شهد سعر الذهب محليا فى سوق الصاغة المصرى خلال 2016 – 2017 تحركات عاصفة، وحقق الذهب ارتفاعات تاريخية فى مصر، وذلك لأن العامين الماضيين شهدا بعض التوترات الجيوسياسية وهو رفع الطلب على الذهب عالميًا وتحرك سعره محليا، إلى جانب اضطراب كبير فى سوق الصاغة المصرى نتيجة تذبذب سعر العملة قبل تحرير سعر الصرف نهاية 2016.
ومع قرار التعويم شهد السوق قفزة تاريخية لم يتوقعها تجار المعدن الأصفر وأصحاب المصانع، ليحقق 660 جنيهًا لعدة دقائق يوم 3 نوفمبر 2016، لم يكن التجار على دراية بما ينتظرهم فى المستقبل، فبعد عام واحد فقط يقفز الذهب ويتخطى هذا الرقم بسبع جنيهات، مع انهيار لسعر الدولار عالميًا خلال شهر يناير 2017.
بالنظر إلى ما شهده سعر المعدن الأصفر خلال آخر عامين 2016 -2017، سنجد أن أسعار الذهب فى مصر ارتفعت 400 جنيه بنسبة زيادة 156% منذ مطلع 2016 وحتى الآن، حيث سجل الذهب 256 جنيها مع بداية 2016 وهو الآن يسجل سعر 655 جنيها.
19.9 % ارتفاع عالمى للأوقية خلال عامين
فى سياق متصل، شهدت الأوقية العالمية " الأونصة" 19.9% كنسبة ارتفاع، حيث سجل سعرها مطلع 2016 حوالى 1113 دولارا وهى الآن تسجل 1335 دولارا، إذن نسبة الزيادة 222 دولارا، لكنها ظلت طوال العامين متذبذبة صعودًا وهبوطًا، بفعل أداء الدولار أمام العملات الأخرى، وكذلك بعض البيانات الاقتصادية العالمية، لكنها لم تحافظ على منحنى صعودى لها، بعكس سعر الذهب فى مصر والذى ظل على مستوى مرتفع منذ بداية 2016 حتى الآن.
فى هذا الإطار، قال مهدى عبد الفتاح "تاجر ذهب" عضو شعبة المعادن الثمينة، إن أسعار الذهب فى مصر كانت ترتفع بصورة كبيرة مع تحرك سعر الدولار فى السوق السوداء، قبل تحرير سعر الصرف، لكنها سجلت ارتفاع تاريخى يوم تحرير سعر الصرف ومع الارتفاع الكبير فى الدولار ليتضاعف سعره، الأمر الذى جعل الذهب يصعد لأول مرة ليسجل 660 جنيها لكنه عاود للنزول ولم يقف عند هذا السعر إلا لساعة واحدة.
وأضاف عبد الفتاح، لـ"اليوم السابع"، أن السوق وقتها شهدت شبه توقف ولم نكن نعرف ماذا ستسفر عنه الساعات التى تلت تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016، فى ظل انتشار شائعات عن أن الدولار سيصل إلى 30 جنيها، ومع استقرار الأمور فى سوق الصرف بدأت الأسعار تستقر لكنها كانت مرتفعة قياسا على أسعار ما قبل تحرير سعر الصرف.
صدمة فى سوق الذهب
وبالنظر إلى أسعار الذهب قبل تحرير سعر الصرف وتحديدًا بنهاية شهر أكتوبر 2016 سنجدها كانت 566 جنيهًا، وذلك مع الارتفاع الجنونى للدولار وقتها فى السوق السوداء بسبب المضاربة الشديدة على العملة الأمريكية، ولكن مع اتخاذ قرار تحرير سعر الصرف يوم 3 نوفمبر 2016، ارتفع المعدن الأصفر فى مصر 44 جنيهًا دفعة واحدة وهى أول مرة يشهد الذهب ارتفاعا بهذا الرقم، مما سبب صدمة كبيرة فى السوق ليسجل الذهب مرحلة جديدة له، ليتجاوز الذهب سعر الـ 600 جنيه منذ هذا اليوم.
نادى نجيب سكرتير شعبة الذهب فى الغرفة التجارية، أكد على أن التعويم سبب اضطراب كبير للسوق مع بداية التعاملات بعد تحرير العملة، حتى أن فكرة تسجيل الذهب 600 جنيها كانت صدمة كبيرة للتجار والمواطنين، لكن مع استقرار الأمور بدأ سوق الصاغة يستوعب ما حدث، وحركة البيع بدأت تعود ولكن على استحياء وبمعدلات ضعيفة للغاية.
أزمة "الدولار" توقف الاستيراد
اضطراب سعر الدولار فى الأسواق خلال 2016، أحدث حالة شلل فى سوق استيراد المعدن النفيس، وكشف إيهاب واصف، عضو شعبة المعادن النفيسة فى غرفة القاهرة التجارية، عن أن تجار الذهب لم يتمكنوا من استيراد أى كميات خلال العام 2016، بسبب أزمة العملة، واعتمد السوق على الكميات المتاحة بها، لافتًا إلى أن تعداد الورش والمصانع، سواء المسجلة أو غير المسجلة فى قطاع المعادن الثمينة، يبلغ حوالى 2500 وتكفى احتياجات السوق.
قطار الارتفاع خلال 2017
أخذ الذهب فى الارتفاع منذ مطلع 2017 بقيمة بلغت حوالى 55 جنيهًا طوال الـ12 شهرا، وخلال شهر سبتمبر تحديدًا تسببت تجارب كوريا الشمالية حول أحدث وأقوى اختبار نووى لها فى خلق حالة من الهلع لدى المستثمرين ودفعهم للإقبال على شراء الذهب، لكونه أحد الأصول التى تنطوى على ملاذ آمن، وهو ما أدى إلى تراجع سعر الدولار أمام المعدن الأصفر، الأمر الذى دفع الأسعار "العالمية" للصعود لتسجل 1335 دولارا لأول مرة منذ عام ليسجل الذهب فى مصر 658 جنيها.
وخلال الربع الأخير من عام 2017، شهد السوق حركة بيع محدودة "انتعاش" المبيعات بحسب إيهاب واصف عضو شعبة الذهب، لكنه انتعاش لم يدم طويلًا، حيث بدأت الأسعار للصعود بصورة كبيرة خلال يناير 2018 لتسجل أعلى مستوى فى تاريخ المعدن الأصفر ليسجل 668 جنيها، ليكون هذا السعر نقطة جديدة نقف عندها أثناء الكتابة عن وضع سوق الذهب فى مصر.
