المسلمون فى إشبيلية يستقبلون ليلة القدر بإشعال الشموع.. والمغرب ترسل 56 إماما بمناسبة الشهر الكريم
بدأ حوالى مليونى مسلم فى إسبانيا شهر رمضان الكريم، ووفقا لصحيفة "النورتى دى كاستيلا" الإسبانية فإن 43% من المسلمين فى إسبانيا يحملون الجنسية الإسبانية، فى الوقت الذى أيضا يظهر فيه اليمين المتطرف المعادى للإسلام والذى يمثله حزب "فوكس" فى إسبانيا.
ووفقا للصحيفة فإن عدد المسلمين فى إسبانيا فى تزايد مستمر خاصة فى السنوات الأخيرة، ومن أهم عائداتهم فى رمضان هو الصيام، حيث يمتنعون على تناول الطعام والشراب والتدخين، وحتى الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة، خلال النهار، وتكريس وقت مكثف للصلاة ولذكر الله ومساعدة المحتاجين.
مساجد اسبانيا
ويعتبر هذا الشهر له أهمية دينية للمجتمع الإسلامى، حيث أنه يمثل الوحى الإلهى للعهد الأخير، من خلال رسالة النبى محمد، التى نقلها إلى باقى البشرية، كما أن فى هذا الشهر يتم تلاوة القرآن كاملا.
وفى إسبانيا ، يوجد العديد من المقاطعات على رأسها إكسترامادورا، التى تسهل على المسلمين قضاء هذا الشهر الكريم ، خاصة فى مواعيد العمل اليومية، حيث تنص المادة 12.1 من القانون 26/92 على أنه يجوز لأعضاء المجتمعات الإسلامية المنتمين إلى اللجنة الإسلامية فى إسبانيا ، اختتام يوم العمل قبل ساعة واحدة من غروب الشمس خلال شهر رمضان.
وفى عام 1992، تم التوصل إلى اتفاقية تعاون بين الدولة الإسبانية والمفوضية الإسلامية الإسبانية، وتم التصديق عليها كقانون فىى نفس العام. وبموجب هذه الاتفاقية يحق لأعضاء المجتمعات الإسلامية التابعة للمفوضية الإسلامية الإسبانية أخذ استراحة عمل من الساعة 1 ظهراً وحتى 4.20 عصراً، أيام الجمعة لأداء فريضة صلاة الجمعة.
ووفقا لصحيفة "البيريوديكو" الإسبانية فقد بعث اتحاد المجتمعات الإسلامية فى إكستريمادورا "بأكثر التهنئة المبهجة لجميع المؤمنين المسلمين على مدار هذا الشهر المقدس"، ودعا السكان والسلطات لزيارة المساجد عند غروب الشمس للقاء والمشاركة فى صلاة المغرب، وفطار رمضان ، لتبادل المعرفة والتفاهم، بعيدا عن الصور النمطية.
المسلمون فى إسبانيا
ويبلغ عدد المساجد فى إسبانيا أكثر من 300 مسجد ومصلى منها 3 فى العاصمة مدريد، وهى من أكبر المساجد حجماً ونشاطاً دينياً وثقافياً واجتماعياً.
ويحرص مسلمو إسبانيا فى شهر رمضان على التواجد فى المركز الثقافى الإسلامى فى مدريد والمساجد المنتشرة عبر المناطق الإسلامية لأداء الصلوات خصوصاً التروايح والمشاركة فى الأنشطة الدينية، حيث يعتبر رمضان عاملاً مهماً لإعادة وحدة المجتمع الإسبانى، ويتجمعون بعد صلاة العشاء لتلاوة القرآن الكريم، ليذكر الشهر الكريم المسلمين الإسبان بأمجاد وذكريات الأجداد فى الأندلس.
وبصفة دائمة، يقوم المركز الثقافى الإسلامى بإعداد أكثر من 500 وجبة إفطار يومياً، كما ينظم دروساً فى اللغة العربية ومناقشات لآيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وعلوم الشريعة وتصحيح التلاوة، خلال الشهر الكريم.
من العادات المرتبطة برمضان فى إشبيلية، حرص المسلمين على استقبال ليلة القدر بإشعال الشموع، أما كتالونيا، يبذل المجتمع الإسلامى قصارى جهده لتوفير أماكن أكثر للصلاة خلال شهر رمضان، نظراً لقلة عدد المساجد التى تكتظ بالمسلمين فى هذا الشهر على نحو خاص، حرصاً على صلاة الجماعة والالتقاء بالمسلمين الآخرين.
ويوجد فى كتالونيا أكبر عدد من المسلمين فى إسبانيا ويتجاوز عدد المسلمين بها 533 الف مسلم، وفى المرتبة الثانية الاندلس، حيث يوجد بها 324 الف مسلم ، فى حين فى مدريد يوجد 290 الف مسلم ، وفى فالينسيا يوجد 211 الف أما مورسيا فيوجد 105 الف.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إن المغرب أرسلت 56 إماما إلى إسبانيا بمناسبة شهر رمضان، لتقديم الوجبات الدينية للمسلمين فى الشهر الكريم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرباط تسعى إلى المساهمة فى تعزيز دعم الجالية المغربية بالخارج، وتلعب دورا رئيسيا فى حماية المساجد المغربية من التطرف والراديكالية.
وأوضحت الصحيفة أن المغرب لن ترسل أئمة إلى إسبانيا فقط بل أيضا إلى فرنسا (164) وإيطاليا (62) وإسبانيا (56) وبلجيكا (49) وألمانيا (26) وكندا (25) وهولندا (24) والدنمارك ( 9) والسويد (6) وجابون (1).
ويتم انتخابهم جميعا من قبل المجلس الأعلى للعلماء بناء على اقتراح من المجالس المحلية للعلماء، ويجب أن يتصرفوا وفقا للقوانين الأوروبية الحالية وبالتعاون مع الجهات المختصة فى هذه البلدان.
وأرسل الاتحاد الإسبانى للكيانات الدينية الإسلامية FEERI تهانيه للمجتمع المسلم بأسره فى بداية الشهر الكريم، قائلة إن شهر رمضان فرصة جيدة للمغفرة والرحمة والمحبة والمصالحة والأعمال الجيدة.
وقالت صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية إن حزب "فوكس" الإسبانى اليمينى المتطرف، أعلن عن استعداده لإغلاق المساجد السلفية الموجودة فى إسبانيا، وتعهد بلإغلاق 15 مسجدا فى كتالونيا، كما اعرب عن معارضته بأن شهر رمضان يتم الترويج له بالمال العام.
وقال "إجناثيو جاريجا" العضو فى حزب فوكس ، إنه يعارض بشدة أن "رمضان يتم الترويج له بالمال العام" ويدين أن مجلس مدينة برشلونة ، خصص أموال لإضاءة الشوارع التقليدية احتفالا بشهر رمضان.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوكس يريد إدانة مجلس بلدية برشلونة لإهدارها المال العام للاحتفال بشهر رمضان ، حيث يرى الحزب الذى يمثل اليمين المتطرف فى إسبانيا إن المهاجرين المسلمين ليس لهم علاقة بالثقافة الكتالونية والاسبانية.
كما يقترح جاريجا تشديد اللوائح لإغلاق المساجد السلفية والمتطرفة ، لأنها تنتهك المبادئ الدستورية والأمنية ، كما يقترح طرد الأئمة الذين ينتشرون الأصولية واحتقار النساء، و التطرف.
وقال جاريجا "الهجمات التى حدثت فى رامبلاس فى برشلونة فى 17 أغسطس 2017 تسلط الضوء على الخطر الكبير الذى يشكله الارهاب على برشلونة واسبانيا.
