أحمد القناوى

لماذا علينا أن نُمكن المرأة؟!

الإثنين، 08 مارس 2021 07:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس غريبا أن يأتى يوم المرأة العالمي في شهر مارس، وهو نفس الشهر الذي اختاره المصريون للاحتفال بعيد الأم، فالمرأة هي الربيع، وهي الأرض الخصبة التي ينبت فيها المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع والعكس أيضا صحيح.
 
لقد شاركت المرأة الرجل منذ فجر التاريخ في بناء الحضارة، زرعت معه الأرض، طحنت الحبوب، وخزنت الطعام، فأمنت لأسرتها مصدر الحياة.
 
حاكت الثياب، وطورت شكل المعيشة داخل المنازل، اهتمت بالفنون، وعندما اقتضت الضرورة، حاربت مع الرجال، دون أن تتنازل عن الرصيد الأكبر في عملية تربية وتهيئة النشأ ليكونوا رجالا ونساءًا صالحين ومفيدين للمجتمع.
 
لقد ارتبط مقياس تقدم أي مجتمع ارتباطاً وثيقاً بتقدم وضع المرأة بداخله، فإن هُمش دورها تراجع دور المجتمع برمته، وإن نما دورها بداخله، ازدهر المجتمع وزادت إسهاماته في مسيرة الحضارة الإنسانية.
 
وفي العصر الحديث قطعت المرأة شوطاً كبيراً في مسيرة التمكين، فانتزعت حقها في العمل وفي التصويت والترشح نيابةً عن الشعب، كما تقلدت رائدات كثيرات مناصباً رفيعة ومرموقة في شتي المجالات وصولاً لسدة الحكم في كثير من دول العالم.
 
ومن الهام ذكره في هذه النقطة، هو أن تمكين المرأة لم يبدأ وتتسارع وتيرته في الدول الغربية فقط، بل إننا نجد على سبيل المثال في دول جنوب شرق آسيا وشبه الجزيرة الهندية، نساءًا كثيرات وصلن لسدة الحكم، حتي في الدول ذات الطبيعة المحافظة مثل باكستان وبنجلاديش، كما أنه في إيران، لم يمنع الحجاب الجبري المرأة من الوجود الفاعل في مؤسسة الشرطة بشكل لافت للأنظار في دولة مازال يحكمها رجال الدين.
 
ورغم ذلك ينبغى أن نعترف أن تمكين المرأة لم يصل لمحطته الأخيرة بعد، وأنه لزاماً علينا أن نستكمل مشواره الذي يضمن فرص عادلة وحقوق متوازنة بين الرجل والمرأة داخل كل مجتمع، فمازالت المرأة تعاني من تمييز سلبي في سوق العمل، وأجور أقل، ونسب تحرش مرتفعة، كما أنه محلياً تعاني من صعوبات مجتمعية في حرية الملبس، وفي التنقل، وفي تحديد نوع العمل، فضلاً عن النظرة الضيقة للمرأة التي تقرنها فقط بالزواج، فنجد ضغوطاً عليها للزواج المبكر جدا، وضغوطاً اجتماعية على العازبات فوق سن الثلاثين، وأخرى على المطلقة، أو التي تعيش بمفردها، في محاولات دائمة من المجتمع لفرض وصايته على المرأة، وللأسف الشديد هذة الممارسات المجتمعية السلبية تجاه المرأة تأتي من الرجال والنساء على حد سواء!
 
ومن المؤسف أيضا محاولة البعض إلصاق هذة الممارسات السلبية بالدين، كذباً وافتراءًا، رغم أن الدين في الأساس قد جاء لتنظيم قواعد الحرية والعدل بين أفراد المجتمع، وبين المجتمعات وبعضها.
 
تحية للمرأة في عيدها، ودعوة صادقة للتخلص من كل الممارسات السلبية التي تعترض طريق تمكينها، لأن تمكينها هو تمكين للمجتمع ككل.
 

أحمد القناوى عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة