أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت.. العيش فى الوهم

الأربعاء، 02 يونيو 2021 11:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد أسوأ من خداع الإنسان لنفسه، وذلك بأن يصنع من وهمه حصونًا يعيش فيها، يظنها ثابتة مثل كهوف الجبال فإذا بها بيوت واهية ضعيفة تطيح بها الرياح.
 
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة العنكبوت "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، والعنكبوت لا يعلم أن بيته ضعيف، بل نحن نعرف ذلك بالمقارنة، عندما نقارنه بأى شىء آخر بالبيوت المصنوعة من الحجر مثلا، حينها ننظر إلى بيت العنكبوت فنرى ضعفه، فهو لا يقوى على أي مواجهة ولا يقدم أية حماية، إنه وهم.
 
وكثير منا يعيشون فى الوهم، يظنون فى أنفسهم غير الصواب، لا يعتقدون أن للأيام والدنيا تغيرات وتقلبات، وأن أنفسنا ضعيفة مثل بيت عنكبوت، إنهم لا ينظرون خارج أرواحهم الهشة الضعيفة، بل تغرهم الأيام فيظنونها دائمة.
إن الإنسان يجد نفسه فى سبيل بحثه عن الحماية، أمام مسارين، المسار الأول أن يحتمي بخالقه ثم أهله ثم علمه، بحيث يكون أولياؤه على مستوى من القوة الحقيقية، الله سبحانه وتعالى منبع كل قوة وخير، والأهل منبع كل حماية وفخر، والعلم منبع كل اتزان وإفادة، هكذا تكون البيوت القوية القادرة على مواجهة كل شىء.
أما المسار الثاني الذى ينتج الضعف فيكون بالاعتماد على أولياء ومصادر قوة غير حقيقية مثل النفس والمال، وهى أمور قابلة للتحول والتغير السريع، بحيث قد يجد الواحد منا نفسه فى لحظة ما فردا فى مواجهة الدنيا لا رب ولا عبد يقف بجانبه.
وخطورة هذه الأفكار اجتماعيا أن سكان بيوت العنكبوت إذا كثروا فى المجتمع جعلوه ضعيفا، لأن أي حادث يحدث وأي جديد يستجد سيأخذهم فى طريقه دون أن يلقى لهم بالا أو يعمل لها حسابا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة