العالم هشام العسكرى يكشف فى دراسة بالخرائط حجم انبعاثات التلوث نتيجة النشاط الإنسانى قبل وبعد تفشى "كورونا".. يظهر حجم الانبعاثات فى بعض مدن أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط.. ويؤكد استمرار حجم الانبعاثات بالدلتا

أكد الدكتور هشام العسكرى أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض، ومدير برامج الحوسبة وعلوم البيانات بكلية شميد للعلوم والتكنولوجيا جامعة شابمان، أن الحل لوقف انتشار فيروس كورونا بمصر فى أقرب وقت، ضرورة التزام المواطنين المنازل، وأخذ الأمور بجدية بدلا من اللجوء لإجراءات حظر التجوال.

وأوضح أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم الأرض، أن الدولة اتخذت عدت إجراءات احترازية ومجهودات غير عادية من غلق مطارات والحدود مع الكثير من الدول، محذرا:"لو العدد زاد عن حد معين قد تخرج الأمور عن السيطرة".

واستعرض أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم الأرض، عدد من الخرائط البيانية فى ظل التخوف العالمى من الانتشار السريع للفيروس توضح مدى التزام المواطنين حول العالم بالإجراءات الاحترازية لمجابهة انتشار هذا الفيروس، لافتا إلى أن الوضع فى الدلتا لازال هناك حركة للمواطنين رغم تحذيرات الحكومة من الخروج والتأكيد على التزام المواطنين المنازل وهو ما يدعونا لمطالبة المواطنين بأخذ الأمور بأكثر جدية.

وكشف أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم الأرض، أن الأعداد الموجودة فى مصر حاليا والمصابة بفيروس كورونا كانت تماثل الأعداد الموجودة فى أمريكا من أسبوعين، فالوضع حاليا فى مصر مشابه للوضع فى أمريكا من أسبوعين حيث كانت الحالات فى أمريكا حوالى 200 وتضاعف هذا العدد بعد أسبوعين لـ 20 ألف حالة.

واستعرض العسكرى، مجموعة من الخرائط لبعض مدن شرق أسيا وأوروبا والشرق الأوسط، تعكس مدى القياسات والانبعاثات مأخوذة من القمر الصناعى Sentinel-5 Precursor.

واستعرضت المجموعة الأولى مدن وهان وسوول وطوكيو وتوضح حجم التلوث فى يناير وفبراير ومارس 2019 ومقارنتها بحجم التلوث فى يناير وفبراير ومارس 2020، وفرق التلوث بين يناير وفبراير ومارس فى السنتين، وهو ما عكس وجود انخفاض كبير فى حجم التلوث والنشاط البشرى فى ظل تفشى فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدول التى ظهر فيها المرض.

والمجموعة الثالثة من الخرائط تستعرض حجم الانبعاثات والتلوث فى الشرق الأوسط واستعرضت ثلاثة مدن وهى القاهرة والرياض وطهران خلال يناير وفبراير ومارس أيضا 2019 ونفس الشهور فى 2020، وعكست مدى ارتفاع معدلات التلوث فى طهران وكذلك استمرار ارتفاع معدلات التلوث فى الدلتا وهو ما يشير إليه اللون الأحمر ويوضح فرق التلوث بين يناير وفبراير ومارس فى 2019، 2020.

وتوضح أحد الصور اتصال هاتفى بالفيديو كونفيرانس أجراه الدكتور هشام العسكرى مع أحد الباحثين من فريقه البحثى وهو ون زاو لى، وذلك خلال استعراض الخرائط التى توضح حجم الانبعاثات والتلوث.

وأكد العسكرى، أن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أطلقت القمر الصناعى Sentinel-5 Precursor، فى 13 أكتوبر 2017 لرصد تلوث الهواء العالمى باستخدام جهاز استشعار على متن الطائرة يُشار إليه باسم TROPOMI (أداة مراقبة TROPOspheric).

وأشار إلى أن أكاسيد النيتروجين (NO2 وNO) هى غازات نزرة مهمة فى الغلاف الجوى للأرض، موجودة فى كل من التروبوسفير والستراتوسفير. وهى تدخل إلى الغلاف الجوى نتيجة للأنشطة البشرية (لا سيما احتراق الوقود الأحفورى وحرق الكتلة الحيوية) والعمليات الطبيعية (حرائق الغابات والبرق والعمليات الميكروبيولوجية فى التربة). هنا، ويستخدم NO2 لتمثيل تركيزات أكاسيد النيتروجين الجماعية لأنه خلال النهار، أى فى وجود ضوء الشمس، تحول دورة كيميائية ضوئية تتضمن الأوزون (O3) NO إلى NO2 والعكس بالعكس على مقياس زمنى من الدقائق.

و يعتمد نظام معالجة TROPOMI NO2 على تطورات الخوارزمية لمنتج DOMINO-2 ومجموعة بيانات الاتحاد الأوروبى QA4ECV NO2 المعاد معالجتها لـ OMI، وقد تم تكييفها مع TROPOMI. يستخدم نظام نمذجة الاسترداد-الاستيعاب لنموذج النقل الكيميائى العالمى ثلاثى الأبعاد TM5-MP بدقة 1 × 1 كعنصر أساسى.

وفى هذه الدراسة، يتم أخذ القيم المتوسطة لـ 1) 1-13 يناير ؛ 2) 12-24 فبراير و3) 4-16 مارس للسنوات 2019 و2020، ويتم اختيار هذه الفترات الثلاث بغرض إظهار 1) قبل تفشى ووهان ؛ 2) أثناء تفشى ووهان ؛ 3) بعد تفشى المرض فى ووهان بعد بدء تفشى المرض العالمى.

يذكر أن الدكتور هشام العسكرى حاصل على درجة الدكتوراه فى العلوم الحاسوبية والمعلوماتية فى مجال بحوث الفيزياء البيئية من جامعة جورج ماسون فى عام 2004، مع شهادتى ماجستير فى العلوم الحاسوبية وعلوم نظم الأرض.

وفى عام 2015، حصل العسكرى على جائزة نخبة جامعة وانغ فرادكين للأستاذ الجامعى، وفى عام 2018، حصل على جائزة "قادة مقاطعة أورانج يحولون العالم" من قبل مجلس مقاطعة أورانج للأعمال.

و عمل البروفيسور العسكرى كمنسق إقليمى فى مشروع قيمته 3 دولارات فى إطار أفق 2020. يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجموعة أعمال بناء القدرات ونشر المعلومات العلمية والمعرفة فى مبادرة InDUST للاتحاد الأوروبى.

 فى عام 2019، ساهم الدكتور هشام العسكرى فى تقرير IPCC حول فصل التصحر. تمت دعوته من قبل أمانة الأمم المتحدة لحضور اجتماع COP14 فى نيودلهى للاحتفال بتحالف العواصف الرملية والترابية.