القارئة سارة عبد العزيز تكتب: كورونا ... نقطة ومن أول السطر!

الأحد، 12 أبريل 2020 04:00 م
القارئة سارة عبد العزيز تكتب: كورونا ... نقطة ومن أول السطر! فيروس كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من كان يدرى أن يتحول العالم إلى تلك الحالة الغريبة من العزلة والانسحاب الكامل من كافة الأنشطة، فجعل تشبيه القرية الصغيرة للعالم يتعدى ذلك إلى الأسرة الصغيرة وتتوقف معه أنشطة الحياة الخارجية عن الأسرة التى اجتمع شملها فى ظروف استثنائية.

وكأن الكرة الأرضية تعيد حساباتها من جديد!

تحول كورونا من فيروس متخفى يهاجم صحة البشر إلى حالة تعكس كيف يتعامل الناس وكيف تكون المواجهة وكيف تكون الإنسانية.

ولم تقتصر هذه الوقفة على تعامل الناس مع مكونات الطبيعة من حولهم؛ بل وطريقة تعاملهم مع أنفسهم، مثل: نمط الحياة اليومى والحفاظ على النظافة الشخصية المستمرة وتناول غذاء صحى سليم.

وقد عرض الإعلام العديد من طرق الوقاية من هذا الفيروس وكيفية التعامل مع المصابين لتقليل فرص نشر العدوى، وهى بالطبع تعطى دلالة واضحة عن دور الإعلام فى نشر الوعى الوقائى والوعى الصحى.

لكن لتلك الأزمة ملمح خاص لا يمكن أن يستهان به ولا يحق للإعلام صنع دعاية أكبر من اللازم لكسب الجمهور.

فمن خلال تصفح العديد من عناوين الأخبار المحلية والعالمية تحديداً وبتحليل مفردات ماينشر Discourse analysis وجدت التركيز على بعض الكلمات التى تثير الذعر والهلع خاصة فى بريطانيا وأمريكا؛ بالتأكيد لكثرة عدد المصابين والمتوفين هناك مثل:

ستفقدون أحبابكم هذا العام

فوبيا انتشار كورونا

الرعب يجتاح العالم

هل ينتهى العالم بانتشار كورونا؟

ما مصير الإنسانية بعد كورونا؟

لقد ظنوا أن هذا النوع من الخطاب يزيد الوعى، لكن للكلمة تأثيرها الذى يتجاوز المكان ويجعلها عابرة للحدود والقلوب فى ظل وسائل الاتصال العصرية وسرعة انتشار الخبر مهما بعد مصدره.

وبهذا يضيفون على المعاناة من الفيروس معاناة أخرى تأتى من الخوف من الإصابة ويزداد التأثر لفقد المقربين والأصدقاء.

لكن لميكانزم التواصل الإعلامى فى مثل هذه الأزمات دور فى طمأنة الناس وتهدئة المخاوف المحتمل حدوثها أو عدم حدوثها.

على الجانب الآخر، تجد الإعلام المصرى الذى يقوم بدوره فى متابعة مستجدات الفيروس وما يستلزم من إجراءات وقائية مشددة تعطى الحكومة لها كل جهدها وتطالب المواطنين بالتعاون الإيجابى مع ما يتخذ من إجراءات، ويبرز هنا العنصر الروحى والمتمثل في الوعى الدينى وهو بفضل الله وبفضل علماء مستنيرين لا يألون جهداً فى زيادة الشحنة الإيمانية بكثرة الدعاء والابتهالات والصلاة التى أثمرت فى قلوب المصريين حسن التوكل مع الأخذ بالأسباب.

ولعله السر القوى وراء صلابة المواجهة لدى المصريين!

الإيمان بالقدر والغيب ومواجهة الابتلاءات بنفوس راضية ثابتة لا تعبأ بالكثير من الكلمات التى تقلل الهمم وتجرح الوجدان.

هى أزمة حقيقية لكنها أبرزت إخلاص كل جندى فى ميدانه، فحولت المجتمع المصرى من رجال الدين وجيش مصر الأبيض– من أطباء وممرضين - وجمعيات خيرية تقدم خدماتها ومساعداتها لعمالة اليوم الواحد، وشخصيات عامة تطمئن الناس وشباب متطوعبالوقت والجهد.

ما يحدث الآن فى مصر رغم الشدة يدعو للفخر بأن مصر قيادة وشعباً بلد متحضر وراقى، وسيأتى الوقت الذى تدرس فيه هذه التجربة ليحذوها العالم فى الانتصار على الأوبئة والأمراض سريعة الانتشار، وستظل محروسة بإذن الله.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة