القارئ مصطفى محمد عون يكتب: هذه الرسائل لا تعنيك

السبت، 08 فبراير 2020 12:00 م
القارئ مصطفى محمد عون يكتب: هذه الرسائل لا تعنيك ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنه يقترب ويبتعد، يبتعد ويقترب.. كالأمواج، تارة يتضاغط فتتضاغط بتضاغطه ضلوعى حتى تكاد أن تنكسر أو تنخلع، أيهما أقرب؟ وتارة أخرى يتخلخل وينساب فى جسدى حد التناثر! إنه الشىء ونقيضه، الشعور واللاشعور.. حتى اللاشعور أصبح شعورا مركبا من اللامبالاة وأشياء أخرى تتعدى التوقع.. أن تقرر أخيرا أن تبحث عن علة وجودك ولكن سرعان ما تتوه بين أفكار العدم واللاإرادية فتتضاعف العلل وتسقط فى هاوية التسليم والمساومة وترضى بأجزاء الإجابات مرة أخرى.. أن تقرر أخيرا أن تتخلى ولكن يأتى فجأة صوت أمك فى مسامعك وهى تقول: أنت مصدر قوتي، إننى أتقوى بك يا بني، فترفض وتعود ليس إلى نقطة الصفر بل إلى أسفل من ذلك.. تعود بخيبتين فوق خيباتك تملأ بهم فراغ حلمين لم تصل إليهما بعد.. الخيبة الأولى أنك سوف تهوِى إلى نفس السيناريو فتنام متمنيا أن تأخذك السماء قبل أن تتم الأرض نصف دورتها حول نفسها لتستيقظ حزينا على رفض السماء لندائك مناجيا إياها مرة أخرى أن تسكنك بجوارها هذه المرة قبل أن يتم النصف الاخر من الدوران.

 فى كل مرة أقرر فيها أننى سوف أشكل نفسى من جديد لا أجد شيئا لأشكله، كيف لى أن أشكل شخصا من لا شىء سوى بضع مشاعر ميتة وبعض العظام الهشة ودم مخثر داكن مكون من تحلل أحلام وطموح لم أصل إليه بعد.. لماذا؟ أتساءل كثيرا لماذا؛ لماذا يأتلفنى القاع؟ لماذا يتمسك بى بهذه الطريقة؟ أين قمتي؟ أين نصفها؟ أين قافها؟ أين أنا؟.. كنت أظن أن الإنسان له فرصة تنوع الحال، يوما يحرك النجوم بيديه فوق قمته، وأياما أخر يلعن الحياة فى لب الأرض وقاعه يحتضنه.. أما أنا فأطوف بين خيباتي، أترنح بين ما يجب أن أقول وما يحب أن أفعل، وفى النهاية لا أقول شىء ولا أفعل آخر.. فقط أُسبل نفسى عنى وعنى وعنهم.. أراهن على التغيير وأخسر الرهان، أثق فى أحدهم ويخذلني، أعترف وأحاول أن أحرر مشاعرى ولكن لا أجدها، أبتز رئتى بالسجائر، أثقب نفسى كى يزول عنى ألمى وتعبي.. أنا بكل ما تبقى منى لا أتقبل الحياة.. يلسعنى الفضول أحيانا ولكن أتقى بالفقد منه كى لا يتبقى شيئا لى هنا.

 فى النهاية سوف أترك نفسى للقدر، لن أحاول تشكيل نفسى أو حتى العبث معها.. سوف اترك نفسى للقاع ولن أقاوم البته، سوف ادع أحلامى تتساقط وتنحدر نحوه عَلِّى أتخذ منها سلما نحو قمة جديدة مغايرة، أو حتى أتطاير من الفراغ فى الهواء نحو السماء والنجوم وأشخاص يعيدون إليا شغفى ونفسي.. سوف أنظر لأمالى بنظرة مغايرة لعل رؤيتى هذه المرة تبعث فيها الحركة من جديدة، فى النهاية لا أود أن أأذى نفسى أكثر من ذلك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة