خالد أبو بكر يكتب: وما الدنيا إلا شعوب كثيرة.. منها من مرض وشفى.. ومنها من حاولوا إهلاكه فنجا.. ومنها من ذهب فى الهوى.. وقل اعملوا واتقوا الله فى أوطانكم قبل فوات الأوان.. وعلى الشعب دور

الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 07:00 م
خالد أبو بكر يكتب: وما الدنيا إلا شعوب كثيرة.. منها من مرض وشفى.. ومنها من حاولوا إهلاكه فنجا.. ومنها من ذهب فى الهوى.. وقل اعملوا واتقوا الله فى أوطانكم قبل فوات الأوان.. وعلى الشعب دور خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشت خارج مصر سنوات طويلة، عاشرت فيها معظم الجنسيات الأجنبية والعربية، وعدت إلى مصر وأنا أعرف تماما ومتأكد ومازلت واثقا أنه لا سعادة خارجها ولا طعم للحياه إلا على أراضيها.
 
وهذا الكلام لا يقال كى يكتب فى المقالات أو يقال فى الحوارات التليفزيونية، لا والله، فالحقيقة إنك ممكن تروح باريس أسبوع أو دبى 4 أيام لكن فوق كده يبقى لازم ترجع مصر وبكل ما فيها وماحدش هايصدق الكلام ده إلا اللى اتغرب فعلا.
 
لكن أحيانا بأستعجب فى حواراتنا مع بعض بخصوص مثلا المواطن الأوروبى أو الإعلام الأوروبى أو المجتمع الأوروبى وبحس دايما أن كثيرا من المصريين يشعر أن هناك جنة يعيش فيها هؤلاء ونار نعيش نحن فيها هنا.. الحقيقة.. لا.
 
الشعوب المتقدمة تعانى من مشاكل كثيرة جدا، منها البطالة والضرائب وارتفاع أسعار السكن، مثلا فبلد مثل فرنسا تشعر فيها كل البيوت بموضوع البطالة، وتشعر فى كل حديث مع الفرنسيين أن الضرائب أثقلت كاهلهم ودائما ينظرون إلى الحكومة على أنها شريكة لهم فى حياتهم، وأكثر الناس فى فرنسا عرضة للشتيمة هم المحضرون الذين يقومون بالحجز استيفاء لحقوق الدولة ومن يقومون بتحصيل مخالفات المرور فهؤلاء دائما فى خناقات مع المواطنين.
 
 
وهناك مشاكل أخرى مثل تعدد الأصول.. فالفرنسيون ليسوا من أصول واحدة فيمكن أن تجد ضابط بوليس من أصل هندى وقاضيا من أصل صينى يحملون الجنسية الفرنسية ويتمتعون بالحياة على أراضيها لكن أبناءهم من الأجيال المتلاحقة لايزال بينهم اختلاف فى الثقافات، لكن رغم كل ذلك فهناك شعور عام لدى المواطن الفرنسى أن يحترم قواعد المرور وأن يلتزم فى عمله وأن يدفع الضرائب وأن يلتزم بالقانون ولا تأتى فى مخيلته بعد الاعتراض وشتيمة الحكومة أنه يتهرب من دفع الضرائب أو أنه يخالف القانون.
 
وهذه المقدمة السابقه أردت كتابتها كى أقارن بينها وبين المجتمعات العربية.
 
الحقيقه أن كثيرا منا ليس بنفس القدر الذى يعمل به هؤلاء ولا نحترم القانون مثلهم ونريد أن نكون دائما مميزين نستثنى الدور ونبحث عن الواسطة ولا نعرف للمواعيد احتراما.
 
وهنا أنا أتحدث عن العرب والمصريين، انظر إلى حجم الإنفاق على أمور غير ذات جدوى أصبح فى بعض الطبقات أمرا غير منطقى، والعرب إن استطاعوا ترشيد هذا الإنفاق لما أصبح بينهم محتاج.
 
كذلك موضوع انتقاد الحكومات الدائم خاصة فى مصر أظهر أنه ليس هو الطريق الوحيد للإصلاح بل لابد أن يصاحبه انتقاد الشعب لنفسه ولسلوكياته.
 
لا توجد حكومة فى العالم تستطيع أن تفرض القانون إذا لم يؤمن الشعب به، فالقوات النظامية تستطيع ضبط البعض لكن لا تستطيع أن تفرض قوتها على الكل.
 
كذلك لا يمكن للدولة أن تقف أمام كل حالات الاعتداء على الأراضى الزراعية أو مجرى النيل أو البناء بدون ترخيص، لابد أن يساعدها المواطن فى ضبط ذلك.
 
 
أيضا حالات الرشوة الموجودة فى مصر أكثر بكثير من هذه التى يتم ضبطها.
 
ودايما فيه أشياء أصبحت عادة أصيلة فى مجتمعنا زى الواسطة وإنت رايح المرور والتليفون اللى بتعمله عشان توصى على حد بقى عُرف متبع من الجميع...
 
عاوز حضرتك تاخد نفس عميق وتفتكر اللى حصل فى مصر العشرة سنين اللى فاتوا تفتكروا كانت عيوب حكومات بس؟
 
لا يا سادة الحقيقة التى تحتاج إلى مواجهة أن الشعوب عليها الجزء الأكبر فى التقدم والتنمية، الشعب الأمريكى ليس له تاريخ طويل، لكنه يصنع طائرات البوينج ويغزو الفضاء والفرنسيون يصنعون الأيرباص رغم البطالة والضرائب وبعض من شعوب المنطقة قاتلت بعضها البعض ولم تعد موجودة ولن تعود...
على الشعب دور.. الشعب لابد أن تكون لديه إرادة حقيقية للتنمية ولاحترام القانون وللتقدم، ولا يمكن أن ندعى أن لدينا هذا، إننا لابد أن نحارب ما فينا من فقر وجهل، إننا لابد أن نحارب ما فينا من حب الذات والرغبة فى التميز على حساب الآخرين، إننا لابد أن نحارب مافينا من حب الشهرة والسلطة والمال..
إننا نتطلع إلى يوم يكون احترام القانون فيه بوازع داخلى وليس خوفا من العقاب
الشعوب وحدها هى التى تقرر مصيرها فمنها من نجا ومنها من هوى.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة