جدل عالمى حول زيادة إجازات الموظفين.. تجربة نيوزيلندية تثبت رفع كفاءة الإنتاج والتوزان بين العمل والحياة.. ودراسة كورية: يضع الموظفين تحت ضغط يؤثر على قدراتهم.. وشعار "فوت علينا بكره" يهدد التجربة فى مصر

الأحد، 05 أغسطس 2018 07:57 م
جدل عالمى حول زيادة إجازات الموظفين.. تجربة نيوزيلندية تثبت رفع كفاءة الإنتاج والتوزان بين العمل والحياة.. ودراسة كورية: يضع الموظفين تحت ضغط يؤثر على قدراتهم.. وشعار "فوت علينا بكره" يهدد التجربة فى مصر جدل عالمى حول زيادة إجازات الموظفين
كتب : مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العمل لساعات أقل بنفس الأجر هو أمر مثار للجدل عالميًا، ففى الوقت الذى يرى المدافعون عن الفكرة أنها تحسن من نفسيات العاملين وتجعلهم ينجزون الانتاج بمعدلات أكبر، يرى آخرون أنها تضعهم تحت ضغط لتراكم مهام كانت تنجز فى عدد ساعات لعدد ساعات أقل.

وفى الوقت الذى كتُبت فيه هذه السطور، تدرس الحكومة المصرية مقترحًا لتخفيض عدد أيام العمل لموظفى الجهاز الإدارى للدولة، بما لا ينقص من أجورهم، وبما يخفض من كلفه عمل الوحدات الحكومية، والذى يبلغ عدد العاملين به 5.7 مليون موظف موزعين على ترسانة من الوحدات الإدارية، يرتكز 22% منهم فى 594 وحدة إدارية موزعة على 33 وزارة و16 مصلحة حكومية و26 جهازا حكوميًا، و يرتكز 12% فى 169 هيئة عامة، بينما يرتكز الغالبية الممثلة فى 58٪ من العاملين بالجهاز الإدارى فى المحليات  موزعين على 323 وحدة إدارية فى 27 محافظة و 8% من عدد العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، موزعين على 26 جامعة بالمحافظات.

 

 

التوزان بين الحياة والعمل خلاصة تجربة تطبيق 4 أيام عمل بنيوزلندا

 

ويستعرض اليوم السابع عدد من التجارب العالمية التى تعرضت لتجربة تخفيض عدد ساعات العمل، والتى يأتى فى مقدمتها، ما نشرته الجاردين، حول تجربة شركة نيوزيلندية تدير الودائع والوصايا والتخطيط العقاري حولت أسبوعها العملى إلى 4 أيام فقط، والتى أكدت إداراتها أنها حققت نجاحًا لا يمكن إنكاره ، حيث يشعر 78٪ من الموظفين أنهم قادرون على إدارة توازن حياتهم المهنية بنجاح إلى جانب إدارة التزامات الحياة فى وقت الراحة.

جورد هار أستاذ إدارة الموارد البشرية في جامعة أوكلاند للتكنولوجيا ، قال إن تطبيق هذا النظام أدى إلى زيادة معدلات الرضا على جميع المستويات بين موظفى الشركة، فى منازلهم وفى عملهم، وبحسب الجاردين فقد شهر أكثر من نصف العاملين 54% بأنهم قادرون على أحداث توازن بين عملهم وبيتهم قبل هذه التجربة لكن بعد تطبيقها قفزت النسبة إلى 78%، وكذلك انخفضت مستويات الإجهاد لدى الموظفين بنسبة 7 نقاط مئوية، كما أثرت هذه التجربة فى الحفاظ على السلامة النفسية والعقلية للموظفين بحسب خبراء استطلعت أرائهم الجريدة الانجليزية، علاوة على زيادة فرص خدمتهم للوطن فى العمل العام بأحيائهم وأماكن سكنهم.

 

انجاز المهام فى وقت أقل يضع العاملين تحت ضغط نفسى


فى المقابل جاءت أراء رافضة للفكرة بحسب ما نشرته صحفيفة البى بى سى الانجليزية ، والتى أشارت إلى دراسة أجريت العام الماضى فى كوريا الجنوبية، ونشرت فى دورية "دراسات السعادة" (Happiness Studies)، أظهرت أن الموظفين يقدرون نظام ساعات العمل الأقل من الناحية النظرية فقط، أما من الناحية العملية، فقد وجد الباحثون أن تخفيض ساعات العمل فى عام 2004 من 44 ساعة إلى 40 ساعة، لم يساعد كثيرا فى تحسين مستوى الرضا لدى العاملين، إذ تبين أن منح العاملين وقتا أقل لإنجاز نفس المهام المطلوبة قد زاد من الضغط النفسى عليهم، وأن حجم العمل بالنسبة للموظفين الأكثر كفاءة كان أكثر مما يمكنهم إنجازه.

 

المرونة هى الحل

 

بحسب ما نشرته الـ "بى بى سى " قال ويليامز يوست مؤلفة كتاب (تأقلم مع الأمر)  إنه لكي ينجح نظام العمل لساعات أقل يتعين على الشركات التعامل مع فكرة تغيير نظام ساعات العمل بصورة مرنة واسترشادية يمكن تعديلها لتلائم الاحتياجات المختلفة للعمل والعمال.

 

 

ثقافة " فوت علينا بكره" تهدد التجربة فى مصر

 

لكن فى مصر طبيعة العاملين بالجهاز الإدارى تختلف عن آى عاملين بدول مثل أنجلترا ونيوزيلندا، حيث دائما ما تسمع الشكوى المعتادة عن ثقافة " فوت علينا بكره" و " أطلع اختم من الورقة من الدور التالت" كلها عبارات تشير إلى الروتين وعدم الكفاءة والمرونة فى الجهاز الإدارى للحكومة، وهو ما لا يمكن اغفاله عند دراسة هذه التجربة حيث سوف يؤثر المزيد من التراخى فى أداء الموظفين على مصالح 100 مليون مواطن.

 

 

وبحسب الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، فأن التجربة لن تطبق الا ببحث طبيعة عمل كل وحده إدارية، علاوة على دراسة المقترح بما يحقق الراحة للموظفين دون تأثر الإنتاج،، لذلك وبحسب الشيخ فأن اللجنة استدعت خبراء فى مجالات مختلفة لسماع أرائهم فى هذا القرار، ضمنت أعضاء بمجلس  النواب، وخبراء متخصصين وأساتذة جامعات، وعلم اجتماع وعلم نفس وعلوم إدارية، وخبراء مالية واقتصاد وإعلام، لسماع أرائهم فى المقترح، بما فى ذلك الجانب النفسى والاجتماعى والثقافى للموظفين.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة