أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

خطف الحبيب زى أكل الزبيب

الجمعة، 04 مايو 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الاختطاف" من الجرائم التى قفزت على السطح بعد ثورة 25 يناير، وانتشرت بكثرة خلال هذه الفترة الزمنية، حيث استغل الجناة حالة الانفلات الأمنى التى عمت البلاد لتنفيذ جرائمهم.
 
وتعد حوادث "الاختطاف" من الجرائم السهلة والمربحة للجناة، فتنفيذها لا يستغرق سوى دقائق معدودات بأقل جهد، وعائدها المادى كبير، لكن العواقب وخيمة، حيث يصبح السجن مصير الخاطف، وربما يصل الأمر لحبل المشنقة إذا اقترنت هذه الجريمة بأخرى مثل السطو المسلح أو الاغتصاب أو القتل، الذى يكون المشهد الأخير فى جريمة الخطف.
 
وزارة الداخلية تولى اهتماما كبيرا بجرائم الخطف، ويتم التعامل مع كل البلاغات على محمل الجد، فهى جرائم متعلقة بأرواح أشخاص أبرياء، ويبذل رجال الشرطة جهودا خرافية فى هذا الصدد، تخاصم جفون أعينهم النوم حتى يعود المختطف لأحضان أسرته.
 
ومؤخراً حرص اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية على دعم رجال الشرطة بأجهزة وتقنيات حديثة تقتصر الوقت وتوفر الجهد، وتساهم فى تحديد مكان الخاطفين وضبطهم، وتحرير المختطف، وتوفير أموال الفدية الطائلة، التى يطلبها الجناة، والتى تصل لملايين الجنيهات أحياناً.
 
اللافت للانتباه أنه رغم هذا الجهد المتواصل الذى يبذله رجال الشرطة، فإن هناك أشخاصا لا يبالون بكل ذلك، دأبوا على الكذب واختلاق الوقائع، ونسج قصص واهية عن حوادث الاختطاف، يشغلون بها رجال الأمن لساعات وربما أيام، ليكتشف الجميع فى النهاية أنها بلاغات كاذبة، وأن وراءها محررو البلاغات أنفسهم لأسباب شخصية.
 
دعنى أسوق إليك هنا أمثلة عديدة لاختلاق وقائع الاختطاف، أبرزها هروب فتاة مع حبيبها بمنطقة جنوب الجيزة، واتصال صديقها بأسرتها لطلب فدية، مما دفع الأهالى لقطع الطريق العام، لتعيد الشرطة الفتاة لأسرتها، معترفة بأنها كانت فى نزهة مع حبيبها، بعنوان "خطف الحبيب زى أكل الزبيب".
 
ولم تكن هذه هى الواقعة الأولى من نوعها، فقد اتفق شاب مع شقيقه فى مدينة نصر على إخفائه وإيهام والده بتعرضه للاختطاف لحصول الاثنين على مليون جنيه من الأب الثرى، ومنذ أيام أوهم زوج زوجته باختطاف ابنه فى المحلة لإجبارها على بيع المنزل، وهناك العديد من الأمثلة لو كلفنا القلم بسردها لمل وتعب، أمثلة تؤكد وجود ثقافة الطمع لدى البعض، ممن لا يراعون المشاعر النفسية للجانب الآخر، يتركوهم فى عناء التفكير ينهش القلق قلوبهم، ويشغلوا رجال الشرطة ببلاغات واهية، تجعل مصيرهم السجن بتهمة البلاغ الكاذب.
 
وبلغة الأرقام، دعنى أقول لك، أنه حتى كتابة هذه السطور، لا توجد حالة اختطاف واحدة مثبتة فى المحاضر الرسمية، فالشرطة تنهى هذه الوقائع خلال ساعات من تاريخ الإبلاغ عنها، وفى عام 2014 سجلت بلاغات جرائم الاختطاف 431 بلاغا، و249 فى 2015، و246 فى 2016، حيث بدأت البلاغات تتقلص تدريجياً.
 
ومما لا شك فيه فإن رجال الشرطة رسالتهم حفظ الأمن، يسهرون فى شتاء الليل البارد، ويتحركون فى نهار الصيف الحار، مجرد أن يسطر المواطن محضراً يؤكد فيه تعرض طفله للاختطاف، فلا تشغلهم ببلاغاتك الكاذبة حتى يركزوا جهودهم فى حفظ الأمن الداخلى للبلاد، استيقموا يرحمكم الله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة