خالد أبوبكر يكتب:مهرجان الفراخ للجميع..يعنى نوفر الفلوس ونستورد الفراخ ونعفيها من الجمارك..وناس مننا تطلع إشاعات إنها بايظة!!..وخدت بالك تانى يوم الإعلام كله بقى بيكاكى..الموضوع مش صدر ولا ورك ده هيا دى السياسة

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 07:00 م
خالد أبوبكر يكتب:مهرجان الفراخ للجميع..يعنى نوفر الفلوس ونستورد الفراخ ونعفيها من الجمارك..وناس مننا تطلع إشاعات إنها بايظة!!..وخدت بالك تانى يوم الإعلام كله بقى بيكاكى..الموضوع مش صدر ولا ورك ده هيا دى السياسة خالد أبوبكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

موضوع الفراخ ده حذارى إنك تتناوله من منطلق ورك ولا صدر، الموضوع أكبر من كده بكتير جدا وفيه مثال حقيقى لمدى التناغم فى العمل وإن كتير منا مش عارف ولا بيشوف اللى واقف معاه فى نفس الخندق بيعمل إيه عشان بلد واحده كلنا عايشين فيها. 

 
طب إيه الحكاية؟ 
الموضوع وفقا لرواية منقولة عن المتحدث باسم وزارة التموين جاء فيما معناه أنه بخصوص حالة اللغط المثارة فى بعض وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة والمرئية٠٠ تود وزارة التموين أن تنوه على الآتى: 
 
بعد انقضاء شهر رمضان الماضى ارتفعت أسعار الدواجن بشكل مبالغ فيه٠٠ قامت الحكومة المصرية بفتح باب الاستيراد لإجبار أصحاب المزارع على تخفيض أسعارها.. لم يستجب أغلب التجار لمبادرة الحكومة واستمرت أسعارها فى الارتفاع وبناءً عليه وحرصا فى المقام الأول على إعلاء مصلحة المواطن: 
قامت إحدى الجهات بالدولة باستيراد آلاف الأطنان من الفراخ المجمدة من دولتى البرازيل وأوكرانيا بتاريخ صلاحية 12 شهرا تنتهى آخرها فى شهر مارس المقبل.
 
 
وبقرار على أعلى مستوى: تم إعفاء تلك الشحنات من الجمارك والضرائب٠٠ 
وتوفيرا للنفقات: شاركت سيارات وزارة الداخلية مع سيارات جهاز الخدمة الوطنية فى نقل البضاعة٠٠ ومن ثم تخزينها بثلاجات ومخازن الشركة الوطنية «المصرية للدواجن»٠٠ وتقوم الشركة المصرية للدواجن بعملية البيع جملة و قطاعى مما أدى إلى وصول سعر الكيلو قطاعى إلى 17جنيها حتى أغسطس المقبل، ووصول سعر كيلو الجملة إلى أقل من ذلك. وبناءً عليه تؤكد وزارة التموين أن الفراخ مثار الجدل هى فراخ معلومة المصدر وخالية من الأمراض و آمنة ١٠٠%. 
 
ده المفروض كلام الحكومة ممثلة فى المتحدث باسم وزارة التموين وتقدر تستنتج منه أمورا كثيرة منها:
أن الدولة تحركت بجدية فى موضوع مهم وحيوى ويمس المواطن البسيط ولن تفهمه إذا كنت من الطبقة العليا.
إن تحرك الدولة جاء على أعلى المستويات وصحب ذلك قرارات تجعل وصول هذا المنتج للمواطن بأقل ثمن. 
إن الدولة لعبت دور المستورد والتاجر لكن دون البحث عن هدف سوى توفير الغذاء للمواطن.
إن هذا بالطبع لن يعجب ناس كثيرة لها مصالح كبيرة مرتبطة بهذا السوق.
إن الفراخ نزلت السوق دون أى تمهيد، لأن المستورد مش تاجر.
إن بالتأكيد الفراخ سليمة لأن اللى استوردتها الحكومة اللى بتكشف على كل الفراخ قبل ما تدخل السوق.
لكن برضه أنا مش واقف عند موضوع الفراخ، أنا واقف عند السيستم، النظام، التنسيق، التناغم.
 
يعنى شىء عظيم جدا ما قامت به الدولة سواء صاحب الفكرة أو الجهة التى وفرت الأموال وكل من ساعد فى إتمام الصفقة والقرارات التى صدرت بالإعفاء من الجمارك والضرائب «ولو أن دى فيها كلام» وأيضا توفير سيارات تملكها الدولة لنقل هذه الفراخ للمستهلك توفيرا للنفقات، خطوات رائعة، لكن ما كنش ينفع نسبق بخطوة ونقول إن وزارة التموين بصدد طرح فراخ الأسبوع المقبل بأسعار مخفضة؟ ما كنش ينفع نفهم الإعلام إيه الموضوع من بدرى؟ ماكنش ينفع ننبه على اللى بيوزعوها إن الفراخ دى ما ينفعش تتحط على الرصيف؟ 
 
طبعا ما حصلش.. وبسرعة اللى ليهم مصلحة ومعاهم الكام عيل بتوع الإخوان بدأوا يروجوا إشاعات إن إزاى 3 فرخات بـ 50 جنيها!! وفى اليوم الأول طبعا الإعلام بتاعنا عمل دور المفتش كولومبو وبدأ يقول منين وفين وازاى وصحة المواطنين والحبتين اللى حضراتكم عارفينهم دول.
 
وطبعا الناس اللى عملت المجهود ده قعدت تتفرج على الإعلاميين فى اليوم الأول وبقوا يقولوا ياخسارة تعبنا اللى هايروح فى الأرض بسبب الإشاعة دى، قوم كام تليفون على كام متحدث رسمى انقلب الحال الإعلامى تماما وكله دخل العشه يكاكى واللى شوى واللى قلى والمهم تطلع الفراخ تتاكل قدام الكاميرا، ولك عزيزى القارئ أن تعرف الآتى:
 
إن ماسبق عرضه وإن كان به شىء من السخرية فهى أمور فى منتهى الخطورة، فإشاعة فساد الطعام فى الأسواق هى قضية أمن قومى تتعلق بحياة الملايين من هذا الشعب ولا يمكن أن تتناولها إلا بكثير من الحذر والأهمية، كذلك فإنها مقياس على مدى مصداقية الدولة ودقة أجهزتها الرقابية فى معرفة الصالح من الطالح، كما أن الإخراج دائما فى كل قضايانا يحتاح إلى رؤية فحسن النوايا وحده لا يكفى.
 
وعلى جانب آخر لابد أن توضح الدولة أنها لن تلعب دور التاجر إلا وفقا لضوابط لأن الأمر به خرق لآليات السوق وبه ظلم لكثير من التجار «حتى وإن اختلفنا مع جشع بعضهم»، فالجميع يعلم أن منافسة الدولة أمر صعب لما لديها من إمكانيات، لأن التجار قبل أن يدفعوا أموالا للاستيراد لم يبلغهم أحد ولم تطلعهم دراسات السوق عن أن هناك منافسا بهذه القوة ولديه ميزة أنه معفى من الجمارك والضرائب !!
 
طبعا أتفهم تماما أن الهدف هو الصالح العام. لكن هذه الدولة يحكمها نظام وتدخل الحكومة فى آليات السوق أمر يحتاج إلى ضوابط، كما أننى ألاحظ دائما أن هناك عدم تنسيق واضح بين الجهات المختلفة فى الدولة، والأخطر والأهم أن بعد كل ما حدث فى وسائل الإعلام تعجز الدولة عن توصيل حقيقة قضاياها للمواطنين عن طريق نفس وسائل الإعلام التى لها دور كبير فيها. 
 
أيها السادة.. هذه هى السياسة، أن يكون هناك عقل يجمع بين كل هؤلاء ويعرف التفاصيل ويمهد للقرارات ويستبق الأحداث ويرى من أعلى ويجعل الجميع يعزفون نفس اللحن دون نشاز.
 
فى النهاية هذا الأمر لم يكن بسيطا وعلينا أن نتبصر أمورنا ولا نسمح أن تكون أخطاؤنا فرصة كى ينال منا أعداؤنا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة