مشوار محمد الصغير.. تعلم أصول الصنعة فى باريس و"قصة ليلى" وش السعد عليه

الجمعة، 29 يناير 2021 11:48 ص
مشوار محمد الصغير.. تعلم أصول الصنعة فى باريس و"قصة ليلى" وش السعد عليه خبير التجميل الراحل محمد الصغير
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين قرر خبير التجميل الراحل محمد الصغير فى سن مبكرة أن يعمل بمجال تصفيف الشعر والتجميل، أراد أن يكون جزءًا من الطبقة المخملية بالمجتمع التى رآها وراقبها عن كثب من خلال عمل خاله، الذى كان مصفف شعر للكثير من الشخصيات المهمة بالدولة، وعلى مدار نحو 55 عامًا ترك محمد الصغير بصمته الخاصة على المجتمع الراقى ما جعل رحيله صباح اليوم، إثر إصابته بفيروس كورونا، يفجع الكثير من المشاهير والنجوم.
 
إعلان خبر الوفاة
إعلان خبر الوفاة

بداية مبكرة وأحلام كبيرة 

فى مقابلة تليفزيونية، حكى خبير التجميل الراحل عن بداية مشواره، مشيرًا إلى أنه لم يكمل تعليمه وإنما خرج من الدراسة فى الصف الثانى الإعدادي، وكان ينظر إلى عالم التجميل وتصفيف الشعر من خلال مهنة خاله الذى كان عميد مهنة الكوافير فى مصر، وعمل مع الكثير من الشخصيات المهمة، دخل بيوتهم ووضع لمساته الخاصة على إطلالاتهم، فأحب الصغير أن يكون جزءًا من هذه الطبقة وهذا العالم.

"حبيت أشم ريحة برفانات مش ريحة بصل" مازحًا وصف حلمه وهو طفل، وهو الحلم الذى جذبه إلى المهنة، التى سرعان ما اكتشف أنها شغفه الحقيقى فكان يحرص على أن يتثقف ويقرأ ويتعلم ويطالع المجلات التى تتحدث عن كبار خبراء التجميل وأحدث صيحات الشعر. 

مقابلة الأميرة فوزية وأشهر مصفف شعر بالعالم 

مطالعته لصيحات الشعر بالعالم منحته فرصة كبيرة فى بدايته المبكرة، فحين كان لا يزال يعمل بمحل خاله، رتب له القدر عام 1971 لقاء الأميرة فوزية زوجة فواز بن عبد العزيز آل سعود التى كانت تزور مصر وتحرص على حضور حفلات أم كلثوم، وكانت تتعامل مع ألكسندر أشهر مصفف للشعر فى العالم آنذاك، والذى كان يرسم لها تصفيفات الشعر وأخرجت الألبوم لتطلب من محمد الصغير أن ينفذ إحدى التصفيفات فتحدث معها عن ألكسندر وأنه معجب به ويشترى كل المجلات التى تتضمن أعماله. 

محمد الصغير
محمد الصغير

نفذ الصغير التصفيفة التى رسمها ألكسندر ببراعة حتى أنها ظلت على حالها حتى سافرت الأميرة إلى باريس مرة أخرى والتقت ألكسندر الذى أثنى على التصفيفة فحدثته عن الصغير وأنه شاب صغير معجب بعمله، فأخبرها أنه بصدد زيارة مصر فى الكريسماس وبإمكانه أن يلتقيه.

وحدث اللقاء بالفعل ودعا ألكسندر محمد الصغير لزيارة باريس ومشاهدة تصفيفاته فى الديفيليهات التى تبدأ فى أكتوبر. لم يدخر الصغير جهدًا ليتمكن من السفر إلى باريس فى سن 18 عامًا، وهناك انفتح على عالم آخر فى مجال التجميل وتصفيف الشعر.
 

محمد الصغير فى باريس 

بإمكانات مادية بسيطة سافر الصغير إلى باريس وقد دبر بالكاد تكاليف المسكن، وحكى فى كتاب "محمد الصغير.. أيام من عمري" تفاصيل هذه المرحلة الفارقة من حياته، حيث تمكن بشغفه وذكائه وحبه للتعلم من اكتساب ثقة ألكسندر وأصبح بمثابة يده اليمنى، رغم أنه يعمل دون أجر لأنه لا يحمل تصريحًا بممارسة المهنة.

حرص على أن يصقل خبرته العملية واجتاز عدة دورات تدريبية متخصصة فى تصفيف الشعر والتجميل وحصل على تصريحات للعمل فى باريس إلا أنه اختار العودة إلى مصر ليحقق حلمه بأن يغير مفهوم مهنة تصفيف الشعر ونظرة الناس لها.


بداية الصعود فى مصر 

بعد عودته من باريس تسلم الصغير إدارة محل خاله، وهى الخطوة التى لم تكن سهلة فقد احتج عدد من العاملين بالمحل على أن يتولى شاب صغير السن إدارته ورفضوا الاستمرار فى العمل، وهو التحدى الأكبر فى مشواره حسبما قال فى تصريحات تليفزيونية.

إلا أنه تعلم أن ينظر للوجه الإيجابى للقصة ورأى فى هذا التحدى فرصة لتجديد دماء المحل وتشغيل عاملين جدد يعلمهم ويدربهم ويمنحهم خلاصة خبرته من باريس.
 
وحافظ على دائرة واسعة من العلاقات بالمشاهير والساسة وأبناء الطبقة المخملية فى المجتمع.

محمد الصغير ونجمات مصر 

على الرغم من أن زبائن المحل كانوا من أبناء الطبقة الراقية وزوجات الساسة وسيدات المجتمع، إلا أن اقتحام طبقة النجمات والفنانات جاء بالصدفة بعد أن تعرف من خلال أصدقاء مشتركين على الفنانة ليلى علوى ومنحها تصفيفة شعر خاصة أطلق عليها "قصة ليلى".

محمد الصغير وليلى علوى وأحمد السقا
محمد الصغير وليلى علوى وأحمد السقا
 
فتحت له "قصة ليلى" بابًا على عالم جديد من الزبائن والمعارف هم طبقة الفنانات وأكسبته شهرة فى العالم العربى وليس فقط فى مصر، لذا يشعر بامتنان عميق لها جعله يهديها أول نسخة من كتاب مذكراته. 
 
وسرعان ما أصبح محمد الصغير أشهر مصفف شعر للمشاهير فى مصر، ووسع نشاطه بفتح عدة فروع فى مختلف الأحياء الراقية بالمحروسة. كما حصل على عدة جوائز محلية وعالمية بمجال التجميل وتصفيف الشعر كان أبرزها جائزة Oscar Viewing Award. 

التحدى واتخاذ القرار.. الخلطة السرية للنجاح 

"بحب أواجه، ما بكدبش وباخد قرار" تركيبة شخصية محمد الصغير التى تمكن من خلالها من تحدى كل الصعاب وتحقيق نجاحه، وقال فى مقابلة تلفزيونية: "أنا واجهت محن كبيرة وتحديتها، لدرجة إنى وأنا صغير من قسوة معاملة خالى فكرت انتحر.. لكن عديت كل حاجة.. في ناس بتحاول تكسرني بس أنا بواجه". 

صورة من حفل إطلاق كتابه أيام من عمرى
صورة من حفل إطلاق كتابه أيام من عمرى
 
معادلة النجاح التى كشف سرها كانت الهدف الذى كتب لأجله سيرته الذاتية فى كتاب "أيام من عمري"، ليعلم الشباب كيف يتحدون ويواجهون الصعاب وقال عن مشواره "محدش عملى حاجة.. أنا اللى عملت محمد الصغير عشان كده لما ببص أنا كنت فين وبقيت فين بحس إنى عملت حاجة فى حياتي".
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة