أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

كسوة الكعبة

الخميس، 08 أغسطس 2019 11:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس المسلمون فحسب الذين يرتدون ملابس جديدة ابتهاجا بالعيد، ولكن الكعبة المشرفة ترتدي كسوتها الجديدة في موسم الحج، يوم التاسع من ذي الحجة تحديداً.

 

ربما تكون من المحظوظين، لو ساقك القدر للتواجد في صحن الكعبة أثناء استبدال الكسوة القديمة بأخرى جديدة، في مشهد تهفو له القلوب، حيث تعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها، حيث برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، وهي كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة، ويتم تغييرها مرة فى السنة، صبيحة يوم عرفة.

 

هذا المشهد المبهج يأتي اتباعاً لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجرى كسا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين .

 

وجاء الخلفاء الراشدون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قام أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بكسوتها بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان رضي الله عنه بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه فى الإسلام .

 

ويعود تاريخ كسوة الكعبة لما ذكر عن "عدنان"  الجد الأعلى للرسول هو واحد ممن كسوها، وقيل أن "تبع الحميرى" ملك اليمن هو أول من كساها فى الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحا.

 

وظلت مصرنا الحبيبة ردحاً من الزمان ترسل كسوة الكعبة فى مشاهد مبهجة، لدى خروج مواكب الجمال وهي تحمل الكسوة المشرفة قاصدة بيت الله الحرام.

 

ويعمل مجمع متخصص بالسعودية على تصنيع الكسوة، حيث تمر مراحل كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية، أبرزها "الصباغة" وهى أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعى الخالص فى العالم ، ثم النسيج الآلى الذى يحتوى على العبارات والآيات القرآنية، ثم قسم المختبر والذى يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية إضافة الى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك، يأتي بعدها مرحلة الطباعة، والتي يتكون منها قسم الحزام التطريز وقسم خياطة الكسوة ، ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة .

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة