أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

هل تصبح "الأخلاق" مادة دراسية أساسية؟

الجمعة، 16 أغسطس 2019 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا "

 

وبقول أمير الشعراء أبدأ كلمات مقال اليوم عن رمانة ميزان البشرية ومنظمها الأساسى الذى إن اختل ومال اختلت ومالت على إثره وهى الأخلاق .

 

فالأخلاق ليست مجرد كلمة نعرفها ونحفظها عن ظهر قلب دون أن نفهم معناها، لكنها الضامن لصلاح واستقامة أى مجتمع، إذ أنها المنظم الأساسى الذى يحكم العلاقات بين البشر والقانون المثالى الذى أقرته كافة الأديان السماوية والغير سماوية منذ بدء الخلق وحتى يومنا هذا .

 

أما عن نشأة الأخلاق ومستقرها ومستودعها، فعلى هذه الأرض الطيبة المباركة وتحت هذه السماء الصافية الدافئة بزغ فجر ضمير الإنسانية وأُقرت الأخلاقيات والقيم والمبادئ الأساسية للبشرية ككل مع بداية استقرار الإنسان الأول على ضفاف النيل ومعرفته الزراعة لتنظيم المعاملات والإلتزام بالمعايير والقيم والعادات والتقاليد التى اتفق عليها هؤلاء ليشكلوا معاً ما يسمى بالمجتمع .

 

                              ثم من هنا ترسخت تلك الأخلاقيات وتناقلها وتداولها بنو البشر جميعاً واتخذ كل مجتمع منها ما يناسبه وما يقو على الإلتزام به.

                             

                              و لكن بالنهاية هناك أخلاقيات ثابتة موحدة متفق عليها بكل بقعة فى أرض الله الواسعة حتى لدى من لا يؤمنون بالأديان .

 

                              و بما أن تطورات العصر الحديث بكل ما تحمله من سلبيات قد طغت على الإلتزام بهذه الأخلاق أو ربما نسيانها التام والتغاضى عن الإلتزام بها حتى تحولت إلى مجموعة من الجمل المعبأة داخل أوراق الكتب المحفوظة على الأرفف، والتى لا تعلم عنها الأجيال الحالية أى شئ خاصة بعد أن نسيها أو تناساها من تعلموها وعملوا بها سنوات من الأجيال السابقة قبل أن يتخلوا عن الإلتزام والعمل بها !

 

                              أى أن الأجيال التى تربت على القيم والمبادئ التى يقدسها ويحترمها الجميع ومن يخرج أو يشذ عنها يصبح بنظر المجتمع مذنب متمرد وربما منبوذ، قد انجرفت بفعل شدة التيار الذى صاحب هذا الإنحدار والتدنى الخلقى والإنهيار القيمى هى الأخرى لتواكب صيحات العصر الحديث وتركب الأمواج الجديدة،

                              و لم يعد هناك من يستطيع أن يحمى نفسه وأهله من دمار هذا الطوفان ويحتمى بعاداته وتقاليده وقيمه العريقة لينقلها لأولاده اللهم إلا قليلا !

 

                              إذن : فكيف نعلم أبنائنا الأخلاق وفضائلها وأهميتها ونغرسها بداخلهم منذ الصغر ونحن نعيش أسوء وأعمق سنوات الإنهيار الخلقى، فمن منا مازال متمسكاً بأخلاقه ودينه كالقابض على جمرة من النار ؟

 

                              لذا فأنا أناشد كل مسؤول بيده الأمر يرجوا خيراً لهذا الوطن ويتطلع لإنقاذ أجيالاً بعينها من براثن السقوط الحتمى بقاع التردى والتدنى واللامبالاة وعلى رأسهم سيادة "وزير التربية والتعليم" لوضع مادة دراسية أساسية جديدة بعنوان ( الأخلاق ) داخل مناهج الدراسة بمراحل التعليم المدرسية المختلفة خاصة مرحلة التعليم الأساسى .

                             

                              إذ أن تعليم الأخلاق للصغار كمادة أساسية والاستمرار فى تعلمها حتى نهاية المرحلة الثانوية ستنقذ الأجيال الواعدة التى هى بحق مستقبل مصر القادم وعمودها الفقرى الذى إن كان قوياً معتدلاً غير مصاباً بالعوج، اعتدلت واستقامت كافة الأمور،

                             

                              و من ناحية أخرى وبفعل الإجبار والإلحاح والإلزام سيستعيد كل فاقد لذاكرته الأخلاقية وتاريخه وقيمه تلك الذاكرة من جديد بعد أن ينفض ما ترسب عليها من غبار سنوات طويلة من التخبط والتلوث السمعى والبصرى الذى يحاوطه من كل اتجاه

                              ففى هذه الحالة سيضطر كل ناسى أو متناسى للتذكر والعودة الحميدة ليعلمها لهذا الطالب الذى يدرسها سواء كان له أب أو أم أو معلم أو معلمة

                             

                              و بذلك ستستفيد جميع الأطراف، فيتعلم الصغار ويستفيق الكبار من غفلتهم التى غطوا بها بفعل الإنخراط اللاإرادى بالحياة العصرية بكل مستجداتها السلبية التى التهمت بطريقها كل ما تبقى لنا من إيجابيات ونسمات لزمنٍ كان جميل.

 

                •             نهاية : أدعو الله أن يلاقى إقتراحى هذا استحسان كل من بيده الأمر ويأخذه مأخذ الجد ولا يتحول إلى مجرد تمنى غير قابل للتحقق إن كنا نريد صلاح وإصلاح هذا البلد الطيب .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة