و نحن بأول أيام ٢٠٢١ ، أدعو الله أن يكون عام خير و سلام و أمان علينا و علي أمتنا و سائر الأمم .
نستقبل عاماً جديداً و صدورنا تمتلئ بالأمل و العشم في الله سبحانه و تعالي بأن يكون عام الخلاص من الوباء و نهاية للبلاء و رفعاً للإبتلاء .
فقد تجرعنا و بني البشر أجمعين بحالة فريدة من التوحد لم تكن حتي بالخيال مرارة الفزع و الأيام الخالية من الحياة ،
و العلو علي الدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معان الدنو و استصغار متاعها الزائف الذي وقف بجبروته و قوته عاجزاً عن درء شبح الفناء الذي هدد الجميع علي حدٍ سواء جراء ظهور فيروس لعين لا يري بالعين المجردة مصنوعاً كان أو غير ذلك لا يهم ،
لكن الأهم هو عجز البشر بكل أنحاء الأرض عن وقفه و صده ، حتي بعد التوصل للقاح المختَلف حول فعاليته سرعان ما تحور ليبطل فعاليته فيتركهم بحيرة جديدة من أمرهم .
إذن :
لا نملك نحن كبشر ضعاف الأنفس قد تأكدت لنا من خلال هذه المحنة أسباب ضعفنا و قلة حيلتنا، برغم ترسانات الأسلحة النووية و الصواريخ عابرة القارات و الثروات الغير محدودة و السيادة المتغطرسة و التسلط الغاشم و الإستقواء لمن يظنون أنهم أقوياء علي الضعفاء و المستضعفين بالأرض ،
لنتأكد أن العزة لله جميعاً و القوة له وحده ، فيعز من يشاء و يذل من يشاء .
لذا :
فلنتأمل الحياة من جديد ، لعلنا نصحح مداركنا التي شكلتها معطيات خاطئة ،
لربما نصلح من أنفسنا و نتعظ من أيام محنة لم تنته بعد و ندرك أن الضمير و الأخلاق و حسن المعاملة هم خير و أبقي ، و أن ما دون ذلك ما هو زبد للبحر سرعان ما سيذهب جفاءً.
فلم يعد بإمكاننا سوي الأخذ بالأسباب و الحذر الذي بدون شك لا يمنع من قدر و الإيمان و حسن الظن بقدرة الله علي تبديل الأحوال من حالٍ إلي حال .
و ليدرك كل منا أن برقبته أمام الله أمانة عليه أن يحملها ، فيحافظ علي نفسه و حياته و صحته و وطنه ، و لا يستهين بهذه النفس و لا يرمي بها إلي التهلكة جراء استهتار أو ضجر ،
و ندعو الله أن يجعل من عامنا هذا عسراً من بعد يسر و يرفع عنا بعد اختبار الصبر هذا البلاء .
فلنتق الله لعله يجعل لنا من هذا الضيق مخرجا ،
و كل عام و مصر و شعبها و قيادتها بكل خير و سلام و أمان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة