"داعش" و"المافيا".. أسرار العلاقة الخفية بين عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب.. صحيفة أمريكية: المخدرات كلمة السر بين الطرفين.. جماعات روما المسلحة مورد رئيسى لـ"ترامادول" الدواعش.. وتصل لمقاتلين فى ليبيا وسوريا

الأحد، 04 فبراير 2018 06:30 م
"داعش" و"المافيا".. أسرار العلاقة الخفية بين عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب.. صحيفة أمريكية: المخدرات كلمة السر بين الطرفين.. جماعات روما المسلحة مورد رئيسى لـ"ترامادول" الدواعش.. وتصل لمقاتلين فى ليبيا وسوريا تنظيم داعش الإرهابى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تختلف الشعارات، إلا أن الجريمة تظل واحدة.. ربما يرتكبها من يتستر وراء الدين، أو يقدم عليها من يحاول أن يشكل نظاماً موازياً لما هو متعارف عليه من معايير دولة القانون، ليظل تهديد الآمنين قاسماً مشتركاً، والخروج عن الأعراف نقطة توافق، وهو ما جمع فى غفلة من الجميع تنظيم "داعش" الإرهابى بعلاقات وطيدة مع المافيا الإيطالية رغم ما يبدوا على السطح من أوجه اختلاف.

 

العلاقات التى ربطت داعش بالمافيا العالمية فى روما ، رصدها موقع "ديلى بيست" الأمريكي فى تقرير لها يأتى بعد أشهر من هزائم متتالية تكبدها التنظيم الإرهابى فى كلاً من سوريا والعراق، لتكشف كيف لاقت تجارة زعماء المافيا الكثير من الرواج فى أسواق داعش التى كانت قائمة قبل تلك الهزائم، حيث كان المقاتلين المنضمين لصفوف التنظيم زبائن دائمين لمخدر الترمادول ومشتقاته وغير ذلك من الممنوعات.

وقال "ديلى بيست" فى تقريره : "إن واحدة من أكثر جماعات المافيا الإرهابية سيئة السمعة تقوم ببيع الحبوب المخدرة لمقاتلى داعش وبوكو حرام"، محذرة من أن السوق الأمريكى قد يكون الهدف التالى على أجندتها.

 

وتابع الموقع الأمريكى : فى الوقت الذى يفضل فيه الأمريكيين مادة الفينتنيل، وهى إحدى المواد الأفيونية المسئولة عن أزمة فى الصحة العامة فى الولايات المتحدة وعدد لا يحصى من ضحايا الجرعات الزائدة أشهرهم المغنيين برنس وتوم بيتى، فإن الإرهابيين على ما يبدوا يفضلون الترامادول، وهو مادة أرخص تعد قانونية فى الشرق الأوسط، ويستطيعون الحصول على كمية كبيرة منه من السوق السوداء بفضل عصابات المافيا الإيطالية، فبحسب ما أفادت الشرطة المالية فى روما، على مدار العام الماضى، صادرت السلطات الإيطالية ما يقرب من 100 مليون حبة ترادمادول كانت متجهة إلى عملاء داعش فى ليبيا.

 

ونقل "ديلى بيست" عن الصحفية الإيطالية مارتا سارافينى، التى كشفت عن تجارة الترادمادول فى تحقيق لها مؤخرا بصحيفة كوريير ديلا سيرا الإيطالية، إن هذه الحبوب بمجرد وصولها إلى ليبيا، يتم استخدامها لتصل إلى المقاتلين هناك أو يتم تهريبها إلى مصر وسوريا، أو يتم بيعها لبوكو حرام فى نيجريا.  وينتهى بها المطاف أيضا فى أيدى البائسين فى غزة والبغايا فى عمان والأطفال العمال فى تركيا، مشيرة إلى أنه المخدر الذى يريده كل من يريد أن يهرب من البؤس.

 

زعيم المافيا الإيطالية برناردو بروفنزانو

 

ومن روما إلى دير الزور والموصل ، لم تقتصر رحلة الترمادول من المافيا الإيطالية إلى مناطق النزاعات على الاستهلاك الشخصى لمقاتلى داعش، حيث عمل التنظيم على إعادة بيع المخدر الأكثر رواجاً فى الآونة الأخيرة لتحقيق أرباح خيالية كان يمول بها الكثير من عملياته الإرهابية.

 

ويشير تقرير ذا دايلى بيست إلى أن هذه الحبوب المخدرة قد تجد طريقها أيضا إلى السوق الأمريكية، ولا يوجد قيود كبيرة على هذا. حيث أن الترامادول من بين المواد الى لا يوجد حظر قوى على استخدامها فى الولايات المتحدة.

 

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد قالت فى تقرير لها عام 2016 إن الترامادول هو أزمة الأفيون  لباقى العالم.  وقد أدىت العقوبات المنخفضة فى أمريكا والبيع المنظم من قبل عصابات الجريمة إلى جانب الاحتياجات المالية لتنظيم داعش إلى خلق حالة مواتية لعصابات المافيا لطرح الترادمادول كدواء جديد يمكن أن يختاره مدمنى المواد الأفيونية.

 

وفى أوروبا وشمال أفريقيا، أصبح بيع الحبوب التى تبلغ قيمتها فى الشارع حوالى 5 دولارات للحبة الواحدة، واحدة من أهم وانجح أعمال عصابة ندرانجيتا الموجودة فى إقليم كالابريا جنوب إيطاليا. وأكد مسئولو مكافحة المافيا وجود صلات بين العصابة الإيطالية والجماعات الإرهابية فى أواخر العام الماضى بعد اكتشاف ثالث شحنة مكونة من ملايين من حبوب الترامادول فى ميناء جيويا اتورو الإيطالى الذى يعرف بأنه بواية المافيا لكل الأشياء غير المشروعة.

 

الترامادول أكثر المخدرات انتشاراً فى الآونة الأخيرة

 

وكان رئيس محكمة فى جنوب إيطاليا، قد اعلن فى نوفمبر الماضى أن السلطات ضبطت أكثر من 24 مليون قرص من الترامادول كان تنظيم داعش ينوى بيعها لتمويل هجمات فى أنحاء العالم. وتم ضبط الأقراص فى ميناء جوياتورو للحاويات. وتعاونت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية فى التحقيق.

 

وكانت الكمية المضبوطة تساوى 50 مليون يورو بالنظر إلى أن متوسط سعر القرص الواحد يبلغ نحو 2 يورو. وقال فيدريكو كافيرو دى راهو، كبير ممثلى الادعاء فى ريجيو كالابريا، إن مبيعات الأقراص المخدرة كان "يديرها مباشرة تنظيم داعش لتمويل الأنشطة الإرهابية" التى ينفذها فى أنحاء العالم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة