوله، تلك نادرة فليس من طبيعته الابتسام، بسمل البعض وحوقل آخرون، فملامح وجهه لا تبيّن أبدا ما يعتمل بنفسه من مشاعر .

وبحذرُ جُبل عليه لم يهنأ طويلا إذ عبرت أمام عينيه سحابة قلق، فمد يده ليخرج المال، أمعن النظر فيه من جديد،  قلّبه بين يديه، غالى فى حُلمه وسرح بعيدا بعيدا لأفاق نائية ومناطق لم يطرقها بشر، فتحسس موطئ قدميه يمينا ويسارا، ثم ..!

لا يعلم ماذا حدث! تبخّر حلمه كضباب يهرب من ضوء الشمس، اصطدام من الأمام والخلف، أصوات تكسير لأبواب وتحطيم لزجاج  تناثرت شظاياه بعرض الشارع، كان المنظر مروّعا، لكنه لا يقل روعة عن كتابه، تحطّمت مقدمة سيارته بالكامل بعد أن غاصت بقوة بمؤخرة سيارة أجرة، خرج سائقها صباحا يلتمس رزقا فعاد بخُفى حُنين.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة