دار الإفتاء تطلق تطبيق جديد للهواتف الذكية للرد على الفتاوى المتطرفة

الجمعة، 01 يناير 2021 10:45 ص
دار الإفتاء تطلق تطبيق جديد للهواتف الذكية للرد على الفتاوى المتطرفة دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنها تعتمد منظومة تكنولوجية فى مجالات الفتوى المتنوعة لديها وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذى وضعها فى طليعة المؤسسات الإفتائية المواكبة للتطورات التكنولوجية، والساعية لجعلها رافدًا من روافد آليات إصدار الفتوى لديها.

وقالت الدار في بيان اليوم، إنه لا شك أن تطبيقات الهواتف الذكية أحدثت خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة فى عالم التكنولوجيا والتواصل الرقمى فى مختلف مجالات الحياة وفى أرجاء العالم كافة، وبالرغم من أنها بدأت بمجالَى التسويق والترفيه فقط؛ غير أنها أصبحت حاليًّا وسيلة مهمة للتواصل الدائم بين الأشخاص، وتسهيل وصول المعلومات، وتيسير الحياة اليومية، وإنهاء الأعمال والمهام الروتينية فى أى وقت ومن أى مكان، وفى مختلف مجالات الحياة، فجعلت العالم كله قرية صغيرة، وشهدت الأعوام الماضية تزايدًا وارتفاعًا فى معدلات استخدام الهواتف الذكية؛ مما أدى إلى تزايد الاعتماد على تلك التطبيقات فى عمليات الشراء والبيع، وفى التعليم والصحة والاقتصاد وإدارة الأعمال.. وغيرها.

كما أن وجود أكثر من 5 مليارات هاتف ذكى حول العالم كان لا بدَّ أن يقابله تطبيقات فى كافة المجالات، العلمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما تمثل تلك التطبيقات ضرورة لمواجهة واقع معيش حول قضاء وقت أطول على الهاتف مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر الشخصية.

ومن هذا المنطلق، وفى إطار الإعلان عن مشروعاتها المستقبلية أعلنت دار الإفتاء أنها سوف تقوم بإطلاق مشروعات تكنولوجية عدة، خاصة بعدما أدركت التنظيمات الإرهابية أهمية هذه التطبيقات، حيث كشفت مؤخرًا عن تفاصيل مشروعها الإلكترونى المستقبلى وهو تطبيق الهواتف الذكية FatwaPro.

من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم: "إن التنظيمات الإرهابية وجدت فى التطبيقات الهاتفية أداة مناسبة لوضعها القائم على التخفى والسرية والاختراق لعقول المسلمين لجذب الأتباع والسيطرة على تفكيرهم؛ فنجد تنظيمَى "داعش" و"القاعدة" يعتمدان بصورة كبيرة على تطبيق "تليجرام"، وبعد شعورهما بإمكانية اختراقه اتجها إلى استخدام تطبيقات أخرى مثل Hoop Messenger لتحقِّق لنفسها قدرة أكبر على عدم الاختراق والتعرض للتجسس.

فضلًا عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى تستخدم أسلوبًا ظاهريًّا يوحى بالاعتدال والسماحة لتضمن قبول المسلمين لأفكارها ومبادئها، ثم ما تلبث أن تبدأ فى تقديم تشددها وأفكارها المشوهة والمغلوطة؛ ويمكن الاستدلال على ذلك بتطبيق "يورو فتوى" الذى أطلق عام 2019 معتمدًا على خدعة فى توصيف رسالته باعتباره "دليلًا فقهيًّا مبسطًا وموجزًا لتمكين المسلمين الأوروبيين من الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وأداء واجباتهم كمواطنين مسلمين، مع الحرص على اتباع الأنظمة القانونية والعرفية والثقافية للمجتمعات الأوروبية"، حتى أصبح خلال فترة قصيرة من بين أكثر 100 تطبيق تحميلًا على الهواتف على مستوى العالم؛ ولكنه فى الحقيقة حمل أفكارًا متطرفة هادمة وضد المجتمعات المسلمة فى الغرب مثل: أسلمة أوروبا، عودة الخلافة الراشدة، تفجير المجاهدين أنفسهم.. وغيرها من الأفكار.‎

ولفت نجم إلى أن كل هذه الأسباب مثَّلت دافعًا مهمًّا فى رؤية دار الإفتاء المصرية ضرورة إطلاق تطبيق إفتائى يخدم المجتمعات المسلمة ويظهر صحيح الدين ووسطيته، وهو تطبيق (FatwaPro) حيث يواجه المسلم فى المجتمعات المسلمة بالخارج عددًا غير محدود من المشكلات والضغوط فى كل جوانب حياته اليومية، فيمكننا القول إنه الآن يعيش بين شقى رحى؛ فمن ناحية يعانى فى بعض الأحوال من إنكار المجتمع الغربى له باعتباره كيانًا غريبًا دخيلًا عليه بثقافة ودين مختلفين، بل ينظر إلى المسلم باعتباره عدوًّا لهذه الثقافة الغربية، هدفه القضاء عليها ونفى هويتها ومبادئها التى قضت سنوات طويلة لبناء قيمها، ومن ناحية أخرى يعانى من التنظيمات الإرهابية التى لا هدف لها سوى مصالحها حتى لو كان على حساب تشويه صورة الإسلام وهدمه، أو على حساب القضاء على التعايش المجتمعى وبقاء قيم الإنسانية، أو القضاء على المسلم نفسه، فلا تترك فرصة إلا وتحاول من خلالها تشويه أفكار المسلم فى الغرب وتحويله لأداة طيعة لديها لتنفيذ عملياته الدموية والعنيفة.

وأوضح مستشار مفتى الجمهورية، أنه فى ظل هذه الضغوط، بات المسلم مضطرًا فى بعض الأحوال بصورة جبرية للانعزال، وفى ظل هذا الانعزال يكمن التساؤل: كيف يستطيع المسلم الحصول على الفتاوى والمعلومات الدينية الصحيحة؟ هل يتراجع عن إسلامه ويفقد دينه وهويته؟ أم يلجأ إلى الفتاوى المتطرفة عمدًا أو المغلوطة جهلًا فى ظل غياب البديل المعتدل على الساحة؟

كما أن تضارب الفتاوى من الأمور الشائعة جدًّا فى المجتمعات المسلمة بالخارج، ودائمًا ما يُحدث خلافًا بين أبناء الجاليات المسلمة ممن هاجروا إلى الغرب، أو من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام، وينتج عن ذلك معاناة ومشاكل للمسلمين مع أى خلافات أو مستجدات فقهية طارئة.

وأضاف د. نجم أن من أبرز هذه القضايا التى سيهتم بها التطبيق الجديد هى قضايا الشؤون والعادات، والعبادات، والمعاملات المالية، وكذلك أحكام الأسرة والمواريث وفقه المواطنة والاندماج فى المجتمعات الغربية، موضحًا أنه وسط كل هذه الأزمات التى يعانيها المسلم، يبرز دور المؤسسات الإفتائية المعتدلة، والتى على رأسها دار الإفتاء المصرية بما لها من رصيد فقهى عبر العصور، كان الهادى والمرشد لكل مسلم والمنقذ له من الوقوع فى براثن الجهل والتطرف أو الإلحاد، وقد كانت للدار بصمات بارزة ومضيئة فى ذلك ونشاط واضح لحماية المسلم الغربى من الفتاوى المتطرفة وتقديم البديل المعتدل له.

وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أن دار الإفتاء المصرية بادرت إلى إطلاق تطبيق "الفتوى الإلكتروني" (FatwaPro) المقدم للمسلم فى الغرب مشتملًا على عدد من اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، بهدف تقديم كافة الفتاوى التى تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الدينى لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم فى براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية، فضلًا عن تقديم كافة سبل الدعم العلمى والدينى لتعزيز اندماجهم فى المجتمعات المسلمة.

وحول الرؤية والرسالة التى يسعى تطبيق "FatwaPro"إلى تقديمها قال د. نجم: "إطلاق تطبيق "Fatwa Pro" للمجتمعات المسلمة لا يعد من الكماليات؛ إذ أصبح ضرورة ملحة فى ظل حاجتهم للدعم من الدول الإسلامية ومؤسساتها العريقة، وعلى رأسها المؤسسات المصرية بما لها من رصيد علمى كبير، وفى ظل الاضطرابات والجوائح (مثل كورونا) وما تفرضه من ظروف اجتماعية جديدة ظهرت الحاجة إلى وجود تطبيق إلكترونى يكون بمثابة المفتى المعتدل والدائم والمتاح فى أى وقت للمسلم فى الغرب، يعوضه عن اللجوء للمراكز الإسلامية أو المساجد التى قد يديرها أفراد يحملون أفكارًا مغلوطة ومتطرفة، والتجربة أثبتت من خلال تطبيق Fatwa "euro" الإخوانى كيف يساهم فى ترسيخ أفكار هذه الجماعة المتطرفة، ويكون سببًا فى جنوح طائفة كبيرة عن جادة الصواب".

وتابع: "تتمثل رسالة تطبيق "FatwaPro" فى توفير المفتى المتخصص والمعتدل بصورة آنية لحماية عقيدة المسلمين فى هذه المجتمعات، وتوفير الفتاوى التى تهم المسلم فى هذه المجتمعات فى مختلف التخصصات، وأيضًا حماية المسلم فى هذه المجتمعات من الفكر المتطرف أو الإلحادي، وضبط الخطاب الإفتائى وتلبية حاجة المجتمعات من فتاوى تخص الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وكذا المساهمة فى تذليل سبل الاندماج لهذه الفئة داخل المجتمعات، إلى جانب القضاء على الأفكار الدينية المغلوطة، والتصدى لأفكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة".

أما عن رؤية التطبيق، فقد أكد مستشار مفتى الجمهورية أنه يطمح إلى خلق بديل معتدل للمجتمعات المسلمة يغنيها عن التطبيقات المتطرفة، وكما يطمح إلى حماية المسلم من الوقوع فى براثن التطرف أو انهيار عقيدته، ويسعى لتصدير رؤية معتدلة عن الإسلام لنشر الصورة الإيجابية التى تهدف إلى القضاء على التعصب ضد الإسلام فى صوره المختلفة.

وأضاف: كذلك يهدف التطبيق إلى "حماية المسلم فى الغرب"، وهى الحماية التى تحمل فى معناها العميق والرئيسى الحفاظ على دينه وعقيدته سليمة، وقيامه بشعائره الدينية، وتعليمه أحكام دينه بصورة صحيحة دون تعرضها لأى فكرة مشوهة تفقده قدرته على التعايش، أو تفقده عقيدته، أو تجعله مجرد أداة للفكر المتطرف، وتقديم الفتاوى الصحيحة والوسطية فى مختلف مجالات الفتوى وعرضها بصور ثابتة على التطبيق بأسلوب سهل للوصول إلى أى تساؤل يشغل المسلم فى الغرب، والسماح باستقبال تساؤلات المستفتين من كل أنحاء العالم وبأكثر من لغة والرد السريع والعاجل على مختلف التساؤلات، إلى جانب وقوف نخبة من كبار المفتين المتخصصين فى مختلف جوانب الفتوى لبحث وتمحيص بيئة الفتوى فى الغرب، والاجتهاد فى قضايا النوازل للخروج بفتاوى على أكبر قدر من المواكبة للواقع والزمان والمكان والأشخاص، والتركيز على وضع أقسام ثابتة فى التطبيق تتضمن الإرشاد الدينى والاجتماعى والنفسى للمسلم فى الغرب بشكل يجعله قادرًا على مواجهة مختلف المشكلات والأزمات التى تقابله فى دائرته الاجتماعية ومساعدته على الاندماج فى المجتمع الذى يقيم فيه، وكذلك التركيز بشكل كبير على الفتاوى الاجتماعية التى تمثل محور اهتمام المسلم فى الغرب، ومن ذلك قضايا الزواج والطلاق والعلاقات الأسرية والمواريث.. وغيرها من القضايا.

وعن آلية عمل هذا التطبيق أوضح د. إبراهيم نجم أن ذلك يتم من خلال دورة عمل منتظمة تبدأ باستقبال السؤال من خلال الأبلكيشن الذى يتضمن عددًا من الحقول لتسهيل تبويب الفتاوى وتحديد المختصين بها، ثم تكويد السؤال وترقيمه، وانتقاء الأسئلة وتنقيتها.

وفى الإطار ذاته يعمل فريق المحررين على تجميع الإجابة الشرعية والإجابة الواردة من قِبل المتخصصين وتحريرها ثم رفعها لفريق الترجمة مرة أخرى، بحيث يقوم فريق المترجمين بترجمة الإجابة إلى لغات متعددة (إنجليزية – فرنسية – ألمانية) ورفعها لفريق البرمجة، ثم تأتى مرحلة التحرير الأخيرة، والتى تتضمن مناسبة الفتوى وملاءمتها للسياقات الثقافية والاجتماعية والقانونية فى البلاد التى تأتى الأسئلة منها، وأخيرًا رفع الإجابة عبر التطبيق، فيقوم فريق البرمجة بتصدير الفتوى وعرضها عبر التطبيق بالرقم المحدد لها سلفًا ووفقًا لمجالها فى القسم الخاص بها.

وأضاف أن التطبيق سيعتنى أيضًا بالرد على الشبهات والفتاوى المتطرفة فى أحد أقسامه، حيث يعرض هذا القسم أبرز الفتاوى المتطرفة والشبهات المنتشرة فى المجتمعات المسلمة فى الخارج بحكم سيطرة بعض الإخوان والمتشددين على بعض المؤسسات والجمعيات فى الغرب، والتى تساهم فى ارتفاع نسب الإسلاموفوبيا، ومحاولة تفنيدها والرد عليها وفقًا للأحكام الفقهية الصحيحة، كما يهتم قسم آخر بشأن دور وهيئات الإفتاء، فيعرض هذا القسم أحدث الأخبار المتعلقة بدور وهيئات الإفتاء فى العالم وآخر المؤتمرات والبيانات ذات العلاقة بالمجتمعات المسلمة فى الخارج.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة