سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يناير 1956..ثورة صحفية بإصدار مجلة «صباح الخير» وأحمد بهاء الدين ابن الـ«29 عاما» رئيسا لتحريرها

السبت، 12 يناير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يناير 1956..ثورة صحفية بإصدار مجلة «صباح الخير» وأحمد بهاء الدين ابن الـ«29 عاما» رئيسا لتحريرها أحمد بهاء الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصرت السيدة «فاطمة اليوسف» وحدها على إصدار مجلة «صباح الخير» رغم كل النصائح ورغم كل العقبات، ورغم كل الاحتجاجات من أسرة تحرير «رزواليوسف» التى تملكها هى وتترأس تحريرها، حسبما يذكر الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين أول رئيس تحرير للمجلة التى صدر العدد الأول منها يوم 12 يناير، مثل هذا اليوم، 1956.
 
كان الحدث كبيرا.. بهاء لم يكن تجاوز التاسعة والعشرين من عمره «مواليد 11 فبراير 1927»، لكنه بهذه المجلة «قاد ثورة جديدة فى الصحافة المصرية» وفقا لرشاد كامل فى كتابه «أحمد بهاء الدين وزرواليوسف - مقالات لها تاريخ»، ويذكر محمد توفيق فى كتابه «الملك والكتابة»: «استطاع أن يحقق قفزة كبيرة فى تطور الصحافة المصرية، ويجعل من مطبوعة حديثة بمثابة نغمة مغايرة لما هو سائد، وروح جديدة، وصحبة مبتكرة لم يعهدها القارئ من قبل.. جذبت «صباح الخير شريحة جديدة من القراء، وجذبت أيضا جيلا جديدا من الكتاب الذين صاروا نجوما فيما بعد.. جمع فى هذه التجربة» صلاح عبدالصبور، كامل زهيرى، رجاء النقاش، مصطفى محمود، فتحى غانم، محمود المراغى، والرسامين «جمال كامل، حسن فؤاد، صلاح جاهين، جورج بهجورى، حجازى، هبة عنايت، إيهاب شاكر، أبوالعينين، يوسف فرنسيس»، كان فيها من العنصر النسائى، هدى توفيق، فوزية مهران، فاطمة العطار، نرمين كامل، نجاح عمر.
 
ينقل «توفيق» عن فاطمة اليوسف ما ذكرته فى افتتاحية العدد الأول عن سر تسمية «صباح الخير»: «خلقت بطبيعتى أحب الصباح، وأكره الغروب، مهما كانت الظروف، أشعر دائما مع كل صباح أننى قوية مبتهجة مشرقة، وأشعر دائما مع كل غروب بوحشة، كسل وشحوب بل انقباض» وتابعت قولها: «الصباح رمز الأمل، والغروب فيه معنى الخيبة والفشل.. «صباح الخير» تحية فيها إشراق الصبح وفيها أمنيته الخير، وهى تحية لقاء اعتدت أن أوجهها كل صباح إلى أولادى وإلى العاملين معى، فأحببت أن أوجهها إلى القراء أجمعين».
 
لم يكن الطريق إلى إصدار هذه المجلة سهلا، ويذكر رشاد كامل أن بهاء كان فى الأسابيع الأولى من صدورها يكتب من وقت لآخر عن كواليس المجلة، وحكايات مدهشة عن تلك البدايات، وعلى سبيل المثال يقول: «كنت من أشد المعارضين فى إصدار «صباح الخير».. لست أنا وحدى، بل كل أسرة «روزاليوسف».. لم نكن نعارض معارضة سلبية، بل كانت معارضة إيجابية.. كنا نرفض أن نعمل أو نكتب.. وكنا نؤلف شبه مظاهرة كل صباح تجتمع أمام باب السيدة «فاطمة اليوسف».. وتهتف بسقوط «صباح الخير».. وكانت السيدة «فاطمة» هى وحدها التى تصر على إصدار «صباح الخير» رغم كل النصائح ورغم كل العقبات، ورغم كل الاحتجاجات، وانتهت إلى أن علقت فوق كل مكتب من مكاتبنا يافطة كبيرة كتب عليها: «صباح الخير تصدر فى 5 يناير».
 
ووجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع.. وبدأنا نعمل.. وكل ما استطعنا هو أننا أجلنا موعد الصدور أسبوعا واحدا، فصدر العدد الأول فى 12 يناير.. ولم تكن السية «فاطمة اليوسف» تتجاهل اعتراضاتنا، كانت تقدرها، ولكنها كانت تعلم أيضا أن أساس كل هذه الاعتراضات هو الخوف، خوفنا من الفشل، كانت تطوف بيننا صائحة فينا: «لا تخافوا.. جمدوا قلوبكم».. ورغم ذلك كنا نعمل ونحن خائفين.. كان لكل منا جهد سنوات طوال فى الصحافة يخاف عليه أن يضيع فى مجازفة جديدة، وصدر العدد الأول، ونفد، وزودنا كمية الطبع فى العدد الثانى ونفد، وتعلمنا نحن الجيل الجديد درسا.. تعلمنا ألانخاف.. وأن فى شبابنا طاقة تتسع لكل مشروع يخطر على خيالنا، وقد ازدحم خيالنا بالمشاريع بعد نجاح «صباح الخير».. أصبح فى رأس كل منا فكرة جديدة لصحافة جديدة، والوحيدة التى تقف فى وجه هذه المشاريع اليوم وتعارضها هى السيدة «فاطمة اليوسف».
 
يضيف بهاء متسائلا: «ولكن هل نجحت صباح الخير؟».. يجيب: «لقد كتب إحسان يوما يقول إنه لن يحكم على مدى نجاح «صباح الخير» إلا بعد ثلاث سنوات من صدورها.. ولكننى أقول إنها نجحت.. لا لشىء إلا لأن المجلات الأخرى أصبحت تقلدها..لأنها ألقت درسا جديدا فى الصحافة المصرية».. وينقل رشاد كامل عن بهاء ما ذكره فى مقاله بالمجلة وهى تحتفل بالعدد الألف فى 6 مارس سنة 1975 وكان حسن فؤاد فى هذا الوقت رئيس تحريرها: «انفردت صباح الخير حين صدرت بصفة لم تتوافر لأى مجلة أوجريدة أخرى، فإذا استثنينا نفسى وحسن فؤاد، فقد كان كل الذين عملوا فى صباح الخير وساهموا فى بنائها، من الوجوه الجديدة؟، بل معظمهم لم يحترفوا الصحافة قط من قبل، لم تظهر «صباح الخير» كالعادة فى سائر الحالات معتمدة على أعمدة قديمة، وأسماء نارية، كلا صدرت معتمدة على شبابها فقط، على روحها الجديدة فقط، وأذكر باعتزاز أننى اخترت لها شعارها «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، وكانت حقا كذلك، كبر الذين بدأوا معها، صاروا وصرن نجوما وكواكب، ولكنهم ظلوا أوفياء لرسالتها: «للقلوب الشابة والعقول المتحررة».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة