أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

قرد يلتقى والديه بالتبنى.. الخير المختبئ

السبت، 07 يوليو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الخبر الذى تناقلته المواقع الإخبارية المختلفة «حصد مقطع فيديو آلاف المشاهدات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وهو لشمبانزى يدعى ليمبانى، وهو يجمع شمله مع والديه بالتبنى، اللذين قدما له الرعاية طوال اليوم خلال الأشهر القليلة الأولى من حياته».. انتهى الخبر.
 
ربما يرى البعض أن اهتمام أهل السوشيال ميديا بهذا الأمر دليل على التفاهة وعلى تراجع الوعى المجتمعى وعدم الاهتمام بالأمور الكبرى والمشكلات العظيمة والأخطار المحدقة بالعالم وعدم التنبه للتهور السياسى الذى يحدث فى بقاع العالم المختلقة، لكن فى الحقيقة فإن الأمر ليس كذلك أبدا، فإن اهتمام الناس، بمثل هذه الأمور البسيطة والغريبة يكشف رغبة كبيرة لدى الناس فى تجاوز المشكلات الكبرى أو وتجاهلها أو إعادة قراءتها بشكل مختلف.
 
صار «عقيدة» لدى الناس معرفة أن القضايا الكبرى لا تؤدى إلى شىء، ولا تدفع سوى لكثير من التوتر، ويكفى أن نتابع ما تفكر فيه إيران التى تريد أن تغلق مضيق هرمز بسبب خلافها مع أمريكا، وفى الوقت نفسه نتأمل طريقة تفكير الرئيس الأمريكى ترامب التى لا يحكمها منطق واحد، بل فى داخله رغبة عارمة فى إشعال الأمور بداعٍ أو بدون داعٍ، لدرجة أنه يدخل بكل بساطة فى مشاجرة على صفحات التواصل الاجتماعى على أمور كبرى تتعلق باقتصاد العالم وسياسته.
 
ينام الناس فى العالم كله، مخلفين وراءهم، عددا لا يحصى من المشكلات، لكنهم عندما يستيقظون يكتشفون أن عدد المشكلات قد زاد عن الأمس فصاروا يخافون النوم، ويدركون أن العالم يتجه بقوة ناحية الحروب الكبرى التى ستغير خريطة كل شىء، أكثر مما يحدث الآن.
 
الناس لا تتخيل أن تظل مشكلة مثل سوريا مستمرة كل هذه السنوات، يدفع الناس من الرجال والنساء والأطفال من الشعب السورى الثمن سنة وراء أخرى، دون قدرة العالم الذى يدعى التحضر أن ينهى الأمر لصالح الإنسان المعذب هناك، كما يعرف الناس أن الحروب والانقسامات والعداءات لا تزال فى القرن الواحد والعشرين تحدث يشكل يوميا بداعى التعصب الدينى والقومى، وهو ما يعنى أن هذه الأمور لن تنقرض أبدا، بل تزداد فى السنوات المقبلة، لأنه لا أحد يتدخل لوضع حل حقيقى لوقف هذا الهراء.
 
كما أن المعاناة التى يشهدها الاقتصاد العالمى، يشعر الناس الجالسين على مواقع التواصل الاجتماعى وأمام القنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية بالخوف والخطر على مستقبل الأيام، ويرون فى الاهتمام بخبر مفادة «لم شمل قرد مع أبويه بالتبنى» شارة ما بأن الأمور سوف تتحسن فى المستقبل القريب، أو يتمنون ذلك، أو على الأقل يلمسون بأيديهم نوعا من الرحمة الإنسانية ويطمئنون أنها لم تنقرض تماما.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة