القارئ محمد عبد الحميد شملول يكتب: توكل ويقين درس من الهجرة

الخميس، 03 سبتمبر 2020 10:00 ص
القارئ محمد عبد الحميد شملول يكتب: توكل ويقين درس من الهجرة تعبيرية لهجرة الرسول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن للهجرة دروس لا تحصى ولا تعد، ومن المستحيل أن نحيط بها كلها ولكننى أشير هنا إلى بعض الدروس المستفادة من الهجرة، منها "التوكل واليقين" فى السادس والعشرين من شهر صفر من العام الرابع عشر من البعثة عقد كبار مشركي القبائل القرشية اجتماعاً في ‏دار الندوة‏ وحضره الشيطان في هيئة شيخ من نجد، وقرروا قتل النبي، واختير لذلك أحد عشر شاباً منهم لينفذوا جريمة القتل بعد منتصف الليل، نزل جبريل إلى النبي يخبره الخبر ويطلب منه الهجرة من فوره ولا يبيت في فراشه، فخرج النبي وقت الظهيرة متخفيا إلى بيت أبي بكر ليرتب معه خطة الخروج ليلا، وأمر النبي على بن أبي طالب أن ينام مكانه ويتغطى بغطائه، وفي عتمة الليل وقف مجرمو قريش أمام باب بيت النبي يرصدونه وهم يظنونه نائما وينتظرون خروجه حتى يثبوا عليه، ‏أخذ الله بأبصار المشركين فلم يروا النبي الذي خرج أمامهم ورمى عليهم حفنة من التراب ثم أسرع نحو بيت أبي بكر لينطلقا سوياً نحو غار ثور في اتجاه اليمين عكس اتجاه المدينة، جاء رجل وأخبر المشركين أن محمد مر من بينهم فضربوا علي بن أبي طالب وحبسوه ساعة وهرولوا إلى بيت أبي بكر ولطموا ابنته أسماء، لأنهم لم يخبروا عن مكان النبي وصاحبه.

 راح المشركون يبحثون في كل أرجاء ونواحي مكة وما حولها، ورصدوا مكافأة كبيرة لمن يحضر محمد حيا أو ميتا، وإن المتأمل لحادثة الهجرة والتخطيط لها يدرك حسن توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه ويقينه أن الله حافظه وناصر دينه، وهذا التوكل لا ينافي أو يتعارض مع الأخذ بالأسباب، فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية بأسباب عادية من التخفي والصحبة والزاد والناقة والدليل.

 ولكن لا يعني دقة الأخذ بالأسباب حصول النتيجة دائما، لأن هذا أمر يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله لتقتدي به أمته في التوكل على الله والأخذ بالأسباب وإعداد العدة.

 يقول أبو بكر رضي الله عنه (نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؟!  فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) رواه مسلم. يقول الإمام النووي: (وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي من أجل مناقبه).










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة