أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

(آيا صوفيا) من متحف لمسجد { آية من آيات التطرف }

الجمعة، 24 يوليو 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن أحدث نوبات الجنون التي تنتاب الخليفة المزعوم أردوغان بتحويل متحف ( آيا صوفيا) الأثري إلي مسجد من جديد إلا مزيداً من التأكيد علي تطرفه الفكري و تشدده الديني و رغبته و جماعته الأم بعودة الشقاق و هدم التسامح بين الأديان التي يدين بها بني البشر بكل مكان في الأرض .
 
ووصف هذا المتطرف قرار الحكومة التركية بتحويل آيا صوفيا من مسجد لمتحف عام ١٩٣٤ بأنه خيانة للتاريخ و مخالفة للقانون إذ أن المسجد ملك لوقف السلطان محمد الفاتح .
متستهزئاً بكل من اعترض الآن علي قراره  بتحويل المتحف إلي مسجد ووصفه بأنه ربما ينادي لاحقاً بتحويل الكعبة أو الأقصي إلي متحف.
 
و لكن :
قد نسي أو ربما تناسي هذا الإرهابي سليل الغزاة، أن هذا الصرح التاريخي الذي يندد بتحوله من مسجد إلي متحف زاعماً أنه ضمن أوقاف السلطان محمد الفاتح ، قد تم بنائه عام ٥٣٧ كأكبر كنيسة في الإمبراطورية البيزنطية ، 
و لم يتم تحويله إلي مسجد إلا عام  ١٤٥٣ بعد استيلاء العثمانيين الغزاة علي القسطنطينية .
 
لم تكن القضية هي ماذا كان هذا المعلم التاريخي بالماضي ، فسواء كان بأصله مسجداً أم كنيسة ، لكنه قد تحول منذ قرابة المائة عام  إلي متحف و مزار  للسياح من كل أنحاء العالم  بغض النظر عن دياناتهم  ،
 
و(أيا صوفيا ) معلم تاريخي و رمز إنساني عمره آلاف السنين 
فلماذا يبحث هذا المتخبط دائماً و أبداً عن كل أبواب التفرقة و الشقاق بين الديانات ليطرقها  و يصبغها بصبغة التطرف التي لم يعد يقو علي اخفائها ؟
 
نهاية :
متحف (آيا صوفيا) لا هو بمسجد ولا كنيسه 
فالتراث الثقافي قيمة إنسانية و إرث للبشر أجمعين ، و مهمتنا الحفاظ عليها و حمايتها للأجيال القادمة لتبقي شاهداً علي تعايش الشعوب و الأديان و تسامحها .
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة