التمور الأسوانية على طريق العالمية.. مليونا نخلة تنتج 102 ألف طن سنويًا بأسوان.. الأسواق لا تخلو من أصنافها على مدار العام.. ومزارعو البلح: "السكوتى" و"البرتمودى" الأحلى مذاقًا.. ودراسة: توفير 6 آلاف فرصة عمل

السبت، 25 يوليو 2020 07:00 م
التمور الأسوانية على طريق العالمية.. مليونا نخلة تنتج 102 ألف طن سنويًا بأسوان.. الأسواق لا تخلو من أصنافها على مدار العام.. ومزارعو البلح: "السكوتى" و"البرتمودى" الأحلى مذاقًا.. ودراسة: توفير 6 آلاف فرصة عمل التمور الأسوانية
أسوان – عبد الله صلاح – صلاح المسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محافظة أسوان واحدة من أكبر محافظات الجمهورية فى إنتاج التمور، فهى تحتل المرتبة الثانية بعد الوادى الجديد بـ2 مليون نخلة تنتج ما يقرب من 102 ألف طن سنويًا، وذلك بسبب الطقس المشمس والجو الحار لهذه المحافظة الجنوبية أقصى صعيد مصر.

 

"اليوم السابع" تسلط الضوء على إنتاجية أسوان من التمور وأنواع البلح الأسوانى المميز الذى يغزو الأسواق سنويًا ويحافظ على عرضه على مدار، وكذلك دراسة علمية أعدها خبير اقتصادى ووكيل كلية التجارة بجامعة أسوان، وتهدف لزيادة الإنتاج.

 

افتتح أحمد عوض عثمان، مزارع وأحد تجار البلح بمحافظة أسوان، الحديث عن التمور الأسوانية قائلًا: أسوان من أكبر المحافظات فى إنتاج التمور، وتنتج أنواعًا مختلفة ومميزة من التمور منها "السكوتى والبرتمودى والملكابى والقنديل والسكرى والشامى وغيرهم"، وهذه من أجود أنواع البلح فى الوطن العربى.

وأشار أحمد عوض، إلى أن هذا الأنواع من البلح الأسوانى يعطى الخيار للمشترى أن يفاضل بين أنواع البلح الذى تختلف به السعرات الحرارية، لافتًا إلى أن البرتمودا قيمته الحرارية عالية، وهناك أنواع بلح ضعيفة وسعراتها الحرارية منخفضة وهذه مناسبة لمرضى السكر، وهناك أنواع من البلح جافة جدا، وبلح آخر سهل المضغ، لافتًا إلى أن نوعا البلح "السكوتى" و"الملكابى" الأشهر من حيث مبيعاتهما، وهما أكثر الأنواع التى يطلبها الجمهور الأسوانى أو غيره من المحافظات الأخرى، كما أن أسعار هذه التمور فى المتناول لدى الجميع.

 

وتابع على عثمان، مزارع، لـ"اليوم السابع"، أن هناك طريقة لتجفيف البلح وتتم بعد جنى المحصول، وتبدأ عملية التجفيف بنشر البلح بمكان جاف فى الهواء وفرزه تحت الشمس، ويتم تقلبيه بين الحين والآخر لحين جفافه، ويوضع بعد ذلك فى أجولة من الخيش جيدة التهوية لكى لا يتعرض للترطيب وهنا أوجه نصيحة للذين يقومون بشراء البلح ونقله إلى الوجه البحرى بوضعه فى مكان جيد التهوية فى البلكونة على سبيل المثال لكى لا يرطب ولكى يحتفظ بجودته.

 

ولفت إلى أن التاجر يشترى البلح وهو لا يزال على النخلة، ثم ينتظر لتطيب ويتم قطفها لتبدأ مرحلة التجفيف والتبخير، وبعد جنى البلح يتم وضعه تحت الشمس، ويقلب يوم بعد يوم وبعد أن يجف ويطيب تمامًا يتم وضعه داخل أجولة، وإذا كانت الكميات كبيرة يتم شراء ماكينة للتبخير لمنع السوس من الوصول للبلح، أما إذا كانت الكميات قليلة يتم وضع "أقراص مضادة للسوس" بعد طحنها، وأبرز ما يفرق هذه الأنواع عن بعضها هو المذاق، خاصة بعد نقعها بالمياه.

 

وفى المقابل، أوضح المهندس حازم عبد المنعم وكيل مديرية الزراعة بأسوان، بأن محافظة أسوان تعد من أولى المحافظات على مستوى الجمهورية فى تعداد أشجار النخيل، حيث يوجد بها حوالى 2 مليون نخلة مثمرة وهى تمثل 14 % من إجمالى أشجار النخيل المنزرع فى مصر، ويعد البلح فى مقدمة المحاصيل المنزرعة بأسوان بعد قصب السكر، وتحتل التمور الأسوانية مكانة مميزة فى قائمة الأصناف الجافة من البلح، موضحًا بأن المحافظة تسعى جاهدة بالتنسيق مع وزارة الزراعة للاهتمام بهذا المحصول الهام وتنميته عن طريق تدعيم المعمل المركزى للنخيل، مضيفًا: "كما أننا بصدد التنسيق مع وزارة الزراعة وجائزة خليفة الدولية للتمور والابتكار الزراعى لدراسة إنشاء مصنع للتمور فى أسوان مجهز بأحدث التقنيات الحديثة للمساهمة فى زيادة نسبة تصدير التمور مما يعود بالنفع والعائد الاقتصادى المباشر على المزارع الأسوانى، بجانب وضع التمور الأسوانية على خارطة التمور العالمية".

 

وفى سياق متصل، أفادت دراسة علمية بجامعة أسوان، وضع مقترح ومخطط شامل لإنشاء مجمع لتصنيع التمور داخل محافظة أسوان، للاستفادة من إنتاج التمور بصعيد مصر ورفع كفاءة التمور الأسوانية، علاوة على خلق أكثر من 6 آلاف فرصة عمل جديدة للشباب فى مجال زراعة التمور والصناعات المتعددة القائمة عليها.

 

وقال الدكتور حسن أمين الشقطى، وكيل كلية التجارة للدراسات العليا والبحوث بجامعة أسوان، وصاحب الفكرة، إنه تقدم بمقترح الدراسة العلمية للدكتورة غادة يحيى أبو زيد نائب محافظ أسوان، مؤكدًا أن الهدف من الدراسة هو زيادة مستوى الناتج القومى الإجمالى من التمور بمحافظة أسوان من مستوى 1.3 مليار جنيه إلى قيمته الحقيقية والتى تناهز 4.5 مليار جنيه، حيث تمتلك أسوان مليونى نخلة ويبلغ حجم إنتاج التمور الحالية بأسوان نحو 102 ألف طن تقريبا.

 

وأضاف وكيل كلية التجارة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأهداف الاستراتيجية من دراسة الجدوى لإنشاء مجمع التمور هى زيادة الناتج القومى من التمور بأسوان إلى 4.5 مليار جنيه، وزيادة الناتج القومى لمحافظة أسوان إلى 30 مليار جنيه، وتنشيط قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأسوان، وخلق فرص عمل جديدة بأسوان تناهز 6000 فرصة عمل.

 

وأشار الخبير الاقتصادى، إلى أن هذه الدراسة تسعى إلى بحث وتحليل الجدوى السوقية والفنية والاقتصادية لمشروع إنشاء مجمع متكامل لتصنيع التمور فى سياق مبادرة معروضة على معالى الوزير محافظ أسوان، فضلا عن تحديد أهم المنتجات التى ينبغى البدء بها فى هذا المجمع، لكى تكون مرشدا لإضاءة الطريق لصنع القرار المبدئى بإنشاء هذا المشروع.

 

وتابع الدكتور الشقطى، أن أشجار النخيل تتميز بتعدد منتجاتها، وتعتبر أحد أهم الموارد الاقتصادية ذات الأهمية الكبيرة للمناطق الريفية، وخاصة من حيث تعدد استخداماتها غذائيا وصناعيا وطبيا، وتعتبر أشجار النخيل أحد المصادر لرفع القيمة المضافة للقطاع الزراعى فى الاقتصاد الوطنى، ورغم ذلك، لم تنل صناعة التمور حظها الوفير من الاهتمام على المستوى العالمى، ويرجع جزء هام من ذلك نتيجة أن أشجار النخيل تتركز فى الدول النامية الزراعية التى تتصف بالطبيعة القارية فى الجنوب. وربما كثير من فوائد النخيل والتمور لم تكتشف حتى الآن نتيجة غياب الاهتمام البحثى والعلمى بها.

 

وشدد على أن محافظة أسوان تعتبر من كبريات المحافظات المنتجة للتمور بمصر، وبالتالى يمكن الاعتماد على إنتاج وتصنيع هذه التمور فى تحسين المستوى الاقتصادى للمحافظة وسكانها، وأحد أهم أهداف الدول المنتجة للتمور، هى السعى لتصنيعها وإنتاج منتجات أعلى فى قيمتها المضافة، ومن ثم تحسين المحتوى الزراعى للنخيل عموما. وتتنوع المنتجات الممكن تصنيعها من التمور من خل التمر والعجوة ومربى التمر وعصير التمر ودبس التمر والسكر السائل وبودرة التمر والكحول الطبى، وأحد المزايا الاقتصادية لتصنيع هذه المنتجات، أنها تحتاج للثمار منخفضة الجودة، بشكل يضمن للمنتجين للتمور، بيع الثمار عالية الجودة "وهى بكميات قليلة" بأسعار مرتفعة، ثم الاتجاه لتوريد المنتجات منخفضة الجودة للمنتجين الصناعيين. ولعل ضمان التوريد لمصانع تحويل التمور يعتبر فى حد ذاته تحسين لاقتصاديات مزارع النخيل.

 

وأشار إلى الأهمية الاقتصادية الكبيرة للتمور والتى تعد من السلع والمحاصيل غير التقليدية الهامة والتى يمكن الاستفادة منها سواء للاستهلاك المحلى أو التصديري، ويعزى ذلك إلى ما تمتاز به التمور من احتوائها على العديد من المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية، كما يمكن أن يعتمد عليها الإنسان كغذاء كامل لفترة زمنية طويلة نسبيًا، بالإضافة إلى إمكانية تصنيعها والحصول منها على نواتج ثانوية متعددة "المربى وعسل البلح، صناعة الكحول الطبى والصناعى والخل والسكر السائل وغيرها"، فإذا ما أضفنا إلى ذلك المكاسب التى يمكن الحصول عليها من نخيل البلح ومنتجاته الثانوية "الجريد، الخوص، الليف، جذوع التخيل" واستخداماتها فى العديد من الصناعات المنزلية وصناعة الأخشاب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة