دعوات لإدارة ترامب للتوقف عن فصل عائلات المهاجرين

الإثنين، 18 يونيو 2018 01:45 م
دعوات لإدارة ترامب للتوقف عن فصل عائلات المهاجرين ترامب - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 تعهد نواب ديموقراطيون بإنهاء فصل الأطفال المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأمريكية فى وقت أطلقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب دعوة سياسية نادرة لوضع حد لهذه الممارسة المثيرة للجدل والتى اعتبرتها الأمم المتحدة الاثنين "غير مقبولة".

وأثارت سياسة "عدم التساهل" فى ما يتعلق بأمن الحدود التى طبقتها إدارة الرئيس الأميركى دونالد ترامب حفيظة اعضاء فى الحزبين الديموقراطى والجمهورى على حد سواء واتخذت صدى إضافيا فى وقت تحتفل الولايات المتحدة بعيد الأب.

وقال السناتور جيف ميركلى بعدما تقدم جولة لمجموعة من النواب الديموقراطيين على الحدود المكسيكية "يسمونها (سياسة) +عدم التساهل+ لكن الاسم الأفضل لها هو عدم الإنسانية ولا يوجد أى منطق فى هذه السياسة".

وقام النواب بزيارة إلى فرع لمتجر "وولمارت" يقيم فيه حاليا نحو 1500 طفل مهاجر فيما أكد ميركلى أن "ايذاء الأطفال لتحقيق مكاسب تشريعية هو أمر غير مقبول وشرير".

وفى جنيف، حث المفوض السامى لحقوق الانسان فى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين واشنطن على التوقف عن هذه الممارسة قائلا فى بيان صدر من جنيف "فكرة أن تسعى أى دولة لردع الأهالى عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول".

ودعا الولايات المتحدة إلى "التوقف الفورى عن ممارسة الفصل القسرى لهؤلاء الأطفال"، ومع استعدادها لاستقبال مزيد من الأطفال، تخطط الحكومة لإقامة مخيمات فى قواعد عسكرية فى تكساس.

وأفادت الحكومة أنه تم فصل نحو ألفى قاصر عن أهاليهم أو أولياء أمورهم البالغين مؤخرا وذلك فى غضون ستة أسابيع.

وبينما أكد ترامب بأنه يريد أن تتوقف عمليات الفصل، واصل إلقاء اللوم على المعارضة الديموقراطية لتداعيات الأزمة التى يشير منتقدوه إلى أنه هو من تسبب بها.

وعلى وقع الانقسامات العميقة، حاول الجمهوريون جاهدا التوصل إلى خطة بشأن الهجرة قابلة للاستمرار ،واتهمت النائبة شيلا جاكسون الرئيس الأمريكى بالكذب من خلال ادعائه بأن ما يقوم به هو ليس إلا التطبيق الحرفى لقانون كان موجودا فى السابق.

وقالت "الرئيس لا يقول الحقيقة. لا يوجد قانون ولا سياسة تسمح له بأخذ الأطفال من عائلاتهم"، وأضافت "بإمكانى أن اؤكد لكم أننا سنحارب حتى النهاية لوقف هذا البرنامج البشع والوضيع الذى يؤذى الأطفال ويتسبب بانتهاك كبير لهم".

وفى وقت سابق، اعتبر النائب ديفيد سيسلين أن هذه السياسة "تقوض القيم التى تأسس عليها هذا البلد"، وأضاف "رأينا الخوف فى أعين هؤلاء الأطفال الذين يتساءلون متى سيرون أهاليهم مجددا. إنه أمر مخز ومعيب ولا يتوافق مع قيم أمريكا".

من جهتها، دعت زوجة ترامب التى نادرا ما تتدخل فى الشؤون السياسية إلى اتفاق بين الحزبين لإصلاح المسألة دون أن تندد بسياسة "عدم التساهل".

وقالت المتحدثة باسمها ستيفانى غريشام إن "السيدة ترامب تكره رؤية أطفال يتم فصلهم عن عائلاتهم وتأمل بأن يتوصل طرفا الكونغرس إلى (اتفاق) ناجح لإصلاح مسألة الهجرة"، وأضافت أن ميلانيا "تؤمن بضرورة ان نكون بلدا يتبع جميع القوانين لكن ايضا يحكم برأفة".

أما الرئيس، فقال عبر "تويتر" لاحقا إن "على الديموقراطيين العمل مع نظرائهم فى الحزب الجمهورى على (اتفاق) ما بشأن أمن وسلامة الحدود. لا تنتظروا إلى ما بعد الانتخابات لأنكم ستخسرون".

ويعد ملف الهجرة بين المسائل الأكثر إثارة للانقسامات التى تخيم على إدارة ترامب.

وارتفع عدد عمليات الفصل هذه منذ مايو عندما أعلن وزير العدل الأميركى جيف سيشنز أنه سيتم توقيف جميع المهاجرين الذين يعبرون الحدود الأميركية مع المكسيك بشكل غير شرعي، بغض النظر عما اذا كان البالغون من طالبى اللجوء.

وبما أنه لا يمكن إرسال الأطفال إلى المنشآت حيث يتم احتجاز أهاليهم، فبالتالى يتم فصلهم وهو ما حذرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من أنه يتسبب بـ"أذى لا يمكن تداركه" للأطفال.

والشهر الماضي، انتحر طالب لجوء قادم من هندوراس اثناء احتجازه بعدما فصلته السلطات الأميركية عن زوجته وطفله البالغ من العمر ثلاث سنوات، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

لكن وزيرة الأمن القومى كيرستن نيلسن أصرت على أنه "لا توجد لدينا سياسة لفصل العائلات على الحدود".

وأضافت "بالنسبة للأشخاص الذى يطلبون اللجوء عند نقاط الدخول، لقد واصلنا السياسة المطبقة من قبل إدارات سابقة ولا نفصل (العائلات) إلا فى حال كان الطفل فى خطر أو لم تكن هناك علاقة وصاية (قانونية) بين أفراد +العائلة+ أو اذا كان البالغ خرق القانون".

حتى بعض الجمهوريين من حزب ترامب أكدوا على ضرورة التوقف عن هذه السياسة.

وقالت السناتورة يوزان كولينز لشبكة "بى بى سى" إن الإدارة قررت فصل الأطفال عن عائلاتهم فى محاولة لبعث رسالة مفادها إذا عبرتم الحدود برفقة أطفال سيتم انتزاعهم منكم".

ورأت أن هذه ممارسة "تتسبب بصدمة للأطفال الذين يعدون ضحايا بريئين وتتعارض مع قيمنا فى هذا البلد"، ولم تتردد حتى لورا بوش، زوجة الرئيس السابق جورج بوش الابن فى الإعراب عن رفضها للسياسة.

وقالت بوش التى تعيش فى تكساس فى مقال رأى نشرته "واشنطن بوست" "أقدر الحاجة إلى تعزيز وحماية حدودنا الدولية لكن سياسة عدم التساهل هذه وحشية وغير أخلاقية وتفطر قلبى".

وأكد الرئيس الديموقراطى السابق بيل كلينتون أنه "يجب عدم استخدام الأطفال كأداة للتفاوض. ويجب أن تؤكد إعادة توحيدهم مع عائلاتهم ايمان أميركا ودعمها لجميع الأهالى الذين يحبون أطفالهم".

وفى حادثة سلطت الأضواء على الأزمة بشكل أكبر، لقى خمسة مهاجرين حتفهم وأصيب عدد آخر بجروح الأحد بعدما لاحقهم عناصر دوريات الحدود بمطاردة بالسيارات انتهت بحادث تصادم، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة