كان ثائرا فى كتاباته ومواقفه، كتب فى كل فنون الكتابة، فوصل إلى أعلى قمم الأدب، خاض معاركه بكل شراسة، فكانت معاركه كبيرة بحجم الشخصيات التى كانت معه، هكذا كان الأديب الراحل عباس محمود العقاد.
"صاحب العبقريات" هكذا اشتهر العقاد، والتى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ54، حيث غاب عن عالمنا فى 12 مارس عام 1964، ويعود ذلك إلى سلسلة كتبه "العبقريات" والتى تناول فيها حياة عدد من الشخصيات الدينية، لعل أبرزها "عبقرية محمد، عبقرية المسيح، عبقرية عمر، عبقرية الإمام"، والتى أرتبطت به إلى وقتنا الحالى، وظلت فى صدارة عناوينه، رغم قيامه بإصداره أكثر من 100 كتاب.
وكانت للعقاد العديد من الكتابات والدراسات التى ربما يعتبرها البعض ظٌلمت، بسبب سطوة العبقريات على ذاكرة الجمهور والقراء إلى الآن، ومن تلك الكتب:
أنا
أحد أهم كتب "العقاد" والتى يتناول فيها حياته الشخصية، بما فيها صفات وخصائص ونشأة وتربية ومبادئ وعقيدة وإيمان، والشق الآخر يتناول حياته الأدبية والسياسية والاجتماعية المتصلة بمن حوله، كما شمل "العقاد" الإنسان، وحياته النفسية والشخصية أضخم من أن يجمعها كتاب فهو يستعرض الأب والأم والبلدة وذكريات الطفولة والأساتذة وانطلاقه في المجال الفكرى والأدبى والثقافى وإيمانه وفلسفته منتقلاً لفترة النضج بعد الأربعين والخمسين والستين والسبعين وبين كتبه وفى مكتبه ينهى هذا العمل القيم.
إبليس
كتاب"إبليس" يفسر ويشرح مراحل تطور قوة الشر من العصور البدائية ثم ما يلبث أن يتعمق في الموضوع أكثر خلال طرحه لتطور فكرة الشيطان وكيف كانت العصور الأولى تعتقد أن الشيطان تصور بصورة حية (ثعبان) و ساعد بطرد آدم و حواء من الجنة.
هذه الشجرة
يفتتح العقاد الكتاب بقصة آدم و حواء فى القرآن و سفر التكوين العهد القديم من الكتاب المقدس، ويوضح العقاد "الشجرة" فى مقدمة كتابه موضحا "هذه الشجرة التى أكلت منها المرأة لأنها نهيت عنها ، والتى اطعمت منها ثم أطعمت آدم معها ، هذه الشجرة هى عنوان ما فى المرأة من خضوع يؤدى إلى لذة العصيان ومن دلال يؤدى إلى لذة الممانعة ، ومن سوء الظن وعناد ضعف واستطلاع جهل ومن عجز عن المغالبة ، وعجز عن الغلبة بغير وسيلة التشهية والتعرض والإغراء . وهذه هى قصة " الأنثى الخالدة " كلها في كلمتين".
الصهيونية العالمية
والكتاب عبارة عن دراسة علمية موجزة لنشاط الصهيونية العالمية فى كثير من اتجاهاتها ومجالاتها تشتمل على معلومات وثيقة المصادر مدعمة ويكشف ماهية الصهيونية وخفاياها ومنها أكذوبة النبوغ اليهودي ودعوى اضطهاد اليهود مع عرض للأسس النفسية والاجتماعية للصهيونية وعلاقتها بأخلاق اليهود كما يكشف عن مكايد الصهيونية ضد الأديان والمجتمعات لينهي العمل بعرض لمستقبل الصهيونية وربيبتها إسرائيل.
حياة قلم
يعتبر الكتاب سيرة ذاتية أخرى للعقاد، حيث الحديث عن رحلته بالصحافة من بداية القرن العشرين وكيفية تمويلها والتقلبات التى مرت بها الصحافة بسبب السياسة والحكام، كما يتحدث عن يتحدث عن ذكرياته مع بعض الشخصيات العظيمة التي عاصرها، وعلاقاته بعدد من كبار الأدباء وقصصه معاهم، بالإضافة إلى بعض من مقالاته الصحفية فى الدين والحياة.
