تركيا "مسمار جحا" لإحياء "داعش" بالمنطقة..عمليات أنقرة بعفرين تضعف جبهة مكافحة الإرهاب.. التنظيم يستغل فوضى الاقتتال للعودة للعراق وسوريا.. نفذ 440 عملية تفجير واشتباك واغتيال وخطف..وسيطر على مناطق حدودية سورية

الأربعاء، 07 فبراير 2018 07:00 م
تركيا "مسمار جحا" لإحياء "داعش" بالمنطقة..عمليات أنقرة بعفرين تضعف جبهة مكافحة الإرهاب.. التنظيم يستغل فوضى الاقتتال للعودة للعراق وسوريا.. نفذ 440 عملية تفجير واشتباك واغتيال وخطف..وسيطر على مناطق حدودية سورية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لحقت هزائم هائلة بتنظيم "داعش" الإرهابى فى كل من سوريا والعراق، على مدار العامين الماضيين، خسر خلالها مساحات شاسعة خضعت لسيطرته فى كلتا الدولتين لمدة 3 سنوات، إثر مواجهات مسلحة عنيفة ممتدة مع القوات العراقية، والجيش السورى، والقوات الموالية لهما، وبإسناد من القوى الغربية الداعمة للجيشين الوطنيين للدولتين العربيتين الممزقتين بسبب الإرهاب.

ورغم التدمير المادى والمعنوى الذى نال من امكانيات التنظيم الإرهابى، وتحطم قوته وتسليحه على يد القوات الشرعية فى سوريا والعراق، ليصبح تجمعًا مسلحًا هشًا ضعيفًا شبه منتهى، إلا أن فلول "داعش"، مازالت متربصة على حدود الدولتين لتتحين الفرصة المواتية للعودة مرة أخرى لنشر الفوضى والقتل والإرهاب فى كلا البلدين.

تركيا تعطى "قبلة الحياة" للتنظيمات الإرهابية فى المنطقة
 

وبالفعل جاءت الفرصة لعودة تنظيم "داعش"، لتنفيذ العمليات الإرهابية على الأراضى السورية والعراقية، ولكن دون أن يتمكن من التوغل حتى الآن، كما حدث فى السابق، وتحقق كل هذا بفعل الفوضى التى افتعلتها تركيا فى المنطقة بإطلاق عمليتها العسكرية فى مدينة عفرين السورية، بزعم حفظ أمنها القومى المهدد من الأكراد على المدن الحدودية فى سوريا، وهى الحرب التى كانت بمثابة "قبلة الحياة" لإعادة احياء التنظيم الإرهابى فى المنطقة.

داعش يستغل فوضى الاقتتال للعودة إلى العراق وسوريا
 

وما يؤكد أن تركيا، كانت مفتاح عودة عمليات "داعش"، مجددًا، لمنطقة الشرق الأوسط، هو التقاير التى تؤكد تمكن التنظيم الإرهابى فى الآونة الأخيرة من تجميع صفوفه وشن هجمات فى العراق وسوريا، مستغلا الصراعات التى قسمت القوى التى كانت تقاتل معًا لهزيمة المتطرفين.

وفى هذا الصدد، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن تنظيم "داعش" الإرهابى، أعاد تنظيم صفوفه مرة أخرى، مستغلًا فوضى الاقتتال فى المنطقة، وأن هذه الجماعة الإرهابية تشن هجمات يومية منذ أكتوبر الماضى، وعادت إلى القتال ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فى شمال غرب سوريا، عقب إخراجهم منها منذ أكثر من عامين.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "مقاتلى داعش ظهروا مرة أخرى فى محافظة حماة فى أواخر العام الماضى، وسرعان ما وسعوا سيطرتهم على حساب جماعات متمردة أخرى حتى بلغ نطاق سيطرتهم أكثر من 400 متر مربع على حدود محافظات حلب وحماة وإدلب السورية، مع بداية العام الجارى"، ويأتى ذلك بما يتزامن مع العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا.

وفى العراق، ووفقًا للبيانات التى جمعتها مجموعات الرصد فى البلاد، وقعت 440 عملية تفجير واشتباك واغتيالات وخطف، وجاءت تلك التطورات الخطيرة بعد تأكيدات سابقة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال خطابه عن الاستراتيجية الجديدة للأمن القومى الأمريكى، بأن التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب - الذى تقوده الولايات المتحدة - "تمكن من استعادة حوالى 100% من الأراضى التى كانت خاضعة لـ"داعش" سابقًا فى العراق وسوريا.

تركيا تقصف الأحياء السكنية وتدمر شبكة مياه الشرب المغذية لعفرين السورية
 

وما يدحض مزاعم تركيا بأن عملياتها العسكرية فى الأراضى السورية هدفها استهداف المعسكرات العسكرية للأكراد لتأمين حدودها من خطرهم، أن القصف التركى، استهدف منذ انطلاق العمليات يوم 20 يناير الماضى، وحتى يومنا هذا الأحياء السكنية، وأغلب ضحاياه كانوا فى صفوف المدنيين وليس العسكريين، وهو الأمر الذى يؤكد أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لديه أهداف أخرى من وراء تلك العمليات التى هدد بأن تتوسع فى مدن سورية أخرى وهى مدينتى منبج وإدلب، متحديًا بذلك كل الاعتراضات العربية والدولية على التحركات غير المشروعة داخل الأراضى السورية.

والعمليات العسكرية التركية فى سوريا، وإن كانت أهدافها الخفية مازالت غير معلنة بعد، إلا أن نتائجها وأثارها وضحت للعيان بعودة تحركات تنظيم "داعش" الإرهابى، على حدود الدولتين السورية والعراقية، ونشاطه المطرد مع مواصلة القوات التركية عمليتها العسكرية فى منطقة عفرين السورية عبر القصف بمختلف أنواع الأسلحة فوق الأحياء السكنية والمرافق العامة.

وأخر عمليات القصف التركية، لمدينة عفرين، اليوم، استهدفت مجددًا الأحياء السكنية، ما تسبب بوقوع دمار كبير فى إحدى المدارس ومضخة المياه المغذية لمدينة عفرين، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية "سانا"، وأفادت مصادر أهلية للوكالة السورية، بأن القوات التركية قصفت بالمدفعية الثقيلة مدرسة ابتدائية فى قرية ميدانكى، ما أسفر عن تدمير أجزاء منها ووقوعش أضرار مادية فى منازل المواطنين المجاورة لها، كما طال القصف التركى، أمس الأول، مركز الهلال الأحمر فى منطقة راجو بوابل من القذائف، ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة فى المركز الذى يقدم المساعدات الطبية لأهالى المنطقة.

العمليات العسكرية تسقط 500 مدنيا بين قتيل ومصاب
 

وأوضحت المصادر الأهلية، أن القوات التركية استهدفت بالقذائف مضخة المياه التى تغذى مدينة عفرين، ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة فيها تنذر بحدوث كارثة إنسانية وصحية فى حال استمرار هذا القصف وخروجها من الخدمة.

كما أشارت المصادر الأهلية، إلى استهداف العدوان التركى المتواصل منذ ليلة أمس، بالقذائف المدفعية، قريتى كفر صفرة وبافلور بناحية جنديرس خلف دمارا ببعض منازل المواطنين إلى جانب عدم قدرة المواطنين على تأمين المواد الأساسية، فيما تسبب الهجوم التركى المتواصل منذ 20 يناير الماضى، على منطقة عفرين، فى مقتل وإصابة أكثر من 500 مدنى، نتيجة استهدافه المنازل والبنى التحتية والمرافق العامة، بحسب الوكالة السورية.

الاتحاد الأوروبى: العملية العسكرية فى عفرين السورية لن تجعل تركيا أكثر أمنا
 

وفى تعليق دولى على مزاعم تركيا بأن عملية "غصن الزيتون" فى عفرين تهدف إلى حماية أمنها، أكدت مفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى، أن العملية العسكرية التى يشنها الجيش التركى ضد مدينة عفرين، فى شمال سوريا، لن تجعل تركيا أكثر أمنًا.

ونقلت قناة روسيا اليوم، عن "موجيرينى"، قولها، فى كلمة أمام البرلمان الأوربى، فى مدينة ستراسبورج، إن تركيا لن تعزز أمنها عن طريق العملية العسكرية فى شمال سوريا، وشددت على أنه لا يمكن حل القضية السورية عن طريق فتح جبهات جديدة، مؤكدة أن الأمن الحقيقى يجب أن يعتمد على حل سياسى يتم التوصل إليه عبر المفاوضات، ولفت المسئولية الأممية، إلى أن القتال يجب ألا يجعل السلام بعيد المنال، وأنه يجب التركيز على محاربة تنظيمات إرهابية حددتها منظمة الأمم المتحدة فقط، مشيرة إلى أن تركيا كدولة ضامنة لعملية أستانة، تلعب دورًا هامًا وتتحمل مسئولة خاصة فى هذا الشأن.

 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة