سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 إبريل 1855.. 8 آلاف جندى مصرى ينضمون إلى 42 ألفا آخرين أرسلهم «عباس وسعيد» إلى تركيا لقتال روسيا فى القرم

الثلاثاء، 14 أبريل 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 إبريل 1855..  8 آلاف جندى مصرى ينضمون إلى 42 ألفا آخرين أرسلهم «عباس وسعيد» إلى تركيا لقتال روسيا فى القرم سعيد باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سافر سعيد باشا إلى «الآستانة» عاصمة الدولة العثمانية ليقدم واجب الخضوع والطاعة إلى السلطان العثمانى «عبد المجيد»،وليتناول منه فرمان توليه حكم مصر خلفا لعباس باشا، الذى توفى مقتولا فى قصره بمدينة بنها بمحافظة القليوبية يوم 14 يولية 1854، ووفقا للأمير عمر طوسون فى كتابه «الجيش المصرى فى الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم»: «أراد سعيد باشا أن يبرهن على تفانيه فى الإخلاص للسلطان فكتب من الآستانة إلى مدير عموم الجهادية أمرا فى 24 أغسطس 1854 بتجهيز 10 آلاف جندى و36 مدفعا لترسل إلى تركيا».
 
كان فرمان «سعيد» امتدادا لمساعدات قدمها «عباس» لمساندة القوات التركية ضد روسيا فى الحرب التى عرفت باسم «حرب الشرق أو القرم» تذكارا لحصار «القرم» من جيوش المتحالفين فرنسا وإنجلترا وتركيا، حسبما يذكر «طوسون»، مؤكدا أن هذه الحرب بدأت حين طمع القيصر الروسى «نقولا الأول» فى «الآستانة»، فقدم إنذارا نهائيا فى مايو 1853 إلى «الباب العالى»، للاعتراف بحماية «القيصر» لكافة المسيحيين الإغريق المقيمين فى الدولة العثمانية، ولما رفض «الباب العالى» الإنذار، أصدر «القيصر» أمرا لجنوده بالزحف والإغارة على إمارتى الدانوب «ملدافيا وفلاحيا» التى تكونت منهما رومانيا فيما بعد.
 
يذكر «طوسون» أن السلطان عبد المجيد، رأى أن شبح الحرب يهدد سلامة الدولة، فطلب من عباس باشا، نجدة من الجنود المصريين، فامتثل «عباس»، وأمر بتعبئة أسطول مكون من 12 سفينة مزودة ب642 مدفعا و6850 جنديا بحريا بقيادة أمير البحر المصرى حسن باشا الاسكندرانى، وتعبئة جيش برى بقيادة الفريق سليم فتحى باشا مكون من 19 ألف و722 جندى، وقبل إبحارهم من الاسكندرية ذهب إليهم، وخطب فيهم حاثا على القيام بالواجب، واستمرت الرحلة ثلاثة أسابيع، ووصلت إلى «الآستانة» يوم 14 أغسطس 1853، توفى خلالها 20 شخصا، وتعرض 300 للمرض.
 
شملت مساعدات عباس تبرعات مادية عبارة عن 17 ألف كيس أى 85 ألف جنيه مصرى باعتبار الكيس 5 جنيهات، وكانت موزعة إلى «8000 كيس بـ40 ألف جنيه من عباس، و2000 كيس قيمتها 10 آلاف جنيه من ابنه إلهامى باشا، وقدم حسن باشا المنسترلى 7000 كيس قيمتهم 35 ألف جنيه مصرى تبرع بها الموظفون، وأرسل»عباس» 5آلاف و624 ثوبا من الملابس إلى الآستانة.
 
فى 14 أكتوبر 1853 أرسل «عبدالمجيد» إلى عباس فرمانا بالتركية، يعلمه فيه بإعلان تركيا الحرب على روسيا..يذكر» طوسون» أن السلطان أمره عباس بالتنبيه على الأهالى بالدعاء بنصرة الدولة العيلة، وعدم التعرض لرعايا الروس والدول المتحابة معها فى مصر.. يضيف: «أمر عباس بإرسال نجدة برية تنضم إلى السابقة قوامها 9 آلاف و109 جنود».. فى 27 مارس 1854 أعلنت فرنسا وانجلترا الانضمام الى جانب تركيا، وفى 14 يوليو 1854 مات عباس باشا مقتولا..وسافر سعيد باشا إلى الآستانة، وهناك أصدر فرمانه بتجهيز قافلة عسكرية إضافية تتكون من 10 ألف جندى، و36 مدفعا.
 
يؤكد «طوسون» أن السفن أبحرت بالقوات من الإسكندرية يوم 4 إبريل 1855، متوجهة إلى تركيا، وينقل عن جريدة «ذا اللستديد لندن نيوز»فى عددها، 14 ابريل، مثل، هذا اليوم، 1855 خبر وصول 8000 جنديا من هذه القوات إلى مدينة «أوباتوريا» فى شبه جزيرة القرم، ويذكر «طوسون» أن مجموع القوات التى سافرت فى عهد سعيد باشا بلغت 14 ألفا و976 جندبا و36 مدفعا، أما مجموع القوات المصرية فى هذه الحرب فى عهدى عباس وسعيد فبلغ 50 ألفا و657 جنديا. 
 
انتهت الحرب فى أواسط بالصلح بين تركيا وروسا فى أواسط 1856، وينقل «طوسون» عن الأميرال الإنجليزى «سليد» الذى كان موظفا فى تركيا وسمي»مظفر باشا» واشترك فى هذه الحرب، وألف عنها كتاب «تركيا وحرب القرم» قوله عن الجنود المصريين: «هؤلاء هم الجنود المصريين الذين ألقى القبض عليهم بغلظة، وانتزعوا من عقر دورهم وصياح أولادهم من حولهم يطن فى آذانهم، وانتقلوا من ضفاف فروع النيل المضيئة بنور الشمس إلى غدران نهر الدانوب القاتمة، ومع هذا ظلوا إلى نهاية الحرب محتفظين ببسالتهم وقوة روحهم العسكرية، وامتازوا دوما سواء أكان ذلك فى بلغاريا أم فى غيرها فى الحروب، وأظهروا فى كل وقت جلدا وصبرا عند التعب والحرمان، غير أنه وياللحسرة والندم نصفهم ألقى آخر نظرة إلى مصر لدى سفره منها».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة