القارئ أشرف الزهوى‎ يكتب: كيف يكون بلية مبدعا؟‎

الخميس، 25 يوليو 2019 06:00 م
القارئ أشرف الزهوى‎ يكتب: كيف يكون بلية مبدعا؟‎ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التفوق الدراسى غاية كل الآباء فى أولادهم، إذا وجد الآباء فى أحد أولادهم عزوفا عن الدراسة وضعفا فى المستوى فإنه يلجأ إلى حثه على الرجوع والاجتهاد من أجل النجاح، فإذا لم يستجب الابن لنصائح والديه وثبت أنه مارقا عن المنظومة الدراسية، فإن أغلب الآباء يبدأ فى تهديد هذا الابن بعدم إكمال دراسته، وأنه عقابا له سيلحقه لتعلم مهنة أو صنعة ميكانيكى أو كهربائى أو حداد أو نجار إلخ، فيرسخ فى ذهن الأبناء الذين فشلوا فى دراستهم، أن المهنة التى سيلتحقون بها من الأمور الحقيرة التى تضم أمثالهم.

وغالبا ما يطلق على الصبية الذين يلتحقون بهذه الورش اسم الواد بلية، ويبدأ أصحاب هذه الحرف فى التعامل مع هؤلاء الصبية بالقسوة والغلظة، نظرا لأن أغلبهم من الفاشلين دراسيا وذكاءهم محدود، فيشب هؤلاء الصبية ضحايا هذه المفاهيم الخاطئة.

أغلب هؤلاء يعيش ناقما على أقرانه ممن أكملوا تعليمهم، ويتأثر بأسلوب التعامل القاسى الذى لاقاه فى حياته، والحقيقة أن عزوف هؤلاء الأبناء عن الدراسة يكون غالبا لأسباب كان يمكن التعامل معها وحلها مثل مشكلات التنمر بين الأطفال لوجود فوارق جسدية أو للتعثر البسيط فى النطق لبعض الحروف، أو للعنف من جانب بعض المدرسين أو الزملاء.

وقد ترجع الأسباب إلى ضعف مستوى بعض المدرسين فيترك تلاميذه ضعاف المستوى فيؤثر ذلك على سنواتهم المقبلة، لاسيما فى اللغة العربية، وقد أثبت الواقع وجود طلبة فى الجامعة لا يجيدون الكتابة والقراءة، والأخطر من ذلك هو حال مستوى أصحاب المهن الحرة الذى كان يوما الواد بلية فأصبح المعلم أو الأسطى فلانـ لكن بنفسية بلية، الأمر يحتاج إلى مراجعة جادة لوسائل التدريس فى المراحل التمهيدية، ورفع مستوى المدرس، وأن تكون الحالة المزاجية والنفسية للمدرس متناسبة فى التعامل السوى مع التلاميذ.

إذا كان القانون يفرض على القاضى ألا يحكم أو يعتلى منصة القضاء وهو غاضب مثلا أو غير مهيأ، فمن باب أولى لا يجب أن يتولى مهنة التدريس وتعليم النشء إلا من كان مناسبا ومستوعبا لها فى ضوء التهيئة النفسية وانعكاسها على الأطفال الصغار.

ومن المحزن أن يظل الوالدان يجهزان أطفالهما ويحفزونهم على استقبال مرحلة الدراسة وتحبيبهم فى ذلك ثم يكتشف الأطفال عكس ذلك بتهديدات بعض المدرسين لهم بل والتعدى عليهم بالإيذاء والضرب أو بالإهمال.

إن تنشئة النفوس وترغيبها وتحفيزها والوصول إلى قدراتها ومواهبها وصقل ذلك يحتاج إلى إعادة النظر فى المنظومة التربوية من المهد إلى مرحلة الصبا، وبالتالى سينعكس ذلك على مستوى أصحاب المهن والحرف، وسيخرج إلى المجتمع أجيالا تفعل ما تحب وتبدع فى عملها ويصبح الولد بلية أحد العباقرة فى مجال عمله، وهو ما ينعكس على مستوى التنمية والازدهار فى ربوع الوطن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة