أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

"منى" مدينة الخيام البيضاء

الجمعة، 09 أغسطس 2019 10:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"منى" أو "مدينة الخيام" كما يطلق عليها، حيث اللون الأبيض يكسو المكان، توجه ركب الحجيج اليوم، للمبيت فيها تمهيداً للتصعيد لعرفات الله.

 

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبى الله إبراهيم - عليه السلام - الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ، ثم أكد نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون .

 

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد الخيف، الذى اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبى- صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته.

 

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلتها الثانية في حج العام الـ 13 من الهجرة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه ، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل ثبير قريباً من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى لمدينة المنورة .

 

كما نزلت بها سورة المرسلات ، لما رواه البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه "والمرسلات " وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها .

 

واستخدم في صناعة خيام منى أنسجة زجاجية مغطاة بمادة " التفلون " لمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها ، إلا في درجات حرارة عالية.

 

وروعي في اختيار شكل الخيام ملائمتها للطابع الإسلامي واستعمال أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ ، بما يتيح الاستفادة القصوى من مساحة المشعر.

 

وعلى أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام ووظيفة المخيمات قسمت كل قطعة أرض إلى عدة مخيمات، تحدها أسوار ، مرتبطة ببعضها بممرات متناسقة ، مشتملة على الخدمات العامة ، حيث وفرت في وسط المخيم مجموعة من دورات المياه والمواضىء ، وعند المدخل خيمة مخصصة للمطوف ، بجانبها تجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطبخ ، ومكب للنفايات.

 

وطوق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسية وأخرى للطوارئ ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية ، ومخارج الطوارئ وغيرها من الخدمات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة