أشرف قطب يكتب : معاني إنسانية بمشاعر الكترونية

الإثنين، 07 يناير 2019 04:00 م
أشرف قطب يكتب : معاني إنسانية بمشاعر الكترونية إدمان الموبايل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيطر على عقلي وفكري مع اطلالة العام الجديد بعض الخواطر، ثم تسلل هذا التفكير في هدوء وتمكن من جوارحي وثأرت مشاعري، سألت نفسي سؤال واحد وحاولت الاجابة عليه، حاولت التجرد من ذاتي وأن ارتدي عباءه صديقي.

 

فتذكرت يوم التقينا في العام الماضي وكان اللقاء دوما لا يطول وذلك بسبب تعلقه الشديد بالتليفون المحمول أو الجوال كما يطلقون عليه، صديقي طيب القلب جميل الروح لا يقرأ ولا يكتب وانا افتخر به لأنه سجل ارقاما قياسية في الاشتراك في مجموعات الواتساب.

 

لم ينتابني الحزن بسبب قدرته الفائقة على التواصل مع الناس، يتمتع بذكاء وتميز، يعتمد على التسجيلات الصوتية ولا يكتب الا قليلا حينما يجد صديقا له متعلم يقول له "اكتب كذا وكذا"..

 

ظل صديقي على هذه الحالة من الذكاء يستخدم  دوما  صورة او ملف صوتي ويعبر عن مشاعره ، لكنه مبدع في التصنيف والحفظ فيستطيع استدعاء الملف المناسب في الوقت المناسب.

 

السؤال الذى اثار تفكيري هو الى أين وصل صديقي مع عشقه للجوال، وقلت في نفسي "يا ترى وصلت لفين"، كان الجوال عشقة الأول فلا يخير بين شيئيين الا اختار الجوال والتواصل.

 

كانت الاشعارات تمثل له شهادات تقدير ونجاح، فما ان يعلق احد على الصورة أو يرد اخر بتسجيل صوتي، اراه يرقص فرحا بما يحققه وكان متذوق جيد للأغاني والشعر واختيار الصور .

 

قلت الليلة سأتصل به لنرى الى أي حد وصل، اتصلت عليه وكأن الارواح تتلاقى، قائلا "فيك الخير يا أشروف  كنت لسه هكلمك عشان نتقابل "

 

التقينا ومن اول نظره علمت انه ما زال يدمن التقنية وتذهله الاشعارات، لكن صديقي الأن ينتظر اشعارات من نوع خاص، المجموعة مختلطة وبها العديد من الرجال والنساء وقد ملكت قلبه احدى السيدات، فعشق الاشعارات التي تأتيه ولها علاقة بها.

 

ارى صديقي يتألم ولسان حاله "يقول يا قلب حنون يا شوق مجنون يلي عينيك احلى عيون" واصفا محبوبته التي تعلق قلبه بها دون ان يراها او يعرف عنها أي شيء.

 

أدمن صديقي اشعارتها وصوتها وبوستاتها وكأنه يعيش في عالم أخر وكانت الاجابات واضحة في عينيه وهو يتألم عندما تغيب ويفرح كالطفل حين تدخل الجروب ويسهر الليل اونلاين حتى تنام .

 

ويظل الهاتف ينتظر اشعار جديد عبر الاثير من محبوبة الواتساب ، الله يسامحك يا صديقي "غيرت عندي مفاهيم كثير "كنا في الماضي نحلم بلمسه يد او نظره او ابتسامة ، اما صديقي فيحلم ببوست او اشعار او صورة او ملف صوتي او تعليق، " أي حاجة الكترونية من ريحة الحبايب"، التمست العذر لصديقي فما انقده الان واعترض عليه ربما اقع فيه غدا لكننا الان مع اطلالة عامنا الجديد، تعلمت من صديقي الذى لا يقرأ ولا يكتب معاني جديدة انسانية يخفق لها القلب لكن بمشاعر الكترونية تقنية، هل لديك مثل صديقي فتحلم اشعار او بوست او تعليق واتسابي تحياتي القلبية لكل الجروبات الانسانية بمشاعر الكترونية.

 

 

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة