أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

فيروس التنمر أخطر من كورونا

السبت، 11 أبريل 2020 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا أحد ينكر الدور البطولى الذى تسطره الأطقم الطبية "الأطباء والصيادلة والتمريض والعاملين بالمستشفيات"، فى مجابهة فيروس كورونا المستجد، وحماية المصريين من هذا الخطر، لدرجة تدفعهم أحيانًا للتضحية بالنفس من أجل إحياء أنفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.

حملات حب وتأييد وشكر وجهها المصريون عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية لـ"الجيش الأبيض" عرفانًا بدورهم الإنسانى فى حماية المواطنين من وباء كورونا، وتقديرًا لجهودهم فى مجابهة الفيروس.

وتبقى لكل قاعدة استثناء، وخروج عن المألوف، لأشخاص دائمًا يشوهون كل ما هو جميل، حيث تداول رواد السوشيال ميديا مواقف صارخة لبعض المواطنين، الذين مارسوا أنواعًا من التنمر ضد "الجيش الأبيض" سواء ممن أصيبوا أو ماتوا بكورونا، وهم يؤدون واجبهم المقدس فى حماية أرواح غيرهم.

وفى مشهد صادم، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى تويتر "فيديوهات" لتجمهر المواطنين فى قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية لمنع دفن جثة طبيبة توفيت بمستشفى العزل فى الإسماعيلية بعد إصابتها بفيروس كورونا، مؤكدين أنه تم دفن الجثة بعد تدخل الجهات المعنية وتفريق الأهالي.

هذا المشهد القاسى تكرر مع ممرضة أخرى بنفس المحافظة، حيث تعرضت ممرضة بمستشفى الصدر بالدقهلية، للتنمر بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وقالت من خلال فيديو تداول بين مستخدمى فيس بوك:"أنا ممرضة من ضمن اللى اتصابوا بكورونا.. لما عرفنا الخبر أن النتيجة إيجابية.. بالعكس احنا رضينا بقضاء الله.. وقولنا الحمد الله على كل حال.. واحنا المفروض أن ده دورنا أن احنا نصبر الناس.. وقولنا الحمد الله أزمة وهتعدى وهنبقى بخير بإذن الله" مضيفة: "لحد ما لقينا مواقع التواصل الاجتماعى عليها أرقمنا وصور بطايقنا.. وناس تكلمنا اللى بيقول كلمة حلوة واللى بيشجعنا.. وفيه كمان اللى بيقولوا أن إحنا نشرنا الوباء وإننا مصدر العدوى والسبب فى كل اللى بيحصل ده، إحنا بجد تعبانين اتقوا الله فينا.. احنا تعبانين بجد نفسيتنا مدمرة.. وعلاجنا معظمة نفسيا.. اتقوا الله فينا حسبى الله ونعم الوكيل".

بالتأكيد.. نعيش ظروف حياتية استثنائية تتطلب علينا جميعًا التكاتف والترابط، من أجل مجابهة هذا الوباء الذى أطل برأسه على بلادنا مثل كثير من دول العالم، وأن التنمر ضد المصابين أشد خطرًا من الفيروس ذاته، لا سيما أن العلاج يعتمد بشكل أساسى على الدعم النفسى، وأن المرضى فى حاجة ماسة لدعمهم نفسيًا ومعنويًا لا التنمر منهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة