أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

العيد والحياة وكورونا

الإثنين، 25 مايو 2020 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجبر وباء كورونا، العالم الإسلامى على التنازل عن معظم مراسم عيد الفطر المبارك، فلا مظاهر للاحتفال فى هذه المناسبة، ليعيش الناس حالة جديدة لم يروها من قبل، حيث ابتعدوا فيها عن طقوس نعرفها، فلا صلاة للعيد في المساجد أو الساحات، وقللوا من زيارة الأرحام ولمة الأقارب، لكن لكل فعل ثوابه متى ما صلحت النية، فليس هناك خيار إلا أن نستقبله ببسمة الاشتياق، ولكن مثلما قال المتنبى، "عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ - بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديد"ُ.
 
ومهما كانت الظروف، والقيود، لا بد من الفرحة، تحقيقاً لشعيرة من شعائر الإسلام، إنه العيد السعيد الذي جاء بعد عبادة فيها مشقة ومتعة، فتهون علينا المصاب حين نعلم أن هذه التضحية تحقق أهدافاً أسمى وأهم، فنحن نحرم أنفسنا من طقوس العيد لنحمي من نحب وندافع عنهم أمام فيروس قاتل لا يرحم.
 
نعم، صمت المآذن يؤلمنا، والبعد عن الأحبة والأرحام وجع قاسى، وهدوء وسكون شوارعنا قسوة ما بعدها قسوة، فلا تجمعات فى المطاعم، ولا برامج ترفيهية في الحدائق، لكن كلنا أمل أن تلك الغمة ستنجلي، وسيأتى عيد جديد، وسنحتفل، وسنتذكر عيداً مر بنا ليس كباقي الأعياد، وأن التزامنا بالإجراءات الوقائية المتخذة من قبل الحكومة، واجب شرعى.
 
ورغم قسوة "جائحة كورونا” إلا أن هناك فائدة كبرى، وهى أن تلك الجائحة أثبتت عظمة الخالق وضعف المخلوق، فقد ركعت أعظم الدول أمام هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين، فاحتار الأطباء، وجلس الحكام في المختبرات الطبية لإيجاد لقاح أو علاج، ولهذا فإنه لا بد من الفرح والسرور، لأن جمال ديننا الحنيف يتلخص فى وعد "الحق" جل شأنه للمؤمنين بالحياة الطيبة، عندما قال سبحانه "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً".
 
وأخيراً.. دعونا نحتفل بالعيد فى «زمن كورونا» مع أبنائنا، نزين منازلنا، ونمد الموائد، دعونا نلعب، ونتسابق، ونتنافس، فنزداد قرباً من أبنائنا، لا تدرى لعل الله قد أرسل هذا الفيروس ليقربنا من أسرتنا بعدما شغلنا بنظام حياة أبعدنا عنها سنوات وسنوات، فالاستمتاع بالحياة مطلوب، وجميعنا نسعى في هذه الدنيا من أجل حياة كريمة عادلة، لكن الأهم أن هذا السعي لا ينسينا الهدف من وجودنا والتي مهما أطال الله في أعمارنا سنغادرها لحياة أفضل، حياة أبدية، لا فيها ظلم، أو كذب أو كراهية، حياة من أجل الاستمتاع فقط، حياة فيها "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة