سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 ‬سبتمبر 1973.. شهادة أخرى عن لقاء السادات باتحاد طلاب عين شمس.. خليل رشاد: «الرئيس قال لنا: كنت أتمنى أن يستمع أفنديات مجلس الشعب إلى ما تطرحوه»

الأحد، 22 سبتمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 ‬سبتمبر 1973.. شهادة أخرى عن لقاء السادات باتحاد طلاب عين شمس.. خليل رشاد: «الرئيس قال لنا: كنت أتمنى أن يستمع أفنديات مجلس الشعب إلى ما تطرحوه» محمد أنور السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت شهادة من الكاتب الصحفى خليل رشاد حول لقاء الرئيس السادات مع اتحاد طلاب جامعة عين شمس في «برج العرب» يوم 20 سبتمبر 1973..كان «رشاد» مشاركا بوصفه رئيسا لاتحاد طلاب كلية التجارة وعضو اتحاد الجامعة.. فى اليومين الماضيين نشرت شهادات، الكاتب الصحفى أحمد الجمال، والمهندس طارق النبراوى، والمحامى عبد العزيز ..«راجع ذات يوم 20 و21 سبتمبر 2019»، وأواصل.
 
يتذكر «رشاد»: «حمل الدكتور كمال أبوالمجد وزير الدولة للشباب دعوة السادات للقاء، فبدت مباغتة، ومفاجئة لأجواء انعدام الثقة بين نظامه، وجموع الطلاب الذين تكرر الزج بالعديد منهم فى السجون باتهامات مرسلة».. يؤكد رشاد: «عقدنا اجتماعا طارئا حتى الساعات الأولى من الصباح، وسط اتجاه غالب للرفض ممن اعتبروا الدعوة «فخا» لإيقاعنا على غرار اتحادات أخرى جمعتها لقاءات مماثلة، وانتهت ببيانات رسمية منسوبة إليها تلتمس عفو الرئيس عن الطلاب المحبوسين، وتقديم مبايعات بالدم إليه».. يضيف رشاد: «تعززت ريبتنا من التوقيت الذى جاء قبل أيام من فعاليات «لقاء ناصر الفكرى الثالث»، الذى سبق أن أبدت جهات رسمية عدم ارتياحها لانعقاده، لتشدد مواقفه بالتمسك بمبادئ ثورة 23 يوليو، وسط تنامى توجهات رسمية تروج لنهج مخالف».. يؤكد رشاد: «انتهينا إلى قبول الدعوة على مضض، وطالبنا بضمانات تكفل عدم المساس بمواقفنا المبدئية، وعدم إصدار بيانات رسمية بالمخالفة لوقائع الاجتماع».
 
يقول «رشاد»: «اتفقنا على محاور يعبر عنها أربعة زملاء، بطلب الكلمة لدى فتح باب المناقشة عقب كلمة رئيس الاتحاد نبيل صفار.. شملت المحاور، قضايا العمل الطلابى، وضمانات الحريات العامة، والاستعدادات للمعركة المرتقبة لتحرير الأرض، وقضايا التحول الاقتصادى والاجتماعى وأثرها على مكتسبات البسطاء من ثورة يوليو، والتطورات الإقليمية والدولية ومسارات العمل العربى المشترك».
 
يتذكر «رشاد»: «سافرنا بأتوبيس مخصص بعد ظهر الأربعاء لقضاء الليلة فى فندق بمحطة الرمل.. فى المساء زارنا رئيس اتحاد جامعة الإسكندرية مرحبا، وأبدى مخاوفه من صدام محتمل مع الرئيس، محذرا من أنه فى لقائه قبل أيام معهم تحدث بسوء عن «قيادات عين شمس»، زاعما أنهم يتلقون تمويلا من القذافى لإثارة القلاقل».. يؤكد رشاد: «تعززت مخاوفنا المسبقة، لكن تراجعنا لم يعد متاحا.. فى الصباح المبكر نقلنا الأتوبيس إلى برج العرب.. كان فى انتظارنا أبوالمجد، ورئيس الجامعة دكتور إسماعيل غانم مع مسؤولى الرئاسة.. أبلغونا أن الرئيس قادم للترحيب بنا.. بعد دقائق أطل السادات بصحبة ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، ودخل إلينا فى الصالون الملحق بقاعة الاجتماعات راسما ابتسامة عريضة.. صافحنا جميعا فى ود، ثم دعانا إلى الاجتماع وألقى كلمة مقتضبة أبدى خلالها ترحيبا بالغا بنا، معتذرا إذا كنا قد تجشمنا مشقة السفر الطويل، مؤكدا أنه يتوق إليه من وقت طويل ولم تمنعه إلا زحمة مشاغله».. وأضاف: «أعتز بوجود جيل جديد واعد يتمسك بمبادئ ثورة يوليو المجيدة، ويحمل من بعدنا راية الثورة التى قمت بها مع جمال عبد الناصر».. بعدها طلب منا التحدث بحرية مطلقة، باعتبارنا المؤسسة الشرعية المعبرة عن الطلاب، حسب تعبيره.. تناقشنا وفقا للسيناريو الذى حددناه.. تحدث زملاؤنا الأربعة، وعلى عكس التوقع بدا لنا مفاجئا ما أبداه الرئيس من حرص ظاهر على إعطاء المتحدثين فرصة كاملة دون تدخله، بل وإظهار ترحيبه البالغ بما يطرحونه، مؤكدا على ذلك بالقول: «الآن أنا مطمن أن ثورة يوليو ومبادئها ومكتسباتها فى أيدٍ أمينة». 
 
يقول «رشاد»: «أكد السادات، أن الاستعداد لمعركة تحرير الأرض يجرى على قدم وساق، وبدا متجاوبا مع ما طرحناه من رؤى تخص قضايا العمل العربى المشترك وعلاقات مصر مع الخارج، وارتسمت ابتسامة واسعة على وجه السادات، مبديا ترحيبه بما طرحناه حول ما رأيناه، بوادر تراجع فى التزام الدولة بواجباتها حيال المواطن البسيط مع بدء ظهور نزعات رأسمالية، وتراجع الاهتمام بدعم القطاع العام، وارتفاع أصوات تدعو لإعادة النظر فى مجانية التعليم وتروج لفتح المجال أمام الجامعات الخاصة».. يتذكر «رشاد» تعليق السادات: «قال: كنت أتمنى أن يكون حاضرا معنا الأفنديات ممن يروجون لمثل هذه التوجهات فى مجلس الشعب ليستمعوا إلى ما يطرحه أبنائى طلاب الجامعة من آراء وطنية مخلصة».
 
يضيف: «أبدى السادات استعداده للاستجابة لأى طلب نرفعه للعفو عن الطلاب المحبوسين، على أن نتكفل نحن بتصويب ممارساتهم، إلا أننا أبدينا تمسكنا بإظهار المبررات القانونية لاحتجازهم حال وجودها، لأن وقائع احتجاز الطلاب تكررت أكثر من مرة دون سند قانونى معلوم، ما يتسبب فى أضرار بالغة تلحق بهم دون أسباب واضحة»..يؤكد فى ختام اللقاء، اقترب موعد الغذاء.. سأل السادات: «هل رتبت يا كمال غداء لأبنائى قبل عودتهم إلى القاهرة؟..أجاب أبوالمجد: رتبنا وجبات فى أتوبيس السفر.. رد السادات: «هل يصح ذلك يا كمال؟..رتب لأبنائى غداء فى مطعم يليق بهم». وأضاف: «سعدت كثيرا بهذا اللقاء وأتمنى أن يتكرر فى القاهرة فى أى وقت ترغبون أن يتم فيه استئناف حوارنا، واستأذن فى صورة تذكارية لنا معه للنشر مع خبر قصير عن اللقاء».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة