شاب كافح وناضل طوال 22 سنة بعد إصابته بعمر الـ6 سنوات بحادث أليم سقط خلاله أسفل قطار قصب بقريته بمحافظة الأقصر، وأسفر الحادث وقتها عن بتر قدميه ويده اليسرى وظل يكمل دراسته حتى أنهى المرحلة الإعدادية وقرر التوقف عن الدراسة للتخفيف عن أسرته عناء نقله حتى المدرسة كل يوم، ومكثف بالمنزل حتى قرر عمل ما يحب وعمل فى ورشة ميكانيكى وبعد فترة قرر فتح ورشة بسيطة له لا تتعدى 6 أمتار بمنطقة منشأة العمارى لكسب رزقه بالحلال ودعم أسرته فى مصاريف حياتهم اليومية، ذلك البطل هو الشاب المعجزة فهد عبد الباسط فهيم بن محافظة الأقصر.
"اليوم السابع" التقى مع الشاب المعجزة فهد عبد الباسط فهيم، الذى يعمل فى مهنة ميكانيكا الدراجات البخارية والتروسيكلات رغم ظروف حادث قطار وقع له بعمر السادسة وتسبب فى بتر قدميه وبتر اليد اليسرى له، ولكنه تحمل الصعاب والمشاق، وقرر أن يعمل فى المهنة التى يحبها ليصبح أول ميكانيكي فى الأقصر ومصر بأكملها يعمل بيد واحده فى خدمة زبائنه.
ويقول فهد عبد الباسط البالغ من العمر 28 سنة، إنه أحب مهنة الميكانيكا خلال اللعب فى طفولته فى دراجة شقيقة بالمنزل، وكان يطلب من الميكانيكية لها أشياء محددة ليقوم بتغييرها بنفسه، وبعد فترة طلب منه أحد أصدقائه ويدعى الحاج إبراهيم أن يعمل معه داخل ورشته لكونه يفهم فى الميكانيكا أفضل من الجميع، وبالفعل بدأ العمل معه لعدة سنوات فى طفولته حتى تعلم الصنعة جيداً، وقررأن يفتح ورشة ميكانيكا لنفسه بمفرده بدعم من أسرته وأصدقائه، وحالياً يقوم بصيانة الدراجات البخارية والتروسيكلات فى منطقة منشأة العمارى بنفسه ويعينه أصدقائه بالورشة.
ويؤكد الميكانيكي المعجزة فهد عبد الباسط، لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل فى الصيانة باليد اليمنى فقط ويتنقل لصيانة الدراجات البخارية على كرسي متحرك يملكه لظروف الحادث الذين تعرض له في الصغر، حيث إنه عندما كان فى الصف الأول الإبتدائى ولدى عودته من المدرسة ركب قطار القصب بالقرب من المنزل، ولكن سقط أسفله ونقل للمستشفى وتقرر بتر قدميه ويده اليسرى نتيجة الحادث، وظل يتلقى التعليم بنظام المنازل والتوجه للمدرسة أيام قليلة بمساعدة أسرته وبعدما أرهق من الدراسة فى تلك الظروف أنهى الشهادة الإعدادية، وتوقف عن الدراسة نهائياً، وبدأ يعمل فى مجال الميكانيكا ليجد رزقه ومازال يعمل بها حتى الآن حتى وصل لعمر 28 سنة، وكل ما يحلم به أن يكبر ورشته الحالية وكذلك يحصل على وظيفة كباقى ذوى الاحتياجات الخاصة تساعده فى دعم أسرته.
وعن قصة إصابته وبتر قدميه واليد اليسرى، يقول فهد عبد الباسط، إنه كان فى الصف الأول الإبتدائي وعمره وقتها 6 سنوات، ولدى عودته من المدرسة ركب فى قطار القصب كعادة أطفال المنطقة، وذلك لبعد المسافة بين المدرسة والمنزل، ووقع فجأة وقدمه اليمين نزلت أسفل عجلات القطر وبترت فى الحال، وظل القطار يسحبه مسافة طويلة حتى نزلت قدمه الثانية أسفلها وذراعه الأيسر وجميعها تحولت لأشلاء، ولم يشعر وقتها بشيئ وفقد وعيه وعلى الفور نقله أهالة المنطقة فى ملاية منزل وهرعوا به للمستشفى، وقرر الأطباء بتر قدميه واليد اليسري بشكل كامل لحماية حياته وقتها، وظل داخل المستشفى لمدة 9 شهور، وأسرته قررت نقله للمدرسة يومياً بعد تعافيه واستمكمل تعليمه بالمرحلة الإبتدائية ثم المرحلة الإعدادية وبعدها قرر التوقف عن الدراسة والبقاء فى المنزل للتخفيف عن أسرته عناء النقل يومياً مع كبر سن والده.
فهد يعمل بصيانة الدراجات البخارية
فهد يقول أكملت الدراسة حتى أنهيت الإعدادية ورفضت مواصلة التعليم للتخفيف عن أسرتى
فهد عبد الباسط مبتور القدمين واليد اليسرى ويعمل في صيانة الدراجات والتروسيكلات
فهد خلال صيانة الدراسات بالمنطقة
الميكانيكى المعجزة الأقصرى فهد عبد الباسط مبتور القدمين واليد اليسرى
أصدقاء فهد يدعمونه يومياً فى منشأة العمارى
جانب من عمل فهد بصيانة الدراجات البخارية
