رئيس تحرير جريدة الخليج الكويتية: مصر لا تعرف المستحيل

الأربعاء، 27 يونيو 2018 06:41 م
رئيس تحرير جريدة الخليج الكويتية: مصر لا تعرف المستحيل الكاتب الصحفى الكويتى ورئيس تحرير جريدة الخليج الكويتية، أحمد إسماعيل بهبهانى
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأى الكاتب الصحفى الكويتى ورئيس تحرير جريدة الخليج الكويتية، أحمد إسماعيل بهبهانى، أن مصر لا تعرف المستحيل، وذلك من خلال مقالة لها نشرها بالجريدة يوم أمس الثلاثاء.

 

وكتب بهبهانى فى مقالته ما نصه:

 

من السهولة بمكان أن يدرك الزائر لمصر هذه الأيام، خصوصا إذا كان مثلنا ممن لم ينقطعوا عن زيارتها، والمتابع للشأن المصرى يدرك الفارق الكبير بين ما هى عليه الآن، وما كانت عليه منذ خمس سنوات، وقبل قيام ثورة 30 يونيو التى يحتفل المصريون بذكراها الخامسة هذه الأيام.

 

فمصر الآن تعيش استقرارا سياسيا وأمنيا، كان فى بعض الأوقات يمثل حلما كبيرا لشعبها. ونعتقد أن أحدا لا يستطيع أن يجادل فى ذلك النجاح الذى حققته حملتها الأخيرة ضد الإرهاب فى سيناء، حتى باتت آمنة، وأنها تتأهب الآن لعملية تعمير واسعة، تبعث فيها الحياة وتحولها إلى مصدر للرخاء والازدهار، بعد أن ظلت سنوات طويلة مصدرا للقلاقل والاضطرابات الأمنية.

 

كما استطاعت مصر أن تستعيد علاقاتها المتميزة، مع كل دول المنطقة والعالم، خصوصا أشقاءها فى مجلس التعاون الخليجي، وأن تنوع فى ارتباطات مصر شرقا وغربا، وتفرض وجودها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والعالمية، كدولة رائدة تشارك فى معالجة كل الأزمات التى تواجه المنطقة، وتسهم بنصيب وافر فى تكريس أمنها واستقرارها.

 

يتوازى ذلك مع تصديها لصنع مناخ اقتصادى يشجع على مضاعفة الإنتاج والاستثمار، وفى الوقت نفسه معالجة الأزمات المعيشية لمواطنيها. وعلى الرغم من كل المعوقات فى هذا الصدد فمصر رفضت أن تلجأ إلى «المسكنات» المؤقتة لمعالجة أزمات مصر، وقررت أن تتجه مباشرة إلى «المرض» أو «الداء» فتعالجه من جذوره، ولا تكتفى بمداواة أعراضه الظاهرة التى لا تلبث أن تزول، لكن يبقى المرض نفسه متوطنا ومتحكما.

 

ولعلى أذكر مثالا على ذلك أننى ناقشت الكثير من الخبراء الاقتصاديين فى خطط الإصلاح الاقتصادى التى تطبقها مصر، فأجمعوا على أنه لو لم تبادر الدولة باتخاذ قرار تعويم الجنيه، وتطبيق سياسة البنك الدولى الأخيرة فى شأن رفع أسعار بعض الخدمات،  لكان سعر الدولار قد بلغ الآن 60 جنيها تقريبا. وعلى الرغم من بعض الانعكاسات السلبية لهذا القرار على المستوى المعيشى للمصريين، كما أشادوا بتضحيات الشعب المصرى فى تحمل هذه الزيادات فى سبيل مستقبل مصر وشعبها، بحيث سيقطفون ثمار الإصلاح الاقتصادى الذى تجرى خطواته الآن.

 

إن واجب الإنصاف يقتضى أن نذكر أن الشعب المصري، استطاع أن ينجز فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ما لم ينجزه خلال سنوات طويلة. يكفى هذا الشعور بالأمن والأمان لدى المواطن والمقيم والسائح والمستثمر.

 

يكفى أيضا أن نشير إلى ذلك الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لتوفير أرقى سبل المعيشة للمواطنين، وإلى خطواتها الرائدة فى هذا المجال، كتطوير العشوائيات وإقامة مساكن لائقة لساكنيها، فضلا عن حسم أزمات الكهرباء والماء والمحروقات، وغير ذلك من المشكلات التى ظلت صداعا مزمنا يؤرق المواطنين سنوات عديدة. ولا شك بأن مصر فى أول الطريق لإنجاز ما تبتغيه من إصلاحات، وهو طريق طويل وشاق، لكن إرادة المصريين قادرة على قهر المستحيل، وتحويل كل الأحلام إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، وترجمة الطموحات إلى حقائق يعيشها المصريون.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة