ديزل مصر .. للوهلة الأولى قد تظن هذا اللقب قد أطلق على محرك كان أو قاطرة ولكنه لقب لازم أحمد أبو الضياء منذ نعومة أظافره ،ففي بداية يومه يقوم أحمد بفتح شرفة منزله ليرى محطة السكة الحديد والقطارات بجميع أنواعها تتحرك أمامه في الذهاب والإياب حتى أصبحت عالقة في ذهنه وخياله الذي حوله واقعا من خلال الخردة الموجودة في منزله ،وعندما اكتشفت أسرة "أحمد"موهبته لم تقف أمامها بل قامت بتخصيص غرفة صغيرة له يمارس فيها موهبته ويحول فيها جميع خردة المنزل إلى قطارات صغيرة لا تتعدى الإصبع ، وبمرور يوم تلو الآخر وثق" أحمد" قطارات سكك حديد مصر بمختلف أزمنتها ليصبح بذلك " ديزل مصر".
مهر أحمد أبوالضياء الأربعيني في إعادة تدويرالخردة التي لا قيمة لها وعلب الصفيح إلى نماذج مصغرة من أتوبيسات النقل العام حتى أستقل بورشة في أحد أحياء شبرا الخيمة وبمجرد دخولك هذه الورشة تظن أنك في متحف سكك حديد مصر نظرا لكثر القطارات المصنعة في الورشة بدءا من القطار المكيف والأسباني حتى القطار المميز أو العادي كما يقال لم يكتف بالقطارات بل قام بصناعة جميع أتوبيسات النقل العام .
وواصل "أحمد ديزل " حديثه عن موهبته قائلا : أول نموذج صنعته كان من كرتونة علبة أدوية وحبيت أكمل صنع باقي موديلات القطارات في السبعينيات فكنت بروح محطة سكك حديد مصر وكان معايا قلم وكراسة رسم و بقعد ارسم التفاصيل الدقيقة أوي للقطار وأروح البيت أحاول أنفذها.
و أضاف أن الخامات التي كانت متاحة وقتها هي "علبة معجون" أو "صاج" أو علب تونة أو مربى وماكينة حلاقة قديمة طورت الخامات دي ووظفتها وحولتها لمجسمات مصغرة للقطارات .
وأوضح أن الإمكانيات لم تكن متوفرة لديه في البداية لتصنيع النماذج المصغرة أما حاليا قام بصنع آلالات تيسر عليه عملية تصنيع القطارات وتشكيل قطع الخردة كما يريد.
ووثق أحمد آبو الضياء تاريخ القطارات بدءا من أول قاطرة ديزل منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر و القطارالمكيف أو " المجري" كما يدعى الذي لاقى إقبال الكثيرون مما قام بتنفيذه أكثر من مرة والقطار التوربيني.
وواصل "ديزل" حديثه بمراحل التنفيذ تبدأ من رسم القطار كاملا على الاسكتش بالشكل الهندسي له ثم يقوم باختيار الخامات المراد استخدامها لينتهي بتوظيف تلك الخامات وصنعها ليحولها إل نماذج مصغرة، مهتماً بالتفاصيل الدقيقة للقاطرة منها المحركات ومفاتيح التشغيل و مفاتيح الحركة وأنواع الفرامل الموجودة في القاطرة سواء كانت فرامل جرار أول ديل.
وأعناد "أحمد أبو الضياء" أن يشارك في معارض السكك الحديد ويعرض فيها مجسماته التي لاقت إعجاب الزوار من بينهم مدير متحف السكك الحديد في أيرلندا ووزيرة النقل البريطانية ومن شدة إعجابهم بالنماذج المعروضة طلبا من أحمد أن يعد نموذجين مخصصين لكل منهما وبالفعل أهداهما نموذجين من القطارات .
وأشار أن زوجته "سالي" هي مصدر الدعم له نظرا لأنها تخرجت من كلية الفنون الجميلة وكانت تشجعه على أن يقدم المزيد من النماذج وألا يتوقف مهما كانت الصعوبات التي تعترضه ونقل هذه الموهبة إلى أولاده ياسن وجاسمن متمنيا أن يكونوا رائدين في هذا المجال .
وبلغ عدد النماذج التي نفذها "أحمد"من الخردة حوالي ١٥٠٠ نموذج كما يتمنى أن يمتلك متحف صغير يوثق فيه تاريخ القطارات ويصبح مزار يرتاده الناس.
